نجران - واس : أنهى فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران تهيئة وتجهيز المواقع الأثرية والتاريخية والسياحية والحضارية والتراثية لاستقبال زوار منطقة نجران خلال أيام عيد الفطر المبارك لهذا العام .
وأوضح مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة نجران صالح بن محمد آل مريح أن فرع الهيئة بنجران هيأ موقع الأخدود الأثري ومتحف نجران للآثار والتراث وقصر الإمارة التاريخي وبقية المواقع السياحية لاستقبال الزوار خلال إجازة عيد الفطر المبارك لهذا العام , وتم تكليف عدد من الموظفين المؤهلين لاستقبال الزوار وتقديم الشرح والإيضاح عن تلك الأماكن الأثرية والتاريخية ومدى مكانتها وأهميتها من حيث الآثار والتاريخ وحضارة الشعوب , مفيداً أن يبدأ في الفترة الصباحية من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهراً , وفي الفترة المسائية من الساعة الرابعة عصراً وحتى الساعة السادسة مساءً وذلك في موقع الأخدود الأثري ومتحف الآثار والتاريخ والقصر التاريخي .
وأشار آل مريح إلى أن منطقة نجران تحتضن مواقع تاريخية وأثرية عديدة مما جعلها مقصداً ووجهة سياحية لكثير من الزوار والوفود الرسمية للاطلاع على تاريخ وآثار هذه المنطقة العريقة والتجول على أبرز المواقع الأثرية والتاريخية .
درة - متابعات : تعد منطقة نجران من ابرز مناطق المملكة السياحية والاقتصادية من خلال عناصر قوتها السياحية في موقعها الاستراتيجي الواقع جنوب المملكة على الحدود اليمنية واحتضانها لثاني اكبر سد في المملكة ووجود العديد من المواقع الأثرية والتاريخية، والطرق التجارية التاريخية والتراث العمراني، والأسواق، والحرف التقليدية، والفنون الشعبية إضافة إلى إشراف المنطقة على أجزاء كبيرة من صحراء الربع الخالي .
كما ينفذ مجلس التنمية السياحية بمنطقة نجران حاليا خطته التي بدأها في شهر رجب لعام 1430 هـ لتحقيق دخلا إجماليا لمنطقة نجران يبلغ 411 مليون سنويا من خلال زيادة عدد الرحلات السياحية إلى المنطقة وزيادة الدخل بمنطقة نجران من السياحة بنسبة 14% ومن السياحة المحلية 4% سنوياً .
وتحتضن منطقة نجران فرصا من شأنها الرقي بالسياحة في حال استثمرت الاستثمار الأمثل ومنها الاستمرار في تحديث الطرق البرية وزيادة عدد الرحلات الجوية من وإلى المنطقة وعرض حضارة المنطقة وثقافتها والتعريف بها بشكل أفضل لاجتذاب المزيد من السياح إلى جانب تشجيع السياحة البيئية والرياضات الصحراوية، وتعزيز المنطقة بوصفها بوابة "الربع الخالي" وكذلك الاستفادة من الموارد السياحية المتنوعة في المنطقة لاجتذاب شرائح تسويقية مختلفة عوضاً عن التركيز على شريحة معينة .
ويساعد في ذلك قدرة سوق السياح المحليين على النمو والازدياد كما أن سوق السياح الدوليين والمقيمين قادر على التوسع مع تنظيم الرحلات السياحية المشتركة مع اليمن ومناطق المملكة الأخرى ومن العوامل الاستغلال الأمثل أيضا ارتفاع عدد عابري الحدود في شروره وبالتالي يؤدي إلى زيادة عدد مرافق الإيواء والمحلات التجارية وكذلك إنشاء المزيد من المرافق والخدمات السياحية من خلال المشاريع الاستثمارية وإمكانية تطوير المهرجانات وتحسينها لاجتذاب المزيد من السياح مع إمكانية التعاون الدولي لتطوير الدروب التاريخية واعتماد إستراتيجية تسويق قوية لمنح المنطقة هوية مميزة، وربط كافة المواقع السياحية في المنطقة، وتنظيم برامج سياحية على مدار العام .
وقد تم الانتهاء من دراسات الفرص الاستثمارية السياحية في المنطقة والجدوى الاقتصادية لها كما عملت الهيئة العامة للسياحة على إطلاق مشروع تطوير الوجهات السياحية بنجران وذلك من خلال إعداد الدراسات والتصورات الفنية لعدد من الوجهات والمواقع السياحية مثل وجهة الربع الخالي، الأخدود الأثري وموقع متنزه أبا الرشاش وبعض المواقع الأخرى , إضافة إلى إعداد المخطط الهيكلي للسياحة في منطقة نجران، الذي قسم المنطقة إلى منطقتي تنمية سياحية، تضم "60" موقعاً سياحيا.
وفرضت المرحلة الراهنة وجود ما يسمى بالوجهات السياحية الكبرى والصغرى لتكون مفردة مناسبة وملائمة تقع هيكلياً مابين المنطقة السياحية والموقع السياحي،حيث كان طرح الوجهات السياحية أحد أهم مبادرات الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يهدف إلى إعداد حزم استثمارية توفر البيانات عن فرص الاستثمار السياحي وتوجه التنمية المستديمة التي ستعود بالنفع الاقتصادي والاجتماعي على المجتمع المحلي ونظراً لحاجة العمل في تلك الوجهات السياحية وتعدد المواقع والإمكانات السياحية فقد تم إعداد دراسة شاملة لتحديد أولويات تطوير الوجهات السياحية لضمان تنظيم الاستثمارات المالية ولضمان نوعية ومستوى المنافسة بينها ولضمان إدارتها بطريقة عملية مجدية.
كما أن تطوير الوجهات السياحية يتم جنباً إلى جنب مع تطوير المواقع السياحية ذات الحجم الأصغر والوظائف الأقل ومع برنامج تهيئة المواقع السياحية الذي يهدف لتجهيز بعض المواقع للنشاط السياحي بأبسط وأسهل الطرق وأقلها تكلفة مما يوفر فرصا وظيفية لمواطني المنطقة ويعزز من مشاريع الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة من خلال التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والشركاء بالمنطقة علاوة على إمكانية توفير البرامج التدريبية والتعليمية في منطقة نجران .
الآثار والتاريخ
تضم المنطقة عديدا من المواقع الأثرية من أهمها: متحف نجران للتراث والآثار: وتبلغ مساحة المتحف 1693 مترا مربعا تقريبا ويبعد عن حي الفيصلية نحو سبعة كيلو مترات حيث يقع على الضفة اليمنى لوادي نجران بين الجربة غربا والقابل شرقا وجبال الحمر جنوبا والطريق الدائري الجنوبي شمالا. ويبلغ عدد المقتنيات الأثرية والتراثية المعروضة في المتحف 278 قطعة، في حين يوجد عدد كبير من المقتنيات لا تزال مخزنة في مستودعات المتحف وتنتظر دورها في العرض. ومن أبرز الأثرية في الأخدود حجر الرحا التي كانت تطحن الحبوب قديما. وأطلال أول مسجد بني في نجران. وتقع الرحا وآثار المسجد على جانبي المدخل وتنتشر بعض الأشجار والنباتات الصحراوية خاصة شجر الأراك وبئر مطمورة مثمنة الأضلاع تدل على الإتقان الهندسي، إضافة إلى جدران ضخمة يبدو أنها كانت لقصور عظيمة لأمراء وقادة. ومساحة تضم آثارا لرسوم ونقوش ضاربة في القدم تزين الجدران والحجارة وحروف وكتابات حميرية بالخط المسند مصممة بطريقة الحفر الغائر وقطع فخار منتشرة على الأرض.
القصور التاريخية قصر الإمارة يعد معلما فريدا من حيث روعة البناء والهندسة في التخطيط، ربط عراقة الماضي بأصالة الحاضر. ويقع في مدينة أبا السعود على مساحة تقدر بنحو 625 مترا مربعا وقد بدأ العمل في إنشائه مطلع عام 1361هـ في عهد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وانتهى العمل عام 1363هـ ليكون قصرا أمام إمارة المحكمة الشرعية واللاسلكي آنذاك وقد قام بتخطيطه والإشراف على تنفيذه الأمير تركي الماضي، ويعد هذا القصر من قلعة متكاملة وهو محاط بسور مرتفع تحرسه أربعة أبراج دائرية الشكل في كل زاوية برج أضاف لمسة جمالية على البناء، ويوجد في فناء القصر من الداخل بئر لتزويد البرج بالماء وهي بئر قديمة جدا يدل تاريخها إلى حفرها ما قبل الإسلام ويدل على ذلك أن الجزء السفلي منها مبني باللبن الأحمر الأبيض المحروق كما كانت الآبار تحفر قبل الإسلام. أما الجزء الأعلى منها ونتيجة لدفنها ومرور الزمن عليها تهدم فأعيد بناؤه وتجديده بالحجارة أثناء الترميم. وقصر سعدان الذي بني عام 1100هـ وسمي بهذا الاسم نسبة إلى القرية التي يقع فيها أما اسمه القديم فهو قصر (سعدان) وهو من أقدم البيوت الطينية التي تشتهر بها نجران والتي بدأت بالانقراض رغم قيمها ومعانيها التاريخية فالسائح يحرص كل الحرص على زيارة مثل هذه المباني والتمعن في طريقة بنائها الفريدة، إضافة إلى قلعة جبل رعوم (غربي نجران).
مواقع النشر