اهــــ(الأحداث)ــــم

• تداول خسارة 43.28 نقطة عند 12,018.81 • تعطل عمل بطاقات الائتمان بإسرائيل • 15 طائرة إغاثية سعودية للبنان • قصف: طهران كرج خوزستان إيلام قم وشیراز • حزب لبنان يعلن نعيم قاسم أميناً له • نزع اسلحة احزاب ابليس مطلب • سحب عضوية إسرائيل من الأمم المتحدة مطلب • الغرب امام انهيار اقتصادي
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14
  1. #1
    الرائد7

    متميز أهل السنة في إيران (عرض موجز)

    السلام عليكم
    يعيش على أرض إيران تقريبا 20 مليون إيراني على مذهب أهل السنة والجماعة ليس لهم في طهران مسجد واحد يؤدون فيه الجمع والجماعة..
    وضع صعب للغاية يعيشه إخواننا هناك وهذا الموضوع المنقول.. عن حالهم هناك
    وقبل ذلك عرض تاريخي موجز عن إيران وسكانها من أهل السنة.. فإليكم الموضوع:


    1- فتح إيران منذ شروق نور الإسلام:

    إيران (فارس) كانت دولة مسلمة، عرفت الإسلام منذ شروق شمسه على شبه الجزيرة العربية حين أرسل محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة إلى كسرى فارس يدعوه إلى الدخول في الإسلام، دين الله الحق، الذي رضيه لعباده أجمعين، لكن ملك فارس أبى واستكبر، وكان من الخاسرين.


    غير أن أشعة شمس الإسلام بدأت تتجه إلى إيران بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد بدأ الفتح الإسلامي لهذه البلاد في عام 13 هـ في أواخر عهد الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، واستمر في عهد خليفته عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحقق المسلمون نصراً مبيناً في موقعة نهاوند في عام 21 هـ، فسميت هذه الموقعة (فتح الفتوح)، لأن دولة الساسانيين لم تقم لها قائمة بعدها، فاستكمل المسلمون فتح سائر أرجاء إيران في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقتل يزدجرد الثالث آخر ملوك الساسانيين في عام 31 هـ فطويت صفحة الساسانيين وأصبحت إيران من ديار المسلمين.


    وعاشت إيران في ظل الإسلام منذ شروق شمس الإسلام على جنباتها في عام 21 هـ إلى 907 هـ وهي سنية المذهب في عصور الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين وظلت سنية المذهب بعد سقوط الخلافة العباسية إلى أن قامت للصفويين دولة فيها في عام 906 هـ ثم أعلن الصفويون في عام 907 هـ المذهب الشيعي الإمامي مذهباً رسمياً لدولتهم، فأخذت إيران منذ ذلك التاريخ تصطبغ بالصبغة الشيعية، ولا تزال غالبة عليها إلى يومنا هذا.


    2 - إيران في العصور السنية:

    غلبت الصبغة السنية على إيران المسلمة ما يقرب من تسعة قرون من الزمان - من عام 21 إلى 907 هـ - لأن موقعة نهاوند التي سميت فتح الفتوح قد حدثت في عام 21 هـ وكانت موقعة حاسمة، لم تقم لدولة الساسانيين بعدها قائمة، فتحت بعدها أبواب إيران على مصراعيها أمام جند المسلمين، فأخذوا يسيطرون على الأقاليم الإيرانية المختلفة إقليماً في أثر إقليم، حتى تمت للمجاهدين المسلمين السيطرة على جميع أنحاء إيران في سهولة ويسر، ودون مقاومة تذكر بعد أن تمزق جيش يزدجرد الثالث آخر ملوك الساسانيين، وهرب إلى خراسان ومنها إلى مرو في إقليم ما وراء النهر في محاولة يائسة لجمع الجند، وانتهى أمره بالقتل عام 31 هـ فيعد هذا العام نهاية فعلية لزوال الدولة الساسانية، وإن كانت هذه الدولة قد زالت حقيقياً بعد موقعة نهاوند في عام 21 هـ.


    وظلت الصبغة السنية غالبة على إيران في ظل الإسلام طوال العصر العباسي من عام 132 هـ إلى عام 656 هـ وقد ساعد انتقال الخلافة إلى العباسيين على ازدياد نفوذ الإيرانيين في الدولة العباسية منذ بدايتها، فقد احتل الإيرانيون منصب الوزارة في هذه الدولة أكثر من نصف قرن من الزمان من عام 132 هـ إلى عام 187 هـ أي منذ عهد (السفاح) أول خليفة عباسي إلى عهد هارون الرشيد خامس خلفائهم.


    وفي عام 205 هـ أراد الخليفة المأمون أن يكافئ قائده طاهر بن الحسين على انتصاره على أخيه الأمين، فأسند إليه أمر خراسان فانتهز طاهر هذه الفرصة، فأسس دولة سماها الدولة الطاهرية ظلت حاكمة أكثر من خمسين عاماً في إقليم خراسان من عام 305 هـ إلى عام 359 هـ.


    وهكذا ظهرت نزعة الاستقلال عن العرب في إيران منذ أوائل القرن الثالث الهجري، وازدادت بعد ذلك في عهد الدول التي خلفت الدولة الطاهرية كالدولة الصفارية والدولة السامانية، والدولة الغزنوية، ولكن الصبغة السنية ظلت غالبة على مظاهر النشاط البشري في إيران طوال حكم العباسيين.


    وفي عام 259 هـ أقام يعقوب بن الليث الصفاري دولة جديدة في خراسان وسماها الدولة الصفارية ظلت تحكم بواسطة أبنائه وأحفاده من بعده إلى عام 279 هـ.


    وفي عام 279 هـ بدأ الصراع بين معسكر الصفاري ومعسكر الساماني إلى أن انتهى به انتصار السامانيين وانتزاعهم السيطرة على شرق إيران وتأسيس دولة جديدة عرفت باسم الدولة السامانية ظل حكامها ممثلين في إسماعيل الساماني مؤسس الدولة وأبنائه وأحفاده يحكمون هذه المنطقة الشرقية التي تضم خراسان وما وراء النهر، اكثر من قرن من الزمان من عام 279 هـ إلى عام 389 هـ.


    وقد وصلت الدولة السامانية إلى أوج قوتها في عصر نصر بن أحمد الساماني فسيطرت على أقاليم ما وراء النهر، وخراسان، وسجستان، وطبرستان، والري، وكرمان، وعلى الرغم من أن السامانيين أحيوا كثيراً من مظاهر الحياة الإيرانية القديمة، فإنهم لم يخرجوا عن طاعة الخليفة العباسي، فاعترفوا له بالسيادة الروحية عليهم، وكانوا يتبعون المذهب السني مما جعل علماء ما وراء النهر يشدون أزرهم ويناصرونهم.


    ومن ناحية أخرى قام السامانيون بحرب في تركستان وانتصروا فيها وبذلك دخل من الأتراك في دولة السامانية، وعلى مرور الزمن تمكنوا من إسقاط الدولة السامانية، فبدأ عصر جديد وهو عصر نفوذ العناصر التركية في إيران الإسلامية، وأخذ الأتراك يكونون دولة قوية كان لها شأن في التاريخ الإسلامي عامة، وفي تاريخ إيران خاصة، وهو عصر بلغت فيه الصبغة السنية أزهى درجاتها في إيران.


    وقد أخذ الخلفاء العباسيون يستعينون بالأتراك منذ عهد الخليفة العباسي المعتصم ابن المأمون - من عام 218 هـ إلى عام 227 هـ- لأن المعتصم كانت أمه تركية، ومع هذا كان تابعاً للخليفة العباسي، وقد شهدت إيران دور الغزنويين، وفي عصر السلطان محمود الغزنوي وهو أشهر سلاطين الدولة الغزنوية، ومن أبطال المسلمين المشهورين لشجاعته وكثرة فتوحاته وانتصاراته، كما كان شاهداً قوياً على ازدهار الحضارة الإسلامية ذات الصبغة السنية.


    وقد شهدت إيران بعد هزيمة السلطان محمود الغزنوي ابن السلطان محمود الغزنوي بداية عصر السلاجقة في عام 429 هـ بقيام دولتهم في إقليم خراسان، وكانت الدولة السلجوقية ذات صبغة سنية شديدة الوضوح، لأن سلاطين السلاجقة كانوا شديدي التمسك بالمذهب السني، وكانوا يعدون أنفسهم جنوداً مخلصين للخلافة العباسية.


    وبعد عصر السلاجقة تمكنت الدولة الخوارزمية في عام 590 هـ من إيران. وفي هذا العصر ظهرت الصبغة السنية في جميع مظاهر الحضارة الإيرانية، وقد ظلت الصبغة السنية غالبة على المسلمين في إيران بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد في عام 656 هـ.


    3 - إيران بعد سقوط الخلافة العباسية:

    كان سقوط دولة السلاجقة في إيران والعراق في عام 590 هـ (1194م) بداية النهاية بالنسبة للخلافة العباسية في بغداد، فقد صادف سقوط السلاجقة ظهور المغول وبروز حرصهم على العالم الإسلامي السني. والمغوليون كانوا من القبائل التركية الوثنية المقيمة في وسط آسيا أول سلاطينهم (تموجي) (جنكيز خان) ووصل المغول إلى حدود الدولة الخوارزمية في عام 599 هـ.وفي عام 654 هـ تمكن المغول من إيران بعد سقوط الدولة الخوارزمية ثم تقدم نحو بغداد.


    وفي عام 654 هـ تمكن المغول من إيران بعد سقوط الدولة الخوارزمية ثم تقدموا نحو بغداد، وفي عام 654 هـ حاصروها شهراً، وقُتل الخليفة المعتصم بالله أحد الخلفاء العباسيين السنيين فأصبح المغول يسيطرون على إيران والعراق سيطرة تامة، واستقر المغول في إيران واتخذوا مدينة السلطانية عاصمة لدولتهم في إيران، وعلى رغم وثنية المغول، فإن الصبغة الإسلامية السنية ظلت سائدة واضحة في إيران بعد سقوط دولة الخلافة العباسية السنية بل إن قوة الحضارة الإسلامية المستقرة في إيران لم تلبث أن أثرت فيهم فبدأوا يغيرون من عاداتهم وأخلاقهم ويلبسون أنماطاً جديدة من الملابس ويؤمنون بمعتقدات دينية تخالف ما اعتادوا عليه في حياتهم القبلية الوثنية.


    ووجد المغول بعد استقرارهم في إيران أنهم محتاجين إلى موظفين من الإيرانيين في المناصب الإدارية المختلفة مما يسر للإيرانيين الوصول إلى المناصب الإدارية الرفيعة في الدولة المغولية، فظلت الصبغة الإسلامية السنية واضحة في مظاهر النشاط البشري في إيران في العصر المغولي، حتى سمي (تكوادر) أخ أبا خان - في قيادة المغول - أحمد، وكان ذلك في عام 680 هـ بعد مرور أقل من ربع قرن على سقوط دولة الخلافة العباسية السنية صار حكام المغول مسلمين منذ ذلك الوقت، وأصبحوا دعاة للحضارة الإسلامية السنية، وهكذا ظلت الصبغة السنية غالبة واضحة في إيران بعد الخلافة العباسية السنية على أيدي المغول الذين غلبوا عسكرياً ولكنهم غلبوا حضارياً وتركوا وثنيتهم ودخلوا في الإسلام دين الحق وصاروا من جنده المدافعين عنه والمحامين عن حضارة المسلمين.


    وقد ظهر التيموريون في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري بقيادة تيمور وتمكنوا من الاستيلاء على أقاليم خراسان، ومازندران، وسجستان، ثم لم يلبثوا أن بسطوا سيطرتهم على أجزاء إيران وهاجموا العراق والشام، واتخذ تيمور مدينة سمرقند عاصمة الدولة وسيطر على جزء من تركستان وجزء من الهند، وبقيت الصبغة السنية ظاهرة غالبة في إيران في ظل الدولة التيمورية، ولكن مع الأسف بعد وفاة مؤسسها تيمور في 807 هـ كثرت المنازعات بين أبنائه وأحفاده إلى أن تسبب التفكك في البيت التموري، بقطع أجزاء الدولة التيمورية، فتمكنت قبائل القره فيوئلو من الاستيلاء على إقليم أذربيجان في عام 811 هـ، واتسع نفوذ هذه القبائل حتى بلغ بغداد وهؤلاء كانوا يحكمون الإقليم الغربي من إيران بينما كان أبناء تيمور يحكمون الإقليم الشرقي في إيران، وظلوا يحكمون هذا الإقليم حتى عام 911 هـ.


    وكانت الصبغة السنية هي الغالبة الواضحة في إيران رغم سقوط الخلافة العباسية - فظلت ظاهرة أثناء غلبة المغول والتيموريين ومن بعدهم إلى طوال قرنين ونصف من الزمان بعد سقوط دولة الخلافة، فلم تتغير صبغتها إلا بعد قيام الدولة الصفوية الشيعية في عام 906 هـ، وإعلانها المذهب الشيعي الإمامي مذهباً رسمياً في إيران في عام 907 هـ، فاتخذ تاريخ إيران وحضارتها الإسلامية اتجاهاً جديداً منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا...

  2. #2
    الرائد7

    افتراضي

    الحلقة الثانية من الموضوع قريبا بإذن الله
    وأصل الموضوع ثلاث حلقات..

  3. #3

    افتراضي

    الرائد7
    سلمت اناملك ..
    معلومات مهمة عن اهل السنة وتاريخهم
    الماضي والحاضر في ايران .
    بكل شوق نترقب الحلقات الباقية .
    تقبل مني اجمل التحايا .
    سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم .
    اللهم ارنا الحق حقآ وارزقنا اتباعه ..
    وارنا الباطل باطلآ وارزقنا اجتنابه ..


  4. #4

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    موضوع مهم جداً ليحفظ التاريخ ماهو حال أيران قبل وبعد الحكم الصفوي.
    في أنتظار البقية

  5. #5
    الرائد7

    افتراضي

    السلام عليكم
    وقد أسعدني مرورك أخي الكريم مساعد..


    الغالي سويد أسمر
    مرحبا بك أخي الكريم وقد أسعدني مرورك...

  6. #6
    الرائد7

    افتراضي

    السلام عليكم
    الجزء الثاني من الموضوع..


    كيف تحولت إيران من السنة إلى الشيعة، وكيف تمت الأغلبية لهم؟

    هل سألتم يوماً ما الذي جعل الشعب الإيراني شيعة؟ ولأكثر من ألف سنة كانت أرضاً إسلامية مثلها في ذلك مثل جميع الأقطار الإسلامية الأخرى، ولكن قبل حوالي أربعة قرون كانت هناك قصة مؤلمة غيرت مصير الإيرانيين جيلاً بعد جيل:

    نعم، ظلت إيران ما يقرب من تسعة قرون من الزمان تتبع مذهب أهل السنة والجماعة منذ سقوط الدولة العباسية آخر دول الخلافة السنية، فكانت الصبغة السنية ظاهرة فيها، وواضحة في جميع ألوان النشاط البشري لأهلها غير أن بعض القبائل التركية الساكنة في منطقة أذربيجان بعد سقوط الخلافة العباسية اعتنقت المذهب الشيعي الإمامي مثل قبائل القزلباشية وجنحت إلى التصوف، وكانت تتبع فرقة صوفية تسمى الفرقة الصوفية نسبة إلى جده الأكبر، فكانت هذه الدولة أول دولة شيعية إمامية تقوم بصفة رسمية، وتبسط نفوذها على سائر الأراضي الإيرانية، ويعتبر عام 906 هـ بداية حقيقية لقيام الدولة الصفوية الشيعية، فقد جلس إسماعيل الصفوي على العرش في مدينة تبريز، واتخذ لقب الشاه أي الملك كما اتخذ هذه المدينة عاصمة لدولة الصفويين الشيعية.

    وأول عمل قام به إسماعيل الصفوي أن أعلن المذهب الشيعي الإمامي مذهباً رسمياً للدولة الصفوية في عام 907 هـ لعموم إيران، وفعل كل ما في وسعه من قتل وتذبيح يفوق الوصف من أجل تنفيذ هذه الرغبة، ومن أسوأ ما قام به في أثناء حكمه أن أرسل مجموعة من المشاغبين ليدوروا بين الأحياء والأزقة، ويقوموا بشتم الخلفاء الراشدين، ولقد أطلق على تلك المجاميع اسم (برائت جويان) المتبرئون من الخلفاء الراشدين، وعندما يقوم أولئك بشتم أبي بكر وعمر وعثمان ينبغي على كل سامع أن يردد العبارة التالية زد ولا تنقص أما الذي يمتنع عن ترداد العبارة، فيقومون بتقطيعه بما يملكون من سيوف وحراب، ولم يكن أمام أهل الفرس من جراء هذه الأعمال التعسفية إلا الهروب بدينهم، أو قبول مذهب التشيع مكرهين [1].

    وأدت أفعال الشاه إسماعيل هذه إلى غضب السلطان العثماني سليم الأول فقامت الحرب بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية، وفي النهاية تمكن السلطان سليم الأول من فتح مدينة تبريز، ولكنه بعد أن خرج منها سقطت مرة أخرى بأيدي الصفويين الذين قاموا على الفور بارتكاب مجازر جماعية مروعة اقتلعت أهل السنة من تلك المدينة تماماً، وأصبحت تبريز مدينة شيعية بالكامل، حيث أنه قتل في يوم واحد 140 ألف من أهل السنة والجماعة.

    أما السلطان سليم فرد على تلك المجزرة بمجزرة مثلها ضد القزلباش الغلاة في جزيرة أناطولي، واستمر أحفاد إسماعيل على نفس الطريقة، وبعد ذلك سقطت الصفوية على يد محمود أشرف الأفغاني بعد أن حكمت عمراً طويلاً، ثم جاء بعده سلالات أخرى مثل الأسرة الزندية والقجرية والبهلوية (أسرة رضا شاه)، وفي الوقت الحاضر الخمينية، وكل هذه السلالات والأسر تسير على نفس طريق الأسرة الصفوية، وفي كل يوم يتلقى ما بقي من أهل السنة ضربة جديدة، وآخرها السيطرة على موارد أرزاق أهل السنة وأسباب معيشتهم في المناطق المحاذية للخليج مما اضطر أولئك إلى الهروب إلى الدول العربية المجاورة.

    أما النظام الإيراني فقد واجه هذا الهروب برحابة صدر وراحة تامة، وقام على الفور بإسكان الشيعة الوافدين من خوزستان في المدن والقرى التي هجرها أهلها من السنة، فأضيفت هذه المناطق إلى المناطق الشيعية التي كانت غير موجودة أصلاً، وإذا نظرنا اليوم إلى خارطة إيران، فإننا نرى أهل السنة يقطنون في المناطق الحدودية، وهذا أصدق دليل على أن جميع المناطق المركزية داخل إيران تحولوا إلى مذهب التشيع بسبب مظالم وجور السلاطين الذين تعاقبوا على حكم إيران، مع أن إيران قبل الأسرة الصفوية لم يكون فيها سوى أربع مدن كان أهلها يتبعون مذهب التشيع، وهي آوه، كاشان، سبزوان، قم.

    وأما مؤرخو الشيعة فيدعون كذباً بأن الإيرانيين جميعاً تقبلوا المذهب الشيعي بمحض إرادتهم، وأحياناً يلجأون إلى بعض المصادر الموثقة، ويقطعون منها بعض الروايات التي لم يقطع بصحتها الأثبات، ومن هذا القبيل ما جاء في تاريخ ابن الأثير (بعد أن استشهد زيد بن علي قال لولده: بأن يذهب إلى خراسان، لأن الناس هناك يناصرونه)، أو ما جاء في مروج الذهب للمسعودي، وهو رجل متهم بالتشيع (عندما استشهد يحيى بن زيد أطلق الناس اسمه على أولادهم)، ويستدل الشيعة من هذه الروايات بأن الإيرانيين كانوا شيعة قبل مجيء الصفويين.

    وهذا الادعاء مردود لعدة أسباب منها:

    1 - لم يكن خلاف زين بن علي مع الأمويين خلافاً عقائدياً ومذهبياً إنما كان خلافاً سياسياً مبنياً على أساس ظلم أحد الطرفين للطرف الآخر.

    2 - لنفترض أن أهل خراسان كانوا يناصرون زيداً، فهذا لا يثبت أن مذهب الإيرانيين الحالي التشيع يرجع إلى أكثر من 1300 سنة، لأن الإيرانيين لم يعترفوا بإمامة زيد بن علي، بل يعترفون بإمامة أخيه محمد الباقر، ومن جانب آخر لم يوجبوا طاعة أوامر وفتاوى كل من زيد وابنه يحيى، ولهذا فإن خروج زيد وابنه، لا علاقة له بتشيع إيران.

    3 - ومن جانب آخر فإن أكثر أهل خراسان اليوم هم من أهل السنة، فالقسم الواقع منها في أفغانستان والاتحاد السوفييتي كلهم من أهل السنة، وأما القسم الواقع في إيران فعلى رغم مرور 400 سنة على أساليب الظلم والتعسف الشيعي، فلا يزال هناك أناس من أهل السنة، وبناءً على هذا، فإن الادعاء بأن أهل خراسان هم شيعة منذ القرن الأول، إنما هو كذب محض.

    4 - إن توزيع أهل السنة على المناطق الحدودية هو أصدق دليل على أن إيران تحولت إلى مذهب الشيعة بقوة السيف، لأن المناطق المركزية أصبحت شيعية إذ كان يسهل على الحكام الظلمة الوصول إليها والسيطرة عليها، وبقيت المناطق الحدودية النائية في مأمن من حملات وجود أولئك الحكام إذ كان يسهل الفرار إلى تلك المناطق لقربهم من الحدود، وبعدهم عن مركز الدولة، أما في الوقت الحاضر، فإن نظام الخميني استطاع أن يسيطر على المناطق الحدودية ومنافذها، ولهذا نرى أن سكان المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية يحاولون الهروب على شكل جماعات إلى باكستان والأقطار العربية الأمر الذي يؤدي إلى استيلاء الشيعة على مناطقهم.

    أما ظهور الشيعة في إيران، فإنه كان ضربة قاصمة لجميع الأقطار الإسلامية، وإذا نظرنا إلى الخارطة، فإننا نشاهد أن الطريق الوحيد لربط العالم الإسلامي بغربه هو إيران، وعندما قطع هذا الطريق بواسطة الشيعة أدى ذلك إلى فصل الغرب عن الشرق، وعندما نطالع التاريخ نرى بأن هذا الانفصال أدى إلى تساقط تركستان بيد الصين، وطاجكستان، وبخارى، وسمرقند بيد روسيا، والهند بيد بريطانيا، ثم بيد الهنود، وتقريباً في عموم الشرق الإسلامي لم يسلم من الاستعمار إلا أفغانستان، كما أن هذا الفصل هو السبب في سقوط البلدان الإسلامية بأيدي الصليبية، وانهيار الخلافة العثمانية إلى أن وصل الأمر إلى سقوط فلسطين بأيدي اليهود، وكل هذه الأحداث سببها قطع الصلة بين الشرق والغرب الإسلامي بتشيع إيران، فهل ينتبه المسلمون؟ ومتى؟.


    هناك اتجاهان لتاريخ إيران:
    الاتجاه الأول:

    فيه غلبت على إيران الصبغة السنية، وفي هذا الاتجاه سار تاريخ إيران منذ الفتح الإسلامي إلى الدولة الصفوية في إيران في عام 906هـ أي ما يقرب من تسعة قرون من الزمان، وقد كان لهذه الغلبة أثر واضح في توجيه مظاهر النشاط البشري في إيران، وفي رسم سياستها الخارجية، وفي مد صلاتها بالدول الإسلامية، وغير الإسلامية التي جاورتها أو اتصلت بها.

    وأحداث التاريخ الإسلامي - قديماً وحديثاً - خير شاهد على صحة ما نقول، فقد ساهمت إيران في بناء صرح الحضارة الإسلامية الراقية حيث كانت الصبغة السنية غالبة على النشاط البشري فيها فكان كثير من علماء المسلمين في مختلف العلوم والفنون من الإيرانيين، وساهم مجاهدو الإيرانيين في نشر الإسلام في ربوع آسيا، فأوصلوا نور الإسلام إلى شعوب التركستان وآسيا الصغرى والهند والشرق الأقصى، حتى وصل المسلمون إلى حدود الصين.

    الاتجاه الثاني:
    فيه غلبت على إيران الصبغة الشيعية، وفي هذا الاتجاه سار تاريخ الإيرانيين منذ قيام الدولة الصفوية الشيعية في عام 906 هـ ، ثم إعلانها المذهب الشيعي الإمامي مذهباً رسمياً لإيران في عام 907 هـ أي منذ خمسة قرون من الزمان، وحتى الآن، وقد كان لغلبة الصبغة الشيعية على إيران أثر في إضعاف الجبهة الإسلامية، لأن المذهبية بين الشيعة في إيران، وأهل السنة بزعامة الدولة العثمانية، أدت إلى استعار نيران الحرب بين المعسكرين السني بقيادة العثمانيين والمعسكر الشيعي بقيادة الصفويين، وتبادل الطرفان النصر والهزيمة، واستمرت الحروب بين السنة والشيعة أكثر من قرنين من الزمان، فأدت إلى إنهاء قوى المعسكرين، وتمكن المستعمرون من الغرب النصراني من احتلال أكثر ديار المسلمين حتى يمكن القول بأن الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة ساهمت في إيجاد كثير من المشاكل التي تعرف الآن بمشاكل الشرق الأوسط.


    جغرافية مناطق أهل السنة:

    1 - تركمن صحراء: تقع شمال إيران من بحر قزوين (دياري خزر) إلى الحدود الجنوبية للاتحاد السوفييتي سابقاً، وحدود تركمانستان الحالية.
    2 - خراسان: تقع في شمال شرقي إيران وتحدها من الشمال تركمانستان، ومن ناحية الشرق أفغانستان.
    3 - بلوشستان: تقع في جنوب شرقي إيران وتمتد من خراسان إلى بحر عمان وتحدها أفغانستان وباكستان.
    4 - منطقة طوالش وعنبران: في غرب بحر قزوين.
    5 - كردستان: في غرب إيران من مدينة قصر شيرين إلى حدود تركيا.
    6 - بندر عباس (هرمزكان): التي تقع على سواحل الخليج العربي وبحر عمان.
    7 - فارس، مناطق عوض، كله دار، خنج، فيشور، بستك، جناح وغيرها من مناطق لارستان.
    8 - بوشهر (خوزستان): الواقعة على حدود العراق والخليج العربي.
    9 - ضواحي خلخال التابعة لمحافظة أردبيل.

    مناطق أهل السنة كلها تقع على الحدود من جميع جوانب إيران، وفي داخل إيران الأغلبية للشيعة، كما يحكي التاريخ عن جور وظلم الشاه إسماعيل الصفوي، ودعما لحكمهم الباغي قام الصفويون بحركة جادة عامة لنقل أهل السنة - الذين كانوا يشكلون أغلبية المسلمين في إيران في ذلك الحين - إلى التشيع بأي وسيلة حتى ولو احتاج الأمر إلى شتى صور التعذيب وسفك دماء الألوف، وخير شاهد على هذا أن باغي التاريخ إسماعيل الصفوي قتل في يوم واحد 140 ألف من أهل السنة والجماعة، وحتى الآن يذكر أهل السنة في منطقة خراسان جيلاً عن جيل على سبيل القصص المرة أن الحكومة الصفوية الشيعية قتلت العلماء، وهدمت المساجد، وأحرقت الكتب، حتى أنه أمر بأن يرمى من مآذن مساجد ومدرسة خردحرد - في منطقة خواف من خراسان (70) عالماً وطالب علم يومياً، هذا ما يعترفون به في كتبهم التاريخية الموجودة حالياً في جامعة طهران، ورغم ما حدث أثبتت الوقائع أن الإسلام هو أقوى من الظالمين ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)).


    السنة قبل الثورة:
    لاشك أن السنة قبل الثورة لم يكن لهم من الحقوق ما للشيعة، ولم يكن لهم المزايا التي للشيعة سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، لأجل ذلك ترى أهل السنة دون الشيعة بكثير منذ ذلك العهد حتى الآن، وزاد الطين بلة بعد الثورة. إلا أنهم في زمن الشاه - قبل الثورة - كانوا يتمتعون بحرية البيان في عقيدتهم، ومزاولة جميع النشاطات من بناء المساجد والمدارس وإلقاء المحاضرات، وطباعة الكتب خارج البلاد، ولكن في نطاق المذهب.

    وكان محظوراً وممنوعاً منعاً باتاً التعرض من الشيعة لمذهب السنة أو السنة للشيعة، وأذكر أن رجلاً من الشيعة وزع كتاباً فيه مساس بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فأمسك به بعض الغيورين من أهل السنة وضربوه ضرباً موجعاً ثم قبضت عليه الحكومة وأدخلته السجن، فمن هنا كان لهم حرية تامة في نشر المذهب السني وتوعية الناس، وفي بيان التوحيد، ورد الشرك الذي أصبح محظوراً الآن، ويعتبر الداعي إلى التوحيد، ورد الشرك (وهابياً) ويقبض عليه فوراً، كما أن أهل السنة كانوا يتمتعون بالأمن والأمان في أموالهم، وأعراضهم، ودمائهم قبل الثورة.

    وكانوا يتمتعون أسوة بالشيعة بالحصول على المواد الغذائية وغيرها بسهولة ويسر، ودون تعب، وقد أصبحت الآن كل هذه المواد بيد الحكومة ولابد من الانقياد والخضوع لها للحصول على المواد المعيشية كلها، والفرق كبير بين قبل الثورة وبعدها،

    نسأل الله أن يفرج عنهم هذه المحنة [2]...

  7. #7
    الرائد7

    افتراضي

    الحلقة الثالثة والأخيرة
    قريبا بإذن الله

  8. #8

    افتراضي

    جهد مشكور >رائد7 <. وارجو تزويدي بمراجع اخرى واشكرك مرة اخرى
    وجزاك الله خير

  9. #9
    الرائد7

    افتراضي

    السلام عليكم
    سعدت بوجودك أخي جبل فينوس
    وبإذن الله تعالى بعد تمام الحلقات سأذكر المراجع

  10. #10
    الرائد7

    افتراضي

    السلام عليكم

    السُّنَّة بعد الثورة
    بعد نجاح الثورة الإيرانية (الشيعية) المسماة بالإسلامية سُرَّ بذلك شعب إيران جميعه، ومن بينهم أهل السنة، وذلك لما سمعوا بأن الحكومة الجديدة حكومة إسلامية أساسها العدل وإبادة الظلم، رجاء أن يصلوا إلى حقوقهم الضائعة في حكومة الشاه التي ذاقوا منها مرارة الظلم والطغيان، وظنوا أنه قد آن أوان وصولهم إلى مطالبهم لكثرة ما كانوا يسمعون من الجهات الإعلامية الحكومية سواء من طريق الإذاعة، أو التلفاز، أو الجرائد والمجلات بالشعارات الفضفاضة الخالية عن الحقيقة بمساواة الشيعة والسنة، وبأنهم إخوة لا فرق بينهم، وسرعان ما تأثر بهذه النعرات الجافة كثير من الشعب من أهل السنة، واغتر كثير من زعماء أهل السنة في العالم بذلك، ولم يمض حين إلا وقد اكتشف خواء النعرات السابقة والدعاوى الكاذبة لكثير من الناس داخل إيران وخارجها، والآن بعد مرور أكثر من خمسة عشر عاماً على ثورة الرافضة المسماة بالإسلامية مازال أهل السنة يعانون من الجور والطغيان والاعتداء على حرماتهم وممتلكاتهم ما لم يعانوا مثله في التاريخ من قبل قط إلا في العهد الصفوي، ولكن مع الأسف الشديد لم يجدوا من إخوانهم من يلبي نداءهم عما يعانون من الظلم والجور، ويبلغ للعالم ما يعمله الطغاة والمعتدون عليهم من إلقاء القبض على من له شعور وإحساس وحماس بدينه وشعبه وحقوقه وإدخاله في السجون، والحكومة تحاول أن تغطي كل ما يجري على أهل السنة من الظلم والجور والاعتداء عليهم بجميع الوسائل الإعلامية، فمن هنا خفيت أحوال أهل السنة على إخوانهم المسلمين في العالم.

    والآن قد آن الأوان أن تنكشف الحقائق للعالم، وأن لا يخفى على المسلمين تمييز الحق من الباطل، وليس التضييق على أهل السنة في العقيدة فحسب، بل في جميع الشؤون الثقافية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية وغيرها وهم يريدون بذلك إبادة واستئصال أهل السنة من إيران، ومن العالم كله إن استطاعوا وهذا ما يتمناه الزعماء ومراجع التقليد الشيعة في إيران كما أعلن في أوائل الثورة في الإذاعة والتلفاز بأننا عازمين بأن نجعل الدولة الإيرانية حكومة شيعية محضة، ويعنون بذلك القضاء على أهل السنة إما باختيار مذهب الشيعة أو بترك البلاد كما فعل أسلافهم في العهد الصفوي مع أهل السنة، وهو المخطط الآن وبدء التنفيذ الفعلي لذلك، والآن نضع أمام إخواننا المسلمين في العالم حقائق ثابتة عن الظلم والاعتداء والتضييق على إخوانهم أهل السنة في إيران ونوضحها كالآتي:

    أولاً: محاولة القضاء على عقيدة أهل السنة:
    ولا شك أنهم في شعاراتهم في جميع وسائل الإعلام يشيعون الخبر بأن الشيعة والسنة متساويان وهم إخوة، ومقتضى ذلك أن لأهل السنة ما للشيعة في جميع المجالات، بينما الأمر خلاف ذلك.

    فهم أحرار في نشر عقائدهم وجميع شؤونهم، وليس لأهل السنة شيء من ذلك بل الحكومة الشيعية تسعى أن ينقاد أهل السنة لمذهب الشيعة. وذلك لأنهم يدركون بأن حرية نشر العقيدة السنية تعني بطلان عقيدة الشيعة لمعرفة زعماء مذهب الشيعة معرفة جيدة بأن حرية النشر لعقيدة أهل السنة تكشف للناس في العالم فساد عقيدتهم وأفكارهم ومخططاتهم ضد أهل السنة.

    وحتى الآن مازالوا يتكلمون في خارج إيران عن حرية أهل السنة في البيان والعقائد ووجود التسوية والاتحاد وعدم الفرقة بين أهل السنة والشيعة، وهذا كله دجل وهم من وراء الستار يخططون لاستئصال وإبادة أهل السنة ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).

    ونوضح الآن بعضاً من دسائسهم ومكائدهم:
    أ - منعهم أئمة الجوامع لأهل السنة من حرية بيان عقائدهم على المنابر يوم الجمعة:
    بينما لأئمة الرافضة حرية تامة في بيان مذهبهم بل والتعدي على عقائد أهل السنة وذلك حيث أنهم عينوا موظفين من المخابرات والمباحث، فمن هنا لا يقدر الخطيب الخروج عن دائرة ما يريدون، وقرروا حضور علماء الشيعة جوامع أهل السنة يوم الجمعة لمراقبة الخطب لتكون حسب ما يريدون عن سياسة الحكومة وعقائد الشيعة.

    وليس لأهل السنة إلا إلقاء الخطب العربية أو نصائح عامة لا مساس لها بالعقيدة وإذا خرج الإمام عن حدوده المقرر من قبلهم اتهموه بأنه وهابي يريد نشر الوهابية وبهذا الاتهام قبضوا على عدد من العلماء وأدخلوهم في جحيم السجون، وأخيراً أعدموا عشرات من العلماء البارزين

    ب - مرحلة أخرى ذهب ضحيتها المئات من شباب أهل السنة في كردستان:
    ووصل الأمر إلى أنهم أصبحوا ينفذون الإعدامات بتهمة الوهابية.

    جـ - طريقة إلقاء المحاضرات وتنظيم الدروس في مناطق أهل السنة:
    في الدوائر الحكومية بين الموظفين من أهل السنة من قبل علماء وزعماء الشيعة يتناولون عقائد الشيعة، والجرح لعقائد أهل السنة والنيل من الصحابة عموماً - رضي الله عنهم - بالسب والشتم، ومهاجمة كبار الصحابة وكبار شخصيات أهل السنة من أئمة المذاهب والمحدثين، منهم بعض زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم كعائشة الصديقة وحفصة رضي الله عنهما، والخلفاء الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) رضي الله عنهم والأمير معاوية خصوصاً.

    د - عدم السماح لأهل السنة ببناء المساجد والمدارس:
    من الحقائق المعلومة أن أهل السنة محرومون من بناء المساجد في مناطق أكثريتها شيعة، مثل العاصمة طهران وأصفهان ويزد وشيراز وغيرها من المدن الكبيرة مع أنه يوجد في طهران حوالي نصف مليون من أهل السنة ليس لهم مسجد واحد يصلون فيه، ولا مركز يجتمعون فيه بينما توجد كنائس للنصارى وبيع لليهود وبيوت النار للمجوس وغيرهم، وهم بالعكس يبنون لهم مساجد ومراكز ومدارس وحسينيات في مناطق السنة وفي قرى لا يوجد من الشيعة إلا عدد من الموظفين في الدوائر الحكومية، والآن قررت الحكومة الإيرانية عدم السماح ببناء أي مسجد للسنة في طهران وفي مشهد.

    هـ - هدم المساجد والمدارس الدينية السنية:
    وصل الأمر إلى هدم المساجد والمدارس في بعض المدن، مثل منطقة بلوشستان مدرسة ومسجد الشيخ قادر بخش البلوشي، ومسجد للسنة في منطقة كيلان في هشت بر، ومسجد في كنارك جابهار بلوشستان.

    ثانيا: الوضع الاقتصادي لأهل السنة:
    أ - لم يكن لأهل السنة أي تقدم اقتصادي في عهد الشاه وبعد السلطة الجديدة علقوا بعض الآمال على الحكومة الجديدة التي كانت تدعي العدل والمساواة، ولكن سرعان ما انكشفت حقائق هذه الدعايات الفارغة من الحقيقة وخابوا ولم ينالوا خيراً، بل رجعوا إلى أسوأ مما كانوا في عهد (الشاه) والسر في ذلك أنهم لا يريدون أن يقوى أهل السنة اقتصادياً وفكرياً وثقافياً مخافة أن تكون لهم قوة وشوكة تزعزع خصومهم وتقوم ضدهم.

    ب - ومن المعلوم أن أكثر شباب أهل السنة لعدم الإمكانيات لديهم في استمرارهم في التعليم وتشديد الحكومة في شروط قبولهم يتخلفون عن التعليم ولاسيما الالتحاق بالثانوي والجامعات، وبذلك يكون مستواهم دون مستوى شباب الشيعة الذين يتولون المناصب المهمة وشباب أهل السنة يحرمون من ذلك.

    ج - عدم التعاون مع مزارعي أهل السنة والفلاحين منهم بينما الشيعة يحظون بكل الإمكانيات والتشجيعات من الحكومة.

    د - ومن المعلوم أن الأشياء المعيشية والاقتصادية كانت متوفرة في متناول الجميع في عهد الشاه ولكن بعد تولي الثورة الحكم تغيرت الأوضاع فسيطرت الدولة على جميع المواد الغذائية وغيرها، ولا يمكن الحصول عليها إلا بالبطاقة الخاصة حسب عدد أفراد الأسرة، فهذا يكلف رب الأسرة أن يقف في الصف لكل شيء مستقلاً حيث أن كل الأشياء لا تتوافر في مكان واحد، بل موزعة على عدة جهات فيقف أحدهم في الصف لشراء الزيت مثلاً، وآخر لشراء الخبز وثالث لشراء اللحم، وهكذا يعيش الناس في محنة شديدة والهدف من وراء ذلك جعل الناس مجبورين للإذعان للحكومة على رغم أنفهم ومنقادين لها رضوا بذلك أم أبوا، وهذا يعرض النساء والبنات عند عدم وجود الرجال للوقوف في الصف للحصول على لقمة العيش، والله المستعان.

    ثالثا: الوضع السياسي لأهل السنة:
    لابد لبروز أي قوم في الناحية السياسية أن يكونوا متقدمين في النواحي السابقة الذكر، يعني في الناحية الثقافية والاقتصادية، وكلما تقدموا في هذه النواحي تفوقوا وأثبتوا وجودهم السياسي في العالم، وكلما تأخروا عن النواحي السابقة الذكر تخلفوا في الجانب السياسي، فالتقدم السياسي لقوم مرهون بمقدار تقدمهم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.
    وقد علمنا بأن أهل السنة قد حرموا من معظم حقوقهم الثقافية والاقتصادية والسياسية كذلك، كما سيأتي ولاستحكام الحياة السياسية في أي قوم لابد أن تغشى المراحل الآتية:

    أ - أن يكون الشعب من المرحلة التعليمية والثقافية متقدماً ومتفوقاً بحيث يستطيع إدارة حياته الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والعقائدية والفكرية، وتخلفه الثقافي يجعله جاهلاً حتى في عقيدته وأفكاره الصحيحة في مذهبه مع أن بقاء أي شعب مرهون في حفظ عقيدته، ولا يتحقق ذلك إلا بالعلوم والمعرفة.

    ب - حاجته في استحكام سياسته إلى قوى بشرية من الشباب ومع الأسف قد حرم أهل السنة من ذلك بسبب سياسة الحكومة ومخططاتها لتمزيقهم واستخدام مبدأ (فرق تسد) فاستعمال هذه السياسة لانقسام أهل السنة وإحياء الضغائن بين القبائل وتسليح كل قبيلة ضد أخرى، وهكذا تهييج الشباب ضد العلماء والأعيان، ثم توجهت الحكومة باتهام الشباب باتهامات مختلفة، حتى اضطر عدد كبير إلى اللجوء إلى باكستان ومن ثم إلى أوربا، ولجأ عدد كبير منهم إلى أحضان الحكومة حيث لم يجدوا بداً من ذلك، وقسم منهم بقي بدون عمل فابتلى بشرب المسكرات والمخدرات وبذلك نجحت الرافضة في تحطيم قوى أهل السنة، ومن هنا في ظروف كهذه ليس بوسعهم استعادة وجودهم السياسي في الوقت الراهن، وليس ذلك على الله بعزيز.

    ج - وجود التعاون والتكاتف بين الشعب والتماسك فيما بينهم، ونبذ الخلاف والشقاق والفرقة، وهذا منعدم فيما بين أهل السنة نتيجة لسياسة الحكومة في ذلك، فقد اغتصبت هذه الحقوق من أهل السنة عكس الشيعة، حيث أنهم يتمتعون بجميع الإمكانيات السياسية والثقافية والاقتصادية، حيث استطاعوا إبراز شخصيتهم ووجودهم في العالم الإسلامي وغيره، ومن هنا ازداد الضغط على أهل السنة يوماً بعد يوم، وليس لهم لأجل ذلك أدنى حركة سياسية للرقابة الشديدة عليهم، ومنع الحركات السياسية لأهل السنة منعاً باتاً، وألقوا القبض على أبرز شخصيات أهل السنة ممن رأوا فيهم هذا الشعور والإحساس ولمسوا منهم النشاط السياسي كما سبق ذكر بعضهم.

    د - وجود الكفاءة الاقتصادية وأهل السنة كما سبق ذكره حرموا من حقوقهم الاقتصادية.

    هـ - البرلمان الإيراني وحرمان أهل السنة من العضوية فيه إلا أفراداً قليلين تريدهم الحكومة.
    ومعلوم أن البرلمان يتشكل من أكثر من ثلاثمائة مقعد على تقدير كل مائتي ألف لهم نائب واحد ينتخبونه من بينهم وعلى هذا فأهل السنة على أقل التقدير لا يقلون عن ثلاثين بالمائة وهم يستحقون تسعين مقعداً تقريباً في البرلمان، وقد حرموا من ذلك ولا يوجد لهم إلا اثنا عشر نائباً، وليس لهم أي وزن في البرلمان بل ويستغلون وجودهم لأهدافهم السياسية بما ينافي مصالح أهل السنة ويعرض حقوقهم لمزيد من الخطر والضياع.

    والشخص الذي يقول الحق ويطالب بالحقوق لا يمكن أن يستمر أكثر من مرة واحدة، ثم يتابع الشخص للقضاء عليه وتعذيبه وإهانته كما فعلوا مع الشيخ العلامة نظر محمد البلوشي الذي ألقي القبض عليه، وأدخل في أسوأ السجون.

    و - الإحصائية السكانية لا تظهر عدد المسلمين السنة في إيران لذلك من الصعب معرفة نسبة أهل السنة في إيران، إلا أن هذا معروف عند السنة من أن نسبتهم ليست بأقل من 14 مليون نسمة في إيران يعني 35% من السكان.

    ح - أن نسبة أهل السنة في الوظائف الحكومية تكاد تكون معدومة، وليس هذا فقط، بل يشغل الوظائف والمناصب الرسمية الرفيعة أفراد من طائفة الشيعة، حتى في أماكن الأغلبية السنية، فهذا الأمر الذي يتولد من جرائه الشعور باليأس والحرمان لدى أهل السنة.

    ط - تجري عملية إسكان الشيعة في الأقاليم التي يمثل أهل السنة فيها الأغلبية، وذلك بهدف تغيير الطابع السكاني لتلك الأقاليم.

    وأبدى بعض زعماء أهل السنة مخاوفهم من أن إقليمي كردستان وبلوشستان ستفقدان أهميتهما كمناطق لأهل السنة خلال العشر سنوات القادمة إذا استمر الوضع كذلك. وهذا التخطيط يساوي تخطيط اليهود في فلسطين.
    (ملاحظة) مع كل ما ذكرنا من التنكيل والتعذيب والحرمان السياسي والثقافي والديني لأهل السنة إلا أن أهل السنة يزداد تمسكهم بمذهبهم أكثر فأكثر، وبدأوا يحسون بالخطر المحيط بهم ويعرفون الأساليب الشيطانية الخداعة للآيات.
    وعكس ذلك تماماً الشيعة حيث تزداد بعداً عن المذهب يوماً بعد يوم، حتى أن كثيراً منهم تحولوا إلى السنة أو ركنوا إلى الإلحاد وذلك لأجل الضغوط والخداع الديني التي يشاهدها جمهرة الناس، وبدأوا يعرفون أن مذهب الشيعة مذهب لا أساس له وكله وليد الزمان وليس لها منهج معين، فلو حصل لأهل السنة مجال للدعوة واهتمام من جانب إخوانهم في العالم لتغيرت هذه المناطق إلى ما كان عليها أسلافنا قبل مجيء الصفويين، وليس ذلك على الله بعزيز...


    الخاتمة:
    نداء إلى مسلمي ا لعالم....
    إلى من المشتكى؟
    يا علماء العالم الإسلامي ويا دعاة الإسلام؟
    لو حصل اليوم للشيعة في أي بلد في العالم أقل ضغط لأقامت دولة إيران الدنيا ولم تقعدها حتى يهب كل الشيعة في العالم للقيام بالمظاهرات وأعمال الشغب. ولكن مع الأسف زعماء الدول الإسلامية يختارون الصمت عن ما يجري ويفضلون السكوت حتى عن التهديدات التي يطلقها الانتفاش الشيعي وانتفاخ دولتهم.

    وفي وقت كنا ننتظر أن يتدخلوا لمناصرتهم وكنا ننتظر أن يدافعوا عنا، ولو عشر ما يدافع حكام إيران عن شيعة الأحساء أو شيعة العراق أو شيعة الكويت أو شيعة باكستان.

    وا أسفا!... للنصارى دولهم التي تدافع عنهم وتناصرهم وتؤازرهم، وللشيوعيين دولهم، ولليهود دولتهم، وللشيعة دولتهم، أما المسلمون فلا بواكي لهم وحكومات العالم الإسلامي لو أخذتهم الغيرة على حرمات الله ومقدسات الإسلام لأوقفوا زحف النصرانية واليهودية والشيوعية والشيعة التي تكتسح العالم الإسلامي، فهل لا يؤمنون بأن الإسلام سيعود إن عاد أهله إليه أم يلتذون بالسكوت عن ما يجري ظناً منهم أنهم في مأمن منها... لا والله إن خطر الشيعة زاحف نحوهم ولا يوقفه إلا أحفاد المغيرة بن شعبة وربعي بن عامر رضي الله عنهم حاملي المصحف والسيف معاً، والقرآن الكريم حبب إلينا اللقاء وكره إلينا سكوت الأغبياء.

    وهذه هي أحوالنا وأوضاعنا نعرضها على إخواننا المسلمين في العالم وننادي زعماء المسلمين في العالم والسياسيين الذين يدعون حماية الحقوق البشرية ويدافعون عن المستضعفين والمقهورين في العالم، ويبدون نحوهم أسفهم وشعورهم وتعاطفهم أن ينهضوا بمطالبة الحكومة الإيرانية بمنح أهل السنة كامل حقوقهم وأن لا يلتفتوا إلى دعاوى الحكومة العارية عن الحقيقة.

    فنطالب من إخواننا أن يدافعوا عن إخوانهم أهل السنة وإعادة حقوقهم كاملة في جميع المجالات.

    ها نحن أوصلنا أصوات إخواننا وأخواتنا المكبوتة في سجن إيران الكبير إلى أسماعكم معذرة إلى ربنا، فالمسألة مسألة كفر، وإيمان، وشرك، وتوحيد، ولا عذر بعد العلم، اللهم فاشهد، وما علينا إلا البلاغ المبين {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين}.

    نسألك اللهم أن تهيء لنا من عندك فرجاً ومخرجاً، إنك على كل شيء قدير.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تقرير: أعداد كبيرة من شباب إيران تسعى للهجرة هربًا من القمع
    بواسطة أم مالك الأزدية في المنتدى الأحـ ـ ـواز
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: June 28th, 2009, 22:29
  2. بحة الصوت
    بواسطة المنتقد في المنتدى أبدان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: May 7th, 2009, 13:19
  3. مشايخ الشيعة: دعاوى الوحدة وحقائق الانقسام
    بواسطة سويد أسمر في المنتدى منتدى تبِعات الربــيع العــربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: March 27th, 2009, 13:32
  4. الشيخ الفوزان : لا يقال صاحب سنة
    بواسطة السلفية في المنتدى إفتاء
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: May 24th, 2008, 22:54

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا