الأحساء - واس : يعد المستشفى البيطري التعليمي التابع لكلية الطب البيطري والثروة الحيوانية بـ
من نوعه على مستوى المملكة ومنطقة الخليج، إذ أقيم بهدف توفير المادة الإكلينيكية للتدريب العملي للطلاب في الكلية التي تنفرد بها الجامعة إقليمياً، إلى جانب دوره الأساسي تعليميًا.
والمستشفى بيئة رافدة للأبحاث العلمية المرتبطة بصحة الحيوان، فضلًا عن دوره تجاه خدمة المجتمع من خلال ما يقوم به سنويًا من علاج لآلاف الحالات من الحيوانات المريضة من الفصائل المتعددة، وبما يقدمه من مشورة ونصح وإرشاد لمربي الحيوانات بالمنطقة.
مراسل وكالة الأنباء السعودية "
واس" رصد خلال زيارته للمستشفى جهود الأطباء البيطريين لمحاصرة الأمراض المختلفة خاصة المعدية منها والمحتمل انتشارها بين الحيوانات.
وأوضح مدير مستشفى الطب البيطري الدكتور محمد عيسى البويت أن المستشفى عقد شراكات بحثية مع عدد من كليات الطب البيطري بالنمسا لإرسال أبحاث وعينات تحتاج للفحص، مبيناً أن المستشفى أقيم لتدريب طلبة الكلية وخدمة المجتمع في تخصص البيطرة، وتوجيه المراجعين وإسداء النصح لهم ومساعدتهم في عملية العلاج والوقاية من الأمراض.
وأفاد أن الجامعة
ستنشئ مستشفى جديدًا بجانب المستشفى الحالي بغية تقديم الخدمات المتكاملة وفق تخصصية لفصائل الحيوانات كالأبل والخيول والطيور وغيرها، لافتًا النظر إلى ان المستشفى يقوم بأبحاث تخص كلية الطب البيطري يباشرها باحثون بالجامعة لديهم أبحاث سنوية مدعومة من الجامعة أو من جهات حكومية أخرى مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
وعن بعض الحالات التي يشرف عليها المستشفى ويتعامل معها بين أخصائي الجراحة بالمستشفى الدكتور محمد فهد السلمان المتخصص في تطبيب الإبل أن كثيراً من العمليات التي تجرى في المستشفى هي عمليات
كسور الفك لدى الجمال التي تكثر في موسم التزاوج في فصل الشتاء، بالإضافة إلى إصابات عديدة تجبر الطبيب على التدخل الجراحي, مفيداً أن مرض "
لهاة الإبل" المتمثل في
فيروسات فموية تصيب الذكور من الإبل في ذات الموسم.
وقال إن عدد العمليات التي يجريها المستشفى تقدر بـ60 عملية جراحية في الشهر، وترتفع في موسم التزاوج إلى 100 حالة شهرياً، أغلبها للإبل، ويقوم باجراء العمليات طاقم مختص لكل مرض.
ومن جهته أفاد فني الولادة أنور فوزان أن عمليات تعسر الولادة للمواشي تستوجب التخدير الموضعي ومن ثم تجري العملية القيصرية للحيوان بسهولة مشيراً الى أنه بعد العملية ينقل الحيوان لغرفة الملاحظة لمدة 24 ساعة بعدها يتم تسليمها لصاحب الحالة في حال زوال مرحلة الخطر .
وفي ذات السياق أوضح الطبيب العام بقسم جراحة الخيول الدكتور محمد العلي أن
التهاب الدماغ هو أكثر الأمراض لدى الخيول، بوصفه مرضاً معدياً يصيب الخيول ويؤدي إلى التهاب المخ لديها مما يؤثر على النخاع الشوكي، ومن ثم إلى ضعف وفقدان الحس، مفيدًا أن سبب هذا المرض فيروس من مجموعة فيروسات
الأربو ويعرف الفيروس بأسم
الحشرات الشرقية.
وعد فيروس الحشرات الشرقية
أشد خطورة على الخيول حيث تصل نسبة النفوق بسببها إلى 90%، وعادة ما تنتقل الأمراض بواسطة
البعوض والقراد والجرب وقمل الدجاج وغيرهم من ماصات الدم الحشرية، مشيراً الى أن العدوى تنتقل بالاتصال المباشر بين الحيوانات السليمة والمريضةK وتعد الطيور البرية هي المصدر الرئيسي للعدوى ومنها تنتقل الحشرات إلى الخيول والإنسان.
وبين الدكتور العلي أن هناك مشكلة أخرى تعاني منها
الخيول وهي أكثر الحالات شيوعًا بالمستشفى والمعروفة بحالة "
المغص" وتتسبب في انسداد الأمعاء أو التفاف الأمعاء، وهي
أمراض قاتله لدى الخيول، لافتاً النظر الى أن التعامل مع هذه الحالة يكون بأعطائها جرعات كبيرة من المهدئات لكي يتسنى للدكتور فحصها، عقب ذلك تخدر بالكامل، ومن ثم نقلها لغرفة العمليات وأجراء العملية بفتح البطن لديها والتمكن من فك جميع الالتصاقات.
بدوره أفاد أخصائي الباطنية الدكتور
عبد الله البطيان أن أخطر الأمراض المعدية للحيوانات هي الانثرنكس المعروفة بـ "
الجمرة الخبيثة" ويتم التعامل معها بلقاح مخصص لها باسم "
بيو ثاركس" وعادة يكون الشفاء منها بشكل سريع بعد الاستخدام المنتظم للقاح، ومرض الريبز "
السعار" ويأتي هذا المرض من الحيوانات المفترسة مثل الذئاب وغيرها وينتقل بعد ذلك إلى الكلاب ثم إلى الجمال وباقي الحيوانات ،مشيراً الى أن هذا المرض لا يوجد له علاج فمجرد ورود هذه الحالة الى المستشفى يتم تحويلها الى وزارة الزراعة وعلى أثرها تقوم الوزارة بالأجراءات الخاصة للتخلص من الحيوان الناقل لمرض "
السعار".
أما مرض
البروسلا المعدي وهو من الأمراض الخطيرة جداً وتنتقل من الحيوان الى الأنسان و هذا المرض يأتي من حليب الأبل او لبن الماعز ويتم علاج هذا المرض على مراحل ويتم من خلال المضادات وحقن بالأبر لمدة ستة أسابيع.
وبين أخصائي أمراض الطيور الدكتور مصطفى الرمضان أن
عيادة أمراض الطيور بالمستشفى تستقبل جميع أمراض الطيور من زينة وحمام ودواجن وصقور، مفيدًا أن هناك مواسم خلال العام تزيد من أعداد الطيور وأنواعها بين أروقة المستشفى.
وأكد أن الطيور تعاني كغيرها من
أمراض خطرة ومعدية قد تؤدي إلى هلاكها مثل مرض "
القلاع" الذي يصيب الصقور والناتج عن الجراثيم الطفيليات وحيدة الخلية، التي لايمكن رؤيتها بالعين المجردة وتتكون هذه الجراثيم في فم الصقر ومن أعراض المرض ظهور بقع أوحبوب وبثور بيضاء اللون تبدأ صغيرة الحجم وتكبر تدريجياً بمرور الوقت، عاداً المرض من أخطر الأمراض التي قد تصيب الصقر.
وأشار الى أن مرض "
الحفا" وهو مرض يمر بمراحل متعددة المرحلة الأولى منه يكون قبل أن ينشئ ويتطور المرض الى "
السومار" حيث أن الحفا إذا لم يعالج بشكل سريع وفعال يتطور وتصاحبه مضاعفات وإلتهاب موضعي يؤدى في باطن القدم للطير وهو موضع الأصابة ويجب علاج الحفا قبل أن تتطور إلى السومار وذلك بأستخدام أنواع من المراهم المخصصة لإزالته تدريجيًا أما ما يعرف بالسومار فأنه في الغالب يحتاج إلى إجراء عملية جراحية مع إستخدام المضادات الحيوية.
مواقع النشر