جيزان - محمد العاجمي / ومحمد الخلاف (واس) : تعد مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية التي تتولى الهيئة الملكية بينبع وجازان الإشراف عليها، ومتابعة جميع الأعمال والمشروعات التي تنفذ بها، واحدة من المدن الصناعية الكبرى التي ارتأت القيادة الرشيدة بحكمة وبعد نظر، أهمية تنفيذها بعدد من مناطق المملكة العربية السعودية لما سيعود بالخير والنماء والتطور عليها، وتوسيع القاعدة الاقتصادية، من خلال التركيز على التصنيع وشمولية التنمية لكل مناطق المملكة.
وتستهدف المدينة توطين الصناعات الثقيلة والبتروكيماويات والتعدينية والتحويلية، بالإضافة إلى توفير الإمدادات الحيوية للطاقة، وتوطين صناعة السفن، والاستثمار في الثروات المعدنية والزراعية والحيوانية والسمكية، وتشهد المدينة حاليا 10 صناعات متنوعة بحجم استثمار يتجاوز 88 مليار ريال، وتقوم شركة أرامكو السعودية بتطوير المرحلة الأولى من المدينة وفق أعلى المقاييس وأفضل البنى التحتية، وتشمل تطوير الميناء، والمنطقة الصناعية، والمنطقة السكنية، وكورنيش بيش.
وأكدت رؤية المملكة 2030 أن مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية أصبحت محوراً مهماً من محاور النمو والتطور بمنطقة جازان والمحرك المستقبلي الرئيس للاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة، بما تحويه من مشروعات عملاقة، حيث شكل برنامج التحول الوطني 2020 قاعدة وخارطة للعمل الاقتصادي والتنموي في المملكة، وأضحى منظومة لتحسين البيئة الاقتصادية والاستثمارات وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز ثقة المستثمرين وبناء القدرات والإمكانات اللازمة لتحقيق الأهداف الطموحة لتحقيق رؤية المملكة وفق أساليب مبتكرة للتخطيط والتنفيذ والمتابعة على المستوى الوطني.
وتتميز المدينة بموقعها الجغرافي الذي تتوافر به أنواع متعددة من المواد الخام والأيدي العاملة هذا إلى جانب موقعها بالقرب من أهم طرق الملاحة البحرية على البحر الأحمر، ويعد الموقع مجاوراً للمطار الدولي الجديد من الجهة الجنوبية، إلى جانب الطريق الساحلي (جدة – جازان) وخط السكك الحديدية المقترح الذي يقع بالقرب من المدينة من الجهة الشرقية بهدف ربط المدينة الاقتصادية مع مدينة جدة، التي تبعد 600 كيلو متر من الجهة الشمالية الغربية، وفي أقصى الشمال تقع المحمية الطبيعية التي تعرف باسم "بيش بارك" وتتميز تلك المحمية بطبيعتها الريفية الخضراء وسط البيئة الصحراوية، ولها أهمية كبيرة كمنطقة محمية للحفاظ على الأحياء البرية والنباتات والحيوانات وتبلغ المساحة الإجمالية لتلك المنطقة حوالي 103 كيلو مترات مربعة.
ويعد مشروع مصفاة جازان الذي يمثل نواة المدينة وقلبها النابض، من أضخم مشروعات التكرير التي أنشئت خلال الـ 20 عاماً الماضية على مستوى العالم، من حيث الحجم والتقنية المتقدمة في إنشائه وطاقته الإنتاجية للمصفاة التي تزيد عن 400 ألف برميل يومياً من الزيت العربي الثقيل والمتوسط، لتوفير اللقيم للصناعات التحويلية وتلبية احتياجات المنطقة من المنتجات النفطية المكررة، ومن المتوقع أن تدخل المصفاة مرحلة التشغيل العام الحالي 2018م.
ومن المشروعات المهمة بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مشروع مجمع توليد الطاقة بالمدينة الذي يعد أول معًمل في المملكة لتحويل سوائل البترول الثقيلة إلى غاز منقى نظيف، ومن ثم إنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الدورة المركبة عالية الكفاءة بطاقة تزيد عن 3900 ميجا وات، بما يمكن المجمع من تصدير ما يربو على 2400 ميجا وات لشبكة الكهرباء الوطنية، مع التركيز على توفير الطاقة النظيفة بطريقة اقتصادية ذات جودة واعتمادية عالية.
وصمم مشروع مجمع توليد الطاقة ليتكامل مع مجمع التكرير مما يساعد في إنتاج الكهرباء والمنافع بكفاءة عالية، وسيتيح اكتمال المشروع الاستغناء عن معامل إنتاج الكهرباء الأقل كفاءة خارج مواسم الذروة في المنطقة بالتنسيق مع شركة الكهرباء السعودية.
كما تقوم شركة أرامكو أيضاً بتنفيذ، مشروع تطوير البنية التحتية للمدينة، الذي يتضمن إنشاء ميناء المدينة وتهيئة وتطوير البنية التحتية للأراضي الصناعية والسكنية وإنشاء شبكة الطرق لجذب المستثمرين وجعل المدينة رافداً لتنمية المنطقة والمملكة بوجه عام.
وتسارعت الحركة الإنشائية وسير العمل في مرافق ومشروعات مدينة جازان للصناعات التحويلة والأساسية الصناعية والخدمية والمرافق المساندة لها كافة، ما عكس مدى الاهتمام والحرص على سرعة الإنجاز والتعاون التام بين مختلف الجهات لتسريع العمل والإنجاز في المدينة، تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ـ حفظهما الله ـ، وبمتابعة مباشرة من:
- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان،
- صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز نائب أمير منطقة جازان.
ويعد الميناء الذي ينفذ حالياً في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، أحد أهم الموانئ في المملكة من حيث موقعه الجغرافي على البحر الأحمر وقربه من الجمهورية اليمنية ودول القرن الأفريقي، ما يجعله محطة إضافية للعديد من الفرص في مجالات النقل البحري وأعمال الشحن والتصدير.
ويتكون الميناء من قسمين صناعي يضم رصيف صناعي لاستيراد المواد السائبة، وتجاري عبارة عن رصيف بطول 1.7 كيلومتر لمناولة الحاويات والبضائع ومناطق للتخزين وفق أحدث وسائل التقنية والتحكم بطاقة مليون حاوية في العام للمرحلة الأولى و 2.5 مليون حاوية في العام للمرحلة الثانية مستقبلاً، وسيزود بأحدث أنظمة الملاحة وشبكات الاتصال مع السفن والبواخر، وزوارق القطر والسحب والإنقاذ والإرشاد والإرساء بما يُسيّر جميع أعمال التشغيل بكل سهولة ويسر.
وتسير عملية تنفيذ مشروع مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية في مرحلتها الأولى وفق خطة تطويرية للبنية التحتية تمتد على مساحة 106 كيلومترات مربعة تشمل بناء ميناء تجاري وصناعي متكامل وتهيئة وتطوير البنية التحتية للأراضي الصناعية والسكنية وإنشاء شبكة الطرق الداخلية، وكذلك إنشاء شبكة كهربائية متميزة لنقل الكهرباء داخل المدينة تحوي محطات موزعة بعناية في المناطق الصناعية والسكنية وبناء محطة لتنقية المياه بطاقة 60 ألف متر مكعب في اليوم بطريقة التناضح العكسي لتزيد مستقبلاً حتى تصل 180 ألف متر مكعب في اليوم متى ما دعت الحاجة.
كما تشمل خطة تطوير البنية التحتية للمدينة إنشاء شبكة متكاملة لتجميع مياه الصرف الصحي والمياه المستعملة في الأغراض الصناعية التي تعالج لتطابق المعايير البيئية اللازمة للحفاظ على بيئة صحية ونظيفة بطاقة إنتاجية تبلغ 40 ألف متر مكعب في اليوم للمرحلة الأولى مع إمكانية زيادة الإنتاج إلى 120 ألف متر مكعب في المراحل اللاحقة، وعمل شبكة متكاملة لتصريف الأمطار وحول المدينة وداخلها لحمايتها من أخطار السيول.
وتضم المدينة بين جنباتها العديد من المشروعات الصناعية التي بدأت العمل، والتي تحت التنفيذ ومنها مصنع صلب إستل لصناعة الحديد الذي بدأ الإنتاج، ومصنع كرستال، وكذا مصنع الريف لصناعة السكر اللذين تحت الإنشاء، ليتواصل البناء والعطاء في المدينة حتى تكتمل المشروعات والمرافق بها لتكون بذلك دعامة قوية من دعامات التطوير والتنمية كغيرها من المدن والمشروعات العملاقة التي تمتد على كامل رقعة هذا الوطن العزيز.
تقرير ضمن الملف الاقتصادي لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)
إعداد : محمد العاجمي و محمد الخلاف
تصوير : خالد الحمزي
مواقع النشر