العربية : صاعدت حدة الحرب الكلامية والاتهامات المتبادلة بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح و"ذراعه الأيمن سابقا" اللواء المنشق علي محسن صالح الأحمر، الذي ظلت تسريبات القصر تقدمه لليمنيين على مدى 3 عقود بأنه الأخ غير الشقيق للرئيس صالح.


وفي هذا السياق اتهم اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع، الرئيس علي عبد الله صالح بتزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 2006، مشيرا إلى أن الفائز الحقيقي هو مرشح المعارضة الراحل فيصل بن شملان.

وقال محسن الذي انشق عن النظام في 21 مارس آذار الماضي معلنا تأييده للشباب المحتجين، إن صالح مارس كل أساليب المغالطات لتحويل نتائج الانتخابات لصالحه، مهدداً باستخدام القوة العسكرية إذا لم تعلن نتائج الانتخابات لصالحه.

وتابع اللواء علي محسن خلال لقائه بعدد من الصحفيين الذين حضروا إلى مكتبه للمطالبة بالإفراج عن مراسل وكالة رويترز الصحفي محمد صدام: "لقد كنت بصحبة صالح في حملاته الانتخابية حتى إعلان نتيجة الانتخابات، وأخبرني ان الكمبيوتر قد أخطأ وأظهر فوز بن شملان لكنه قال، تم مراجعة الكمبيوتر وإعلان فوز صالح".

الرئيس يصف الأحمر بالمجنون
وكان الرئيس صالح شن في خطاب له يوم السبت، هجوماً على "علي محسن الأحمر" واصفاً إياه بالمجنون، وموجها الاتهام له بأنه يحاول جر البلاد إلى حرب أهليه.

وفي الثلاثين من سبتمبر أيلول الماضي نشرت مجلة التايم الأمريكية وصحيفة الواشنطن بوست مقابلة للرئيس صالح اشترط فيها لتنحيه خروج اللواء علي محسن من السلطة، إضافة إلى زعماء قبيلة حاشد أولاد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر, وتعهد بمحاكمتهم بوصفهم المتهمين المرجحين في حادثة مسجد دار الرئاسة في الثالث من يونيو حزيران الماضي.

وفي أواخر أغسطس آب الماضي بث التلفزيون الحكومي اليمني تسجيلاً مصوراً للرئيس علي عبد الله صالح، وكان لا يزال حينها في الرياض قال فيه "إن قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر كان "يتصنع الكذب" في إشارة إلى خطاب للواء محسن في اليوم السابق ناشد فيه الرئيس صالح بأن يعود الى رشده وتمنى له ان لا يسير على خطى القذافي".

وقال صالح إن الآخرين يقولون عند مشاهدتهم للخطاب "هذا كذاب بمجرد النظر إلى وجهه، وإلى تجاعيد وجهه ونبرات صوته".

وبرز اللواء علي محسن كرجل دولة قوي من أول عهد الرئيس علي عبد الله صالح، وعرف بالحسم حينما عمل على إفشال الانقلاب العسكري للحزب الناصري في اليمن، قبل أن تمضي مائة يوم على تولي صالح الرئاسة، وحال دون استيلاء الانقلابيين على صنعاء حين كان علي عبد الله صالح في زيارة لمدينة الحديدة ومعسكر خالد بن الوليد في محافظة تعز.

كما كان محسن من أشد العسكريين الذين عملوا على التصدي للحركة العسكرية للجبهة الوطنية ذات الاتجاه الماركسي في حروبها للاستيلاء على الحكم، عبر إسقاط مناطق الريف من خلال حروب متفرقة بعد أن فشل الانقلاب الناصري سنة 1979.

وفي حرب صيف 1994 كان اللواء علي محسن الذي عرف بعلاقاته بالإسلاميين المعتدلين والمتشددين، من أبرز القيادات التي استطاعت ترجيح كفة الرئيس صالح في حربه مع قادة الحزب الاشتراكي الذين قرر أبرزهم الانفصال والعودة الى ما قبل توحيد البلاد في 22 مايو ايار 1990.

ويرى الباحث في الدراسات الإستراتيجية كامل عبد الغني أن علاقة الرجلين الذين ظل اليمنيون يعتقدون أنهما "أخوين غيرا شقيقين" ولم يكن القصر ينفي ذلك، بدأت تسوء وتأخذ منحى تنازلي عندما عمد صالح إلى ترتيب الوضع لمصلحة نجله وأولاد شقيقه، مقابل تحجيم القادة العسكريين الذين ينتمون إلى منطقة الرئيس "سنحان" والذين كانوا يمسكون بأبرز مفاصل الجيش والأمن.


صنعاء - عبدالعزيز الهياجم