بيروت - دومينيك إيفانز / توم بيري (رويترز) - اندلعت معارك يوم الأربعاء بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل مسلحة معارضة للنظام السوري شمالي مدينة حلب وسط إعلان مسؤولين حكوميين سوريين إن الجيش يحضر لعملية عسكرية سيشنها هناك بدعم من جنود إيرانيين ومقاتلات روسية.



وقال أحد قادة الفصائل المعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية سيطروا على بلدتي أحراص وتل جبيين اللتين تقعان على بعد 12 كيلومترا شمالي حلب قبل أن يتم صدهم.

وتهدد المكاسب الميدانية التي يحققها تنظيم الدولة الإسلامية شمالي حلب خطوط الإمداد للجماعات المسلحة المعارضة الأخرى داخل المدينة التي تتقاسم السيطرة على أحيائها قوات المعارضة والجيش السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن الطريق الذي يستخدمه سكان المدينة المتجهين شمالا إلى الحدود التركية بقي مقفلا يوم الأربعاء.

وقال حسن الحاج علي قائد لواء صقور الجبل المعارض المسلح "اليوم هناك معارك عنيفة بيننا وبين داعش في أحراص وتل جبيين في ريف حلب الشمالي."

ويقاتل لواء صقور الجبل -وهو أحد الفصائل السورية المسلحة التي تحظى بدعم غربي- تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض غير ان مقاتليه يتعرضون في الوقت عينه لغارات من الطيران الروسي ويستعدون حاليا لمواجهة العملية العسكرية الواسعة التي يحضر لها الجيش السوري.



وأضاف "هناك حشد (لقوات) النظام في معظم أماكن حلب وخصوصا في باشكواي" في إشارة إلى بلدة أخرى شمالي مدينة حلب التي كانت قبل بدء الحرب الأهلية السورية عام 2011 أكبر مدن البلاد ومركزا تجاريا وصناعيا رئيسيا.

وقال الحاج علي في حديث مع رويترز عبر الانترنت "حصل تقدم عند الفجر لكنا تمكنا من استرجاع أحراص بالكامل وهناك معارك في تل جبيين."

وقال مسؤولان إقليميان بارزان لرويترز إن إيران أرسلت آلاف الجنود الإضافيين إلى سوريا في الأيام الأخيرة لدعم عملية عسكرية جارية في محافظة حماه تحضيرا للعملية في حلب.

وفي إشارة إضافية على الدور المحوري لإيران في دعم الرئيس السوري بشار الأسد وصل وفد برلماني إيراني إلى دمشق يوم الأربعاء كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غرب سوريا.

وبدا سليماني في الصورة مرتديا ملابس قاتمة في منطقة أحراج في شمال محافظة اللاذقية وهو يخاطب عبر مكبر للصوت الضباط الإيرانيين ومقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية بلباسهم المموه.

وقال سالم زهران وهو اعلامي لبناني مقرب من حزب الله والنظام السوري "تسريب هذه الصور في هذا التوقيت مقصود وضمن إدارة المعركة التي تشارك فيها السوخوي الروسية جوا."



الحرس الثوري
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن ضابطين كبيرين في الحرس الثوري الإيراني قتلا بينما كانا يقاتلان مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وكان قيادي كبير آخر في الحرس الثوري الإيراني قتل الأسبوع الماضي فضلا عن قائد عسكري كبير لحزب الله.

ويخوض الجيش السوري وحلفاؤه مدعوما بضربات جوية روسية منذ اسبوعين معارك ضد مقاتلي المعارضة السورية المسلحة في شمال محافظة حماه ومحافظتي إدلب واللاذقية المجاورتين في محاولة لصد التقدم الميداني الذي حققه مقاتلو الفصائل المعارضة المسلحة في الصيف والذي هدد المعاقل الساحلية للأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

وقال اثنان من قادة المعارضة السورية المسلحة يوم الثلاثاء إن مقاتليهم ينشرون أعدادا كبيرة من منصات الصواريخ المضادة للدبابات قدمها لهم داعموهم الأجانب على امتداد جبهة طولها 30 كيلومترا لصد الهجوم البري.

وقال ناشطون إن امدادات الأسلحة زادت منذ بدء الغارات الروسية في 30 سبتمبر أيلول.

وقال فارس بيوش قائد لواء فرسان الحق لرويترز من سوريا "لدينا مخزون جيد من الصواريخ.. وسننتقل انشاء الله إلى الهجوم وليس فقط الدفاع."

وصعدت روسيا ضرباتها الجوية في الأيام الأخيرة وأعلنت يوم الثلاثاء أنها نفذت 88 مهمة في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية يوم الأربعاء أن الجيش أطلق أيضا عملية عسكرية جديدة ضد مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شرقي دمشق بينها جوبر وحرستا التي تسيطر عليهما جماعات مسلحة بينها جيش الإسلام.