الرياض (واس) تقتني مكتبة الملك عبد العزيز العامة ضمن منظومتها التراثية مجموعة كبيرة من المصاحف الشريفة النادرة تزيد على (400) مصحف نادر من مختلف العصور الإسلامية، خاصة ما بين القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر الهجري، تُشكّل -فضلًا عن قيمتها التراثية الإسلامية- خزينةً حاضنةً لإشراقات الفنّ العربي الإسلامي في الكتابة والنقش والتشكيل والزخرفة، والإبداع الجمالي الذي يقترن بجلال كلام الله، وروحانيته، ومهابته.


10 شوال 1446هـ 08 أبريل 2025م

وتُعدّ المصاحف المتحفية (20 مصحفًا) من أنفس المقتنيات ومنها: مصحف شريف على شكل "رول" بطول 642.5×17.7م، تتخلله آية الكرسي وزخرفة مفرغة بطول "الرول"، وزُيِّن بزخرفة نباتية ملوّنة ومذهّبة في بدايته ونهايته، وكُتب المتن داخل إطارين مذهّبين، ونسخه فخر الدين السهروردي سنة 1284هـ.



ومن المخطوطات المميزة التي تقتنيها المكتبة: مصحف شريف في (30) ورقة، كل صفحتين متقابلتين تتكونان من جزء كامل من القرآن الكريم, وزُخرفت الورقة الأولى بزخارف نباتية رائعة استخدمت فيها الألوان الزاهية وماء الذهب، وجُدولت وذُهبت بالكامل، وتضم الأطر الجانبية زخارف نباتية ملوّنة ومذهّبة، وكُتب بخط النسخ سنة 1240هـ / 1824م.



وتقتني المكتبة مصحفًا كاملًا من سورة الفاتحة إلى سورة الناس كُتب بمداد أسود مضبوط بالشكل داخل جداول بالأحمر والأزرق في شهر رمضان 1025هـ الموافق 1616م، بمكة المكرمة قبالة الكعبة المشرّفة، ونسخه العالم الرباني الملا علي القاري، ويوجد مصحف كامل من سورة الفاتحة إلى سورة الناس كُتب بمداد أسود مضبوط بالشكل داخل جداول ذهبية، وتزدان بدايات بعض السور بزخارف وزركشات نباتية وهندسية مزيّنة بماء الذهب وعدد من الألوان التنسيقية، كُتب سنة 920هـ الموافق 1514م، ومجلّد بجلد مزخرف بأشكال مضغوطة.



ومن المقتنيات البارزة أيضًا: مصحف كامل من سورة الفاتحة إلى سورة الناس كُتب بمداد أسود مضبوط بالشكل داخل جداول ملوّنة بالذهب، والأخضر، والأحمر، والأزرق، أوراقه الأولى والأخيرة مزينة حواشيها بزخارف نباتية مصبوغة بماء الذهب، وداخل الجداول تجاويف على شكل زخارف إسلامية، اللون الأزرق المستخلص من حجر الفيروز أضفى على التزويق رونقًا جميلًا، كما يحتوي أوله على فهرسة بأسماء السور كُتبت بشكل مائل داخل مربعات صغيرة فائقة الجمال بخط الخطاط محمد شريف أفشار في جمادى الأولى سنة 1270هـ الموافق 1853م وتُعد من المخطوطات السلطانية التي تُكتب بعناية فائقة على مدى فترة طويلة، وهي مجلدة بجلد مشمّع "بالكر"، ووُضع ورق "الكلك" المستخلص من قشور الأرز لحماية الأوراق من تداخل الألوان, والمصحف في قطع (25×40 سم)، ومحلّى بزخارف ذهبية على شكل منمنمات وزهور تبرز فيها جماليات الزخرفة الإسلامية، وتبدأ بصفحتين متقابلتين: الفاتحة على اليمين وبداية البقرة على اليسار.



وتقتني المكتبة كذلك مصحفًا آخر له حافظة، ويشبه السابق تمامًا، باستثناء نوع الخط المستخدم، ويعود إلى القرن الثالث عشر الهجري.



وتقتني المكتبة أيضًا مصحفًا شريفًا مميزًا كُتب في القرن الثالث عشر الهجري تقريبًا، يتضمّن زخارف نباتية وهندسية، قُسّمت سورة الفاتحة فيه إلى صفحتين مزخرفتين تبدأ الأولى بـ "إياك نعبد وإياك نستعين"، وتنتهي الثانية بـ"غير المغضوب عليهم ولا الضالين"، أبعاد الصفحة (40×20 سم)، والمساحة الكبيرة خصصت للزخرفة، ألوان الزخرفة تشمل الأزرق، والأحمر، والأبيض، والذهبي على شكل وردات ودوائر وزهور تقترب من المنمنمات، وهو شائع في القرن الثالث عشر الهجري، كُتب المصحف بخط النسخ المعروف بامتدادات حروفه ووضوحها، وباللون الأسود، بما في ذلك علامات الترقيم.



ومن بين المصاحف كذلك، مصحف شريف كُتب في القرن الثالث عشر الهجري، فيه زخارف نباتية وهندسية، مع تلوين وتذهيب، وسُحب ذهبية بين الأسطر، كُتب بشكل إبداعي يُعرف بأسلوب "المرآة"، ويتوافق أول وآخر كل سطر في ترتيب حرف أو كلمة أو أكثر.



ومن مقتنيات المكتبة مصاحف عديدة كُتبت في القرن الثالث عشر الهجري أحدها يضم السور مع كتاب "تفسير جواهر التفسير لتحفة الأمير"، ويتضمن ألوانًا ذهبية وزرقاء وحمراء وخضراء، وتُقسم الصفحة إلى ثلاثة مستطيلات: الصغير للآيات، الأوسط للتفسير، والكبير للزخرفة.



وتتميّز مجموعة المصاحف في مكتبة الملك عبد العزيز العامة بتنوعها، ويمكن تصنيفها وفق نوع الخط، أو الإقليم، أو تاريخ النسخ، أو أساليب الزخرفة، وجميع المصاحف مزخرفة الديباجة والخاتمة، وتشمل مصاحف أندلسية ومغربية مبكرة مكتوبة على رقوق مربعة، وهندية ذات زخارف نباتية متنوعة، إلى جانب نماذج صينية وكشميرية، وبعض النماذج المملوكية.



ومن حيث الخطوط، فتتراوح بين الجليل (الكوفي)، والنسخ، والثلث، والتمبكتي، والسوداني المتأخر، إضافة إلى خطوط الشام، والعراق، ومصر، واليمن، إلى جانب العديد من المصاحف النجدية والحجازية، ويُظهر ذلك ثراء الفنون الإسلامية، وما أضافته كل أمة من الأمم الإسلامية من رؤى فنية، وزخرفية، وثقافية في تلقي القرآن الكريم ونسخه.



تم تصويب اخطاء، منها:
(تُشكّل فضلًا عن قيمتها التراثية الإسلامية خزينةً) و(عبدالعزيز) إلى
(تُشكّل -فضلًا عن قيمتها التراثية الإسلامية- خزينةً) و(عبد العزيز)