نجران (واس) تمثل زراعة الفراولة في نجران أنموذجًا مثالياً ناجحًا في الاستفادة من الموارد المحلية والتقنيات الحديثة، مما يدعم التنمية الزراعية المستدامة، ويعزز مكانة المنطقة مركزًا زراعيًّا واعدًا في المملكة، بفضل ما تتمتع به من مقومات طبيعية مثالية أسهمت في نجاح العديد من التجارب الزراعية الجديدة.


16 شوال 1446هـ 14 أبريل 2025م

وأوضح لـ"واس" المزارع حمد آل عباس -الذي يمتلك مزرعة للفراولة في حي الحضن تحتوي على أكثر من 900 ألف نبتة فراولة معلقة في بيوت محمية- أن الفراولة من النباتات الحولية أو الموسمية التي صُنفت من الفواكه المرنة وزراعتها في البيوت المحمية.

وبالتالي تعد من أفضل الأساليب المتبعة لتوفير الفراولة طوال العام، بدلًا من زراعتها مرة واحدة فقط على مدى العام بأكمله، مبينًا أن نبتة الفراولة تنتمي للعائلة الوردية، وتتميز زراعتها في البيوت المحمية بخلوها من الأمراض التي تتعرض لها في الأراضي المكشوفة، وتكون نسبة إنتاجها للمحصول عالية.



وأشار إلى أن زراعة أشتال الفراولة يكون في بداية فصل الربيع، ويُمكن حفظها في الثلاجة لفترة من الوقت قبل زراعتها، وذلك في حال كانت التربة غير مُلائمة للزراعة بسبب برد فصل الشتاء المُنقضي، وعندما تُصبح الأشتال جاهزة للزراعة يجب إزالة أي جذور غير صالحة قبل البدء في عملية الزراعة.



وبعد ذلك يُغْرَس الجذر السليم للشتلة بشكل عمودي في التربة، مع الحرص على إبقاء منطقة التاج فقط خارج التربة، مع الانتباه إلى ريّها بكميات كافية من الماء في الأسابيع الأولى من زراعتها، لافتًا النظر إلى أنه يوجد العديد من الطرق التي يُمكن من خلالها زراعة الفراولة، إلا أن نظام الصفوف يُعد أحد أسهل الممارسات المتبعة، وذلك بزراعة الفراولة ضمن صفوف يبعد كل منها عن الآخر ما مقداره 12 سنتميترًا تقريبًا، بينما يكون بُعد كل شتلة عن الأٌخرى ضمن الصف نفسه ما بين 46 إلى 61 سم تقريبًا.



وبين آل عباس أن العناية بنباتات الفراولة تتطلب اتباع عدد من أساليب الممارسات بعد زراعتها، ومنها إزالة الأزهار التي تبدأ بالظهور بعد أسابيع قليلة من زراعة الشتلة، وإزالة الأعشاب التي تنمو بجانب محاصيل الفراولة بشكل مستمر، والحرص على الريّ الدوري المنتظم مع الانتباه إلى تجنب ريّها في أوقات الصباح الباكر أو المساء المتأخر، وذلك لمنع بقائها رطبة لمدة من الوقت، وكذلك تغطية نبتة الفراولة بالمهاد بعمق يصل إلى 5 سم تقريبًا.



وتغطية الفراولة بالمهاد خاصة في الفترات التي تصل فيها درجات الحرارة إلى 6 أو 7 درجات مئوية ليلًا، موضحًا أن حصاد ثمار الفراولة بعد نضوجها يُفضل أن يكون في الصباح الباكر، وتجنُب قطف الثمار إذا كانت رطِبة، إذ يُساعد ذلك على تسريع تعفن هذه الثمار.



بدوره أفاد المدير التنفيذي للجمعية التعاونية الزراعية بغرب نجران "كاون" م. فهد آل جريب أن منطقة نجران من المناطق الواعدة في تنويع الأنشطة الزراعية، وأثبتت زراعة الفراولة نجاحًا كبيرًا، بفضل ما تحتويه المنطقة من مقومات طبيعية تتمثل في المناخ المعتدل خلال فصول السنة، والتربة المناسبة؛ مما يجعل نجران بيئة مثالية لإنتاج الفراولة بجودة عالية، وأصبحت مشروعًا زراعيًا ناجحًا ومربحًا، باستخدام البيوت المحمية والزراعة المعلقة.



هذه البيئة تمكن من إنتاج محاصيل ذات جودة تنافسية تُلبي احتياجات السوق المحلي، وتسهم في تعزيز الأمن الغذائي، من خلال تحقيق إنتاج وفير وصل في الموسم الأخير إلى جني ما يقارب 500 عبوة يوميًا، من البيوت المحمية، الأمر الذي يشجع على التوسع في المساحات المزروعة لتلبية الطلب المتزايد على الفراولة الطازجة، مشيرًا إلى أن الفراولة المزروعة في نجران تتميز بحجمها الكبير ونكهتها المميزة؛ مما يجعلها خيارًا مفضلًا للمستهلكين في المنطقة وخارجها، واستخدام تقنيات الري الحديثة والأسمدة العضوية، وأسمدة التقنية الحيوية يعزز جودة المحصول، ويقلل من استهلاك الموارد.