المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل ابراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( الكتابة وتحريك الماء الساكن)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جئتك ومعي صميل السمن الذي انتفخ حتى أصبح بحجم براميل أرامكو أما العسل فيبدو أن نحلات الفكرقد أصبحت مزاجية حتى في عطاءاتها وشحها تصنع شمعا ولاتنتج عسلا وإن أنتجت شيئا فبالعافية وربما بالدفع والجر
وكأنها جحوش حمر فاسقة حرنت من فرط بطرنة
وكلامك والله صحيح
فمحدثك تعتريه من مس جنون الأفكار قطعان تكاد تطحن عقله ولكن بدون تحضير فأحيانا في النوم وعند اليقضة لاأجد أثرا لها وأنساها والله جملة وتفصيلا وأحيانا تصف معي في الصلاة فلا أدري كم ركعة صليتها وحتى السهو في سجود السهو وبعد التسليم يتبخر كل شيء والله كما أقول لك
وأحيانا أكرمك الله تغني بصوت عال في دورة المياه وبعد ذلك تنصرف صرفا صحيا فلا أجد لها أثرا
حتى كمجرد فكرة أو مدخل
هكذا والله بدون مبالغة ورغم تأكيدي ومذاكرتي لحفظ الفكرة إلا أنها تنسلخ من ذاكرتي تماما ولذلك فكرت بورقة وقلم ولكني أنسى أيضا هذه العدة
هقوتك انها من تخاريف خريف العمر ؟؟
، ولكن لابد من حصى يحرك ذلك الماء الساكن وربما كان ذلك الحصى رمية من صديق أوزميل أو محب في نقاش حول امر أو أمور عدة وليس بالضروري أن يكون المكتوببعدها من ضمن الموضوعات التي تمت مناقشتها مع ذلك الشخص ولكن يكفي انه رمىتلك الحصى فحرك الساكن وأثار لذة الكتابة وطرح الأفكار التي تختبئ يمنة أويسرة ، ولكي يحدث بعد كل هذا كتابة تعتقدها هامة فعلينا أن نؤمن بأن ماسنعرضه نحن معتقدين بضرورة كتابته وأهميته الآن
صدقت والله فغالبا ما أجد موضوع فأشارك فيه بل وأسهب إسهابا يصادر إسهاب صاحب الموضوع
وليس هذا والله عن قصد ولكن لعشقي الفكرة فهنا أبشر بولد
وصنيعتي هنا كصنيعة الطائر الذي لاينتج بيضا فيرجن على بيض الطيور الأخرى
، وربما لايتفق معكالآخرون حول تلك النظرة والأمر سيان فأنت من ستكتب وليسوا هم وستجد فيالنهاية من سيروقه ما تكتب وإن لم يرق للبعض الآخر فرضا الناس غاية لاتدرك، ومجنون من راقب الناس لأنه حتما سيموت هما ، ومن هنا ننطلق حول الكاتبوالمكتوب وأنه يفترض علينا قدر الاستطاعة الحيادية في النظرة للأمر فمايهمنا هو المكتوب فإما نتفق معه ونبين أماكن الاتفاق وإما نختلف معه بأدبونبين مواضع الاختلاف ، وإما ان نتفق مع بعض المكتوب ونختلف حول بعضهالآخر وهذا أمر طبيعي
وفي جميع الأحوال البعض يقراء فقط
،
اما النظر للكاتب ومحاولة اغتياله كتابيا لأنه كتبهذا الموضوع فهنا يقع الخطأ المليء بالجهل ، ويتبع البعض الكاتب بسوءالنية لأغراض متعددة منها التربية ومنها سلوكه المعتاد مع الآخرين حتىيثبت العكس ،ومنه الحسد ، ومنه عشق المخالفة ، ومنه العزة بالإثم
اختر موضوعا راقيا في الرياض أو الفوطن وتعال تفرج وشوف حراج المشاركين الذي يشبه أسواق الخردة في أغلبه بل إن بعضهم يتسلق فوق أكتاف القلة من المجيدين ومن ثم بجلده و يسلخه مع جلده في مسالخ الجهلاء وسوقة مقاهي الأسواق الخلفية
في اعتقادي أن الكتابة هي فكر يقابله متلقي وليس مجرد ( أحاديث وسوالف) وهذا الفكر يجب أن يلقى من يقابله بفكر وليس بعنجهية او همجية أو تقصدإنحراف الموضوع إلى غير طريقه لتخطئة الكاتب في النهاية ، فالأمر ليس ( مسك أخطاء وزلات) لذا يجب التاصيل للكتابة الصادرة من فكر وإن اختلفنا معهأو اتفقنا ، ومعرفة معنى الحوار وليس ( سباق الهجن) أو ( سياسة لا أريدأحد يتكلم في فصلي) فهناك فرق مابين طلب عدم الكلام وتنظيم الحوار
.
حتى سباق الهجن له أصول وتقاليد وآداب كموروث شعبي أصيل والأمر نفسه ينطبق على مجالسنا العامة ضمن مفاهيم آداب المجالس في الحوار وحتى في طريقة صب القهوة وتناول الفنجان وكيفية الجلوس على موائد الطعام
أما في المحاضرات والندوات وإلقاء المعلمين فيجب التأدب حتى ينتهي المتحدث نطقا أو كتابة وعلى المتداخل تدوين مقاطع مداخلاته ومن ثم أبداء رأيه ووجهة نظره من خلال انتهاج الموضوعية في لغة الحوار وليس محاولة مصادرة رأي الآخر أو إقصاء فكره ربما حد القمع والتسفيه وربما امتطى بعضهم سلطات الوظيفة لفرض التسلط والإقصاء بأسلوب خذوهم بالصوت
أما مقولة لاأحد يتكلم فتلك ليست محاورة وإنما محاضرة مقفلة
مواقع النشر