لفاشر (السودان) (رويترز) - في تحد للانتقادات الدولية المتزايدة بعد أن أغلق 16 من منظمات الاغاثة توجه الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى دارفور يوم الاحد لحشد أنصار. وطرد السودان 13 من منظمات الاغاثة الاجنبية وأغلق ثلاث منظمات محلية قائلا انها ساعدت المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت الاسبوع الماضي أمر اعتقال بحق البشير بتهمة تدبير فظائع في دارفور.
وقبل الطرد كانت الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة تدير أكبر عملية انسانية في العالم في دارفور حيث يقدر خبراء دوليون أن نحو ستة أعوام تقريبا من القتال أرغمت أكثر من 2.7 مليون شخص على النزوح عن ديارهم.
ووصل البشير الى الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وقال مسؤولون ان أوامر طرد المنظمات "لا رجعة فيها".
ولوح الاف الاشخاص بلافتات وأعلام لتحية البشير الذي كان يقف في مؤخرة شاحنة صغيرة. وسخرت الحشود من لويس مورينو أوكامبو المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية باطلاق حمار يرتدي قناعا على شكل أوكامبو ليجوب البلدة.
وقال مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية لوكالة السودان للانباء ان تعاون منظمات الاغاثة مع المحكمة ثبت بالدليل.
ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية عن صديق قوله ان وكالات الحكومة ستغطي البرامج التي تركتها منظمات الاغاثة التي طردت من البلاد بمساعدة منظمات الاغاثة الاجنبية والمحلية المتبقية.
ونفت المنظمات التي طردت وبينها أوكسفام وانقذوا الاطفال مساعدة المحكمة وحذرت من أن اغلاق برامجها سيكون له أثر مدمر على مئات الالاف من السودانيين في دارفور وما ورائها.
وأصدرت الوكالات التابعة للامم المتحدة العاملة في السودان بيانا يوم السبت قالت فيه ان يستحيل سد الفجوة الناجمة عن طرد منظمات الاغاثة التي تمثل معا ما يصل الى 40 بالمئة من العمليات الانسانية في دارفور.
وأضاف البيان "بالرغم من أن نحو 85 بالمئة من المنظمات غير الحكومية الدولية تعمل في دارفور الا أن دون هذه المنظمات ستتوقف معظم عمليات الاغاثة فعليا."
وحذر مسؤولو اغاثة من أن طرد منظمات الاغاثة سيضر مناطق أخرى مضطربة في شمال السودان خاصة في المناطق الواقعة على الحدود المتنازع عليها مع جنوب السودان الذي يتمتع بشبه حكم ذاتي.
ولم تؤثر أوامر الطرد على برامج الاغاثة العاملة في جنوب السودان.
وقال محللون ان بالرغم من الاجراءات الامنية يعرض البشير نفسه للخطر بزيارته الفاشر.
ويدعم معظم الناس في دارفور أمر اعتقال البشير وفي الماضي هددت حركة العدل والمساواة المتمردة التي دعت الى القبض على البشير بمهاجمة الفاشر.
من خالد عبد العزيز
(شارك في التغطية أندرو هيفنز في الخرطوم)
التعليق :
من العراق الى السودان تعبق في الجو رائحة المؤامرة الجديدة , ولكن هذه المرة الرائحة اصبحت مألوفه ومن السهل تمييزها عن بعد , ولكن هل نكتفى فقط بحاسة الشم لكي نعفى باقي حواسنا من العمل؟
سؤال لن يجيب عليه الا ما سيصدر من تحركات تتصدها العواصم العربية لمواجهة حلقات مسلسل البحث عن الحاكم الظالم لتحرير المحكوم المضحوك عليه.
مواقع النشر