اسلام اباد, (ا ف ب) : يعد مقتل الرجل الثاني في حركة طالبان الباكستانية ضربة قوية للحركة، كما انه قد يؤدي الى تعقيد جهود السلام بعد مقتل هذه الشخصية التي كانت تعد معتدلة نسبيا، بحسب ما يرى محللون.



وقتل ولي الرحمن، نائب زعيم حركة طالبان الباكستانية، فجر الاربعاء في غارة شنتها طائرة اميركية بدون طيار على ولاية شمال وزيرستان القبلية، طبقا لمسؤولين امنيين باكستانيين.

وقد قتلت الحركة الالاف في حملتها الدموية من الهجمات بالبنادق والمتفجرات في السنوات الاخيرة، وهاجمت الحكومة الباكستانية لانها "غير مسلمة بالشكل الكافي" ولانها متحالفة مع الولايات المتحدة في "الحرب على الارهاب".

ورفضت واشنطن تاكيد موت ولي الرحمن، الا انها قالت انه اذا تاكد الخبر تكون حركة طالبان الباكستانية فقدت "كبير العسكريين الاستراتيجيين" فيها والذي تلقى عليه مسؤولية شن هجمات على القوات الاميركية في افغانستان ومن بينها هجوم انتحاري ادى الى مقتل سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه).

واكدت حركة طالبان الباكستانية الخميس مقتل ولي الرحمن في ضربة اميركية من طائرة بدون طيار في منطقة القبائل الباكستانية شمال غرب البلاد الاربعاء. وقال احسان الله احسان الناطق باسم حركة طالبان الباكستانية لوكالة فرانس برس "قتل خمسة من رجالنا بينهم ولي الرحمن في هذا الهجوم".

وتضم الحركة العديد من الفصائل القبلية والمسلحة التي تتنافس احيانا. وراى المحلل سيف الله خان مشهد ان ولي الرحمن (41 عاما) كان الشخصية الوحيدة التي تحظى بالاحترام بين جميع الفصائل بعد بيت الله محسود مؤسس الحركة.

وقال خان، المدير التنفيذي لمركز فاتا للابحاث لوكالة فرانس برس ان مقتل ولي الرحمن يشكل "ضربة قوية لحركة طالبان الباكستانية التي فقدت رجل الدولة فيها وفقدت رجلا كان يحظى بدعم الجميع. واعتقد انه سيكون من الصعب جدا على الحركة ان تعوضه".

واضاف "عندما ننظر الى القيادة الحالية سواء المتوسطة او العليا في طالبان، لا نرى اي شخص لديه القدرة على ان يحل محل ولي الرحمن".

وولي الرحمن، الذي كان متزوجا من ثلاث نساء، هو من قبيلة بيت الله محسود التي تهيمن على حركة طالبان. وكان شخصية بارزة في الحركة منذ انشائها في 2007. وينحدر من خلفية دينية واقام مدرسة دينية في بلدته في جنوب وزيرستان قبل ان يحمل السلاح.

وتحدث رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب نواز شريف عن امكانية اجراء محادثات مع طالبان لمحاولة انهاء حملة التفجيرات والهجمات التي تعكر صفو حياة الباكستانيين كل يوم تقريبا.

وقال رحيم الله يوسفزاي خبير شؤون القبائل وشؤون الامن ان ارتباطات ولي الرحمن بجماعة علماء الاسلام التي ينظر اليها كوسيط في المحادثات، كان يمكن ان تجعل منه محاورا مفيدا في محادثات السلام.

وراى في تصريح لفرانس برس ان ولي الرحمن "كان يعتبر عقلا سياسيا ورجلا يؤمن بالمحادثات".

واضاف انه "كان مقربا من جماعة علماء الاسلام وغيابه عن الساحة سيشكل نكسة كبيرة لجهود السلام".

ويعتبر زعيم الحركة حكيم الله محسود، الذي تحدثت التقارير مرارا عن مقتله في غارات بطائرات بدون طيار، اكثر تشددا من ولي الرحمن ما يجعل من الصعب التفاوض معه.

واضاف "انه يعتبر متقلبا جدا، وبالنظر الى جرائمه ضد الدولة الباكستانية فانه سيكون من الصعب جدا على الدولة الباكستانية ان توافق على الحديث مع شخص مثله".

وعلى اية حال فان محادثات السلام تبدو بعيدة. فقد وضع شريف القبول بالدستور وحكم القانون شرطا للتفاوض، وهو ما ترفضه حركة طالبان.

وقال في كلمة له "نحن نرغب حقا ان يعود كل من ضلوا وكل من حملوا الاسلحة ضد الشعب، الى صفوف الامة".

واضاف "الا ان ذلك لا يمكن ان يتحقق الا اذا خضعوا للدولة ودستورها وحكم القانون دون شروط. لا يوجد مكان للشك عندما يتعلق الامر بالتمرد ضد الدولة".

وقال يوسفزاي ان قتل ولي الرحمن يمكن ان يبعد حركة طالبان باكستان اكثر عن طريق السلام.

واضاف "طالبان ستنتقم اذ انهم قالوا ان الجيش الباكستاني يتعاون مع الولايات المتحدة في الغارات بطائرات بدون طيار".

وراى المحلل حسن عسكري ان الغارة ستزيد الضغط على طالبان لانهم غير قادرين على الرد بضرب الاميركيين.

واوضح "انها نكسة لطالبان الباكستانية. فقد اظهرت قدرة الاميركيين وسيكون لها تاثيرات معنوية اكبر على طالبان".