السلام عليكم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فمما لا شك فيه أن للعلماء في الإسلام منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة، منزلة واهبها هو الله سبحانه، فقد جاء في التنزيل: (يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقال جل شأنه: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، وكل هذه المنزلة لمن عمل بعلمه من العلماء كما نص على ذلك السلف في تفسيرهم لهذه الآيات، وإلا حقيقة الذي لا يعمل بعلمه فهو غير داخل في زمرة العلماء ولا ينتظم في سلكهم.
ومما أنعم الله على بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية منذ نشأتها وتأسيسها على يد الإمام محمد بن عبدالوهاب مع الإمام محمد بن سعود أنها قامت على التحالف بين العلم والسيف، فكان العلماء منذ تأسيس الدولة قائم على تحكيم الشريعة والرجوع إلى العلماء، وهو سر من أسرار تميز هذا البلد في العالم كله وأصبحت هي مرجع الأمة في كل قضاياها الشرعية ثقة واطمئنانا لفتاوى علماء هذا البلد، وأثر العلماء في البلاد كبير وظاهر فما قوة المناهج الشرعية، وكثرة طلاب العلم، والمحافظة الدينية الظاهرة التي هي سمة المجتمع وسمته في المظهر والمخبر هي من الدلائل الظاهرة على قوة تأثير العلماء على المجتمع، وقد تنبه الأعداء في الآونة الأخيرة لما اشتد الهجوم على بلاد المسلمين ثقافيا وفكريا إلى عظيم أثر العلماء في حفظ دين الأمة، وخاصة إذا كانوا مرجعا للناس عند نزول النوازل وعند تغير الأحوال وكثرة المستجدات والتي لا تخلوا من محاذير شرعية يسأل الناس عنها، فكان أثر التغريب في البلد محدوداً وضعيفاً، وقد راهن الأعداء على الانفتاح الإعلامي وثورة الاتصالات على تجاوز الناس للعلماء وأن التغريب سوف يعم المجتمع كله، وإذا بالقنوات الفضائية حتى القنوات التغريبية لا تجد مناصا من استضافة العلماء وإبرازهم رغم كرهها لأن هذه هي رغبة المجتمعات المسلمة، وازداد أثر وتأثر الناس بالعلماء ولله الحمد، فلما عيل صبر الأعداء واستعجلوا التغريب فكان كما قيل (يلعبون على المكشوف) وفي وضح النهار دون حياء ولا خجل ولهذا، نظمت حملات ضد العلماء بطرق مختلفة، والهدف واحد هو إضعاف تأثير العلماء وإبعادهم عن مسار الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وقد تنوعت أساليبهم بطرق شتى يمكن أن نوجز أهداف وأبعاد هذه الحملة الظالمة في التالي:
أبعاد الهجمة وأهدافها:
أولاً: إسقاط المرجعية الشرعية: وظهر ذلك جلياً في حوارات إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية بدعوى عدم الهيمنة الشخصية، ومرة برفض الكهنوت في الإسلام، وكل هذا محاولة لأن يتجاوز الناس الرجوع للشريعة بعد إسقاط المرجعية العلمية وتخفيفها في نفوس الناس.
ثانياً: هدم كل الحواجز التي تخفف أو تمنع المشاريع التغريبية التي يدعمها الغرب وينفذها عملاؤهم من العلمانيين أو الليبراليين أو المنخدعين من أصحاب المصالح الخاصة.
ثالثاً: تكوين صورة ذهنية سيئة عن العلماء لدى عامة الناس حتى لا يرجع إليهم، ويخف تأثيرهم مما يجعل العوام لقمة سائغة للتغريب والإفساد الذي يرفع لواءه للأسف الإعلام العربي.
رابعاً: تشويه صورة العلماء وافتعال بعض القضايا التي لا أساس لها من الصحة لدى المسؤولين حتى يضعف تأثيرهم على صاحب القرار ويساء الظن بهم.
خامساً: تكوين رأي لكثير من مشاريع الإفساد والتغريب في البلد بعد إضعاف صوت العلماء وتخفيف أثرهم مما يجعل تمريرها وقبولها سائغاً لدى المجتمع.
سادساً: تطبيق كثير من التوصيات التي أوصت بها المراكز البحثية الغربية والمؤتمرات العالمية التي تعمل ليلاً ونهاراً لمسخ الهوية الإسلامية وإضعاف الأمة.
نسأل الله أن يرد كيدهم في نحرهم وأن يكفينا شرهم
منقول بتصرف
مواقع النشر