دويتشه ﭭيله : عادت مجموعة من الأمراض المنقولة جنسيا إلى الظهور، بعدما ساد الاعتقاد أنها اندثرت إلى الأبد ولن تعود، ومن بينها مرض السيلان، ما دفع بخبراء الصحة إلى دق ناقوس الخطر والدعوة لتنظيم حملات تحسيسية في الموضوع.



"مرض السيلان! كنت أسمع به فقط، حين قيل إن رجال الأعمال الأغنياء ينقلونه إلى زوجاتهم بعد عودتهم من آسيا". هذا ما جاء في أحد التعليقات المكتوبة في أحد منتديات الانترنت المخصصة لهذا المرض. وهو تعليق لا يخلو من الأحكام النمطية، لأن الإصابة بمرض السيلان لا تتطلب الثراء أو السفر بالضرورة إلى آسيا. والسيلان عدوى تنقل جنسيا وتُسمى في بعض بلدان العربية ب"قرقعة"، وتسببها بكتيريا النيسرية البنية.

يُقدر معهد روبرت ـ كوخ في برلين عدد المصابين بداء السيلان سنويا، في ألمانيا لوحدها بين عشرة وعشرين ألف مريض. ومن الصعب الحصول على أرقام محددة لأن التبليغ بالمرض ليس إجباريا، عدا في ولاية ساكسونيا، للاعتقاد بأن الأمراض الكلاسكية المنقولة جنسيا قد انقرضت وتم الُتحكم فيها على الأقل. غير أن ذلك وهم قاتل. فعدوى السيلان تعتبر ثالث مرض منتشر في العالم ينتقل عبر العلاقات الجنسية. ويستغرب الخبراء من عودة انتشار هذه الأمراض رغم الاستعمال الواسع للعازل الطبي، ويتعلق الأمر في الغالب برجال نشطين جدا على المستوى الجنسي، كما أن جزء من المصابين يمارس الجنس مع الرجال.


في الصورة أعراض مرض الزهري الذي قد ينتقل بواسطة الجنس الفموي

العقم قد يكون من العواقب بعيدة المدى
قد تنتقل عدوى السيلان بسبب ممارسة مختلف أنواع الجنس المهبلي والشرجي والفموي. "فالأمراض المعدية عبرالبكتيريا، بخلاف مرض نقص المناعة المكتسبة "ايدز"، قد تنتقل باللمس. ويكفي مثلا، لمس السائل المهبلي بالأصابع حتى تنتقل عدوى السيلان، أو الزهري، كما توضح ذلك الدكتورة فيفيانه بريمر من معهد روبرت ـ كوخ. وعند الرجال تظهر الأعراض الأولى بعد أسبوع في شكل إفرازات قيحية من مجرى البول. وعند النساء تظهر أعراض مماثلة، إلا أن المرض ينتشر أحيانا دون أية أعراض ظاهرية، ما يسفر عن حدوث التهاب في الحوض، وقد يؤدي ذلك إلى التصاق في قناة البيض، وهو الأمر الذي يؤدي في الأخير إلى العقم. وهناك خطر انتقال المرض إلى الجنين، خصوصا في العينين، بالنسبة للنساء الحوامل المصابات في وقت مبكر بهذه العدوى، كما توضح الدكتورة بريمر.

وتاجه معالجة هذه الأمراض معضلة مقاومتها المتزايدة للمضادات الحيوية، كما أن تطوير لقاحات مضادة لا يزال هدفا بعيد المنال. وبهذا الصدد أوصت "جمعية النهوض بالصحة الجنسية" الألمانية بدمج مضادين حيويين هما Ceftriaxon Azithromyzin و في جرعة كبيرة ولمرة واحدة كسبيل لمعالجة مرض السيلان. وعلى عكس مرض المناعة المكتسبة التي شهدت حملات توعية واسعة فإن الأمراض الأخرى المنقولة جنسيا غير معروفة عموما، وهناك جهل بطرق الحماية منها. وبالتالي هناك حاجة قصوى إلى حملات تحسيسية لنشر الوعي بمخاطر هذه الأمراض، خصوصا لدى الشباب.