قال صلى الله عليهوسلم:
" تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد: هل من داع فيُستجاب له، هل من سائلفيُعطى، هل من مكروب فيفرج عنه، فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له ... " (رواه الترمذي وحسَّنه
فيا صاحب الحاجَة..
ها هو الله جلَّ وعلا ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة.. يقترب منا.. ويعرض علينا رحمته واستجابته.. وعطفه ومودته.. وينادينا نداء حنوناً مشفقاً: هل منمكروب فيفرج عنه.. فأين نحن من هذا العرضالسخي!
قومي أيتها المكروبة.. في ثلثالليل الأخير.. وقولي: لبيك وسعديك.. أنا يا مولاي المكروبةُ وفرجك دوائي.. وأناالمهمومة وكشفك سنائي.. وأنا الفقيرة وعطاؤك غنائي.. وأنا الموجوعة وشفاؤكرجائي..
قومي.. وأحسني الوضوء.. ثمأقيمي ركعات خاشعة.. أظهري فيها لله ذلَّكِ واستكانتكِ له.. وأطلعيه على نية الخيروالرجاء في قلبك.. فلا تدعي في سويدائه شوب إصرار.. ولا تبيتي فيه سوء نية.. ثمتضرَّعي وابتهلي إلى ربكِ شاكيةً إليه كربك.. راجيةً منه الفرج.. وتيقَّني أنكِموعودة بالاستجابة.. فلا تعجلي ولا تَدَعي الإنابة.. فإنَّ الله قد وعدكِ إن دعوتهأجابك، فقال سبحانه : )أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُالسُّوءَ..( ثم وعدك أنَّه أقرب إليكِ في الثلث الأخير، فتمَّ ذلك وعدان، واللهجلَّ وعلا لا يخلف الميعاد.
ثمراتُ قيام الليلْ..
دعوة تُستجاب.. وذنب يُغفر.. ومسألة تُقضى.. وزيادة في الإيمان والتلذذ بالخشوع للرحمن.. وتحصيل للسكينة.. ونيلالطمأنينة.. واكتساب الحسنات.. ورفعة الدرجات.. والظفر بالنضارة والحلاوةوالمهابة.. وطرد الأدواء من الجسد.
فمنمنَّا مستغن عن مغفرة الله وفضله؟! ومن منَّا لا تضطره الحاجة؟! ومن منَّا يزهد فيتلك الثمرات والفضائل التي ينالها القائم في ظلمات الليللله؟!
فيا ربنا أعنا وتقبل منا.
مواقع النشر