بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النصر ورصاصة الرحمة الزرقاء
محمـد الشـيخ
لست أبوح بسرٍ حينما أؤكد على قناعتي بحجم العمل القوي والمهني الذي يحدث داخل نادي النصر للتأسيس لمرحلة جديدة تطوي (عقد المعاناة) الماضي، وذلك من خلال المشروع الذي يديره بحرفية رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي.
لقد بدا لي أن الرئيس النصراوي الجديد قد أدرك حجم الخلل ومكامنه في (البيت الأصفر) قبل أن يزج بنفسه في معترك العمل الرسمي، ويضع اسمه على طاولة الرهان الجماهيري؛ بدليل ما شهدناه من حراك جديٍ، وخطوات متسارعة في الأشهر القليلة الماضية، في سبيل وضع (الفارس الأصفر) بسرعة على مضمار سباقات الموسم الجاري.
الأجمل في الرؤية النصراوية الجديدة - كما يبدو لي - هي قناعة الأمير فيصل بن تركي بحتمية أن يكون النصر داخل السباق مهما تطلب الأمر من ثمن، ولكن بعقلانية واضحة وخطوات مدروسة، بعد أن ظل خلال العقد الماضي يلعب خارجه؛ رغم محاولة مسيريه آنذاك تضليل الجماهير برقمية النصر في معادلة البطولات، في وقت كان الفريق يقف على الهامش.
المشكلة التي تعترض المشروع النصراوي الجديد، والتي يخشى عليه منها، هي مشكلة القفز على المراحل، واستباق الزمن بشكل لا منطقي وغير مهني، وهو ما قد يفسد مخطط الرئيس الشاب، وقد بدا ذلك واضحاً من ردة الفعل النصراوية بالعموم تجاه الخسارة الماضية من الشباب، إذ أفضى ذلك التعاطي الفج مع الخسارة عن حالة لا إدراك بقيمة المشروع الحلم كما يمثل للواعين من النصراويين.
ذلك التعاطي غير الواعي إذا ما استمر، فإنني سأكون على قناعة تامة بأن النصر عائد لا محالة للمربع الأول الذي لم يكد يغادره، وهو ما لا يراد للنصر الجديد، الذي يؤمل بأن يعود كواجهة حضارية لكرة القدم السعودية، وفي ظني فإن النصراويين اليوم أمام امتحان صعب، ومنعطف خطير حينما يواجه فريقهم الهلال في (ديربي العاصمة)، وهي المواجهة التي ستختبر مدى وعي أنصار (العالمي) بمشروعهم الجديد.
إن أكبر خطأ قد يقع فيه النصراويون اليوم هو وضعهم مشروع التغيير والإصلاح الذي يقوده الأمير فيصل بن تركي على حد السكين، وذلك من خلال نتيجة المباراة، إذ أن أكثر ما يخشى على المشروع هو أن تفضي الخسارة إن حدثت إلى تصدع في بنيانه ما قد يؤدي إلى بداية تلاشيه بصورة أو بأخرى، وكذلك أيضا بالنسبة للفوز إذا ما تحقق، من أن يؤدي إلى مزيد من الضغوطات على الممسكين بمفاتيح المشروع النصراوي بحتمية استجلاب الربيع قبل أوانه.
إنني أدعو النصراويين إلى التعاطي مع مواجهة الهلال رغم ما تمثله من قيمة على كافة الصعد، على أنها مباراة دورية لا أكثر، وأن تكون نتيجتها مهما كانت، مجرد نقاط ثلاث لا تزيد ولا تنقص، هذا إذا ما أرادوا لفارسهم عودة مظفرة، وإلا فلينتظروا رصاصة الرحمة الزرقاء على مشروعهم الكبير!.
مواقع النشر