السلام عليكم
(سبق) غزة: بينما كانت آخر دبابة إسرائيلية تغادر قطاع غزة صباح اليوم، معلنة إنتهاء العملية العسكرية التي بدأت أواخر الشهر الماضي، كان السكان يواصلون البحث عن المزيد من جثث الشهداء بين الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من القطاع.
ويواصل سكان غزة، رواية مشاهد من المجازر الإسرائيلي الدموية التي وقعت في القطاع.
وحصل "سبق" على شهادات من شهود عيان تؤكد استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليا.
وقال المواطن عماد صابر من مخيم جباليا في قطاع غزة لـ"سبق" أن إبنه أيوب أصيب بجراح خطيرة في إحدى الغارات الإسرائيلية على المخيم، موضحا أن الغريب هو طبيعة الإصابة التي تعرض لها وليست الإصابة نفسها، مشددا على أن الأطباء أخبروه أن ابنه أصيب بحروق شديدة وكان لافتا أن الحرق لم يكن على الجلد وإنما اختراق الأنسجة ووصل إلى العظام.
وأضاف صابر نقلا عن الأطباء تأكيدهم على أن مثل هذه الحروق لا يمكن أن تحدث إلا من خلال أسلحة محرمة دوليا قد يكون الفسفور من بينها.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمات دولية عدة اتهمت إسرائيل باستخدام قنابل فسفورية والتي تصنف من ضمن الأسلحة المحرمة دوليا، واعترف الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء باستخدام هذه القنابل إلا أنه نفى أن يكون استخدامها قد تم ضد الفلسطينيين بشكل مباشر، وإنما كانت تستخدمها الدبابات لصنع سحب من الدخان والتغطية على حركتها في الميدان.
من جانبه أكد الدكتور معاوية حسنين مدير الإسعاف في وزارة الصحة بقطاع غزة لـ"سبق" أن الكثير من الإصابات تثبت استخدام الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليا في غزة. موضحا أن الجثث التي كانت تصل المستشفيات الكثير منها تظهر عليها التشوهات، وكذلك الحال بالنسبة للجرحى، داعيا لضرورة فتح تحقيقات دولية بهذا الشأن، وتقديم قادة الاحتلال الإسرائيلي للمحاكمة.
وشدد حسنيين على أن الاحتلال ارتكب جرائم غير مسبوقة في غزة، أدت لسقوط 1323 شهيدا بينما تجاوز عدد الجرحى 5500 شخص، وبين أن الطواقم الطبية لا زالت تبحث بين الأنقاض عن مزيد من الشهداء والجرحى، وقال:" كل يوم تخرج الطواقم الطبية المزيد من الجثث، ولا تزال التوقعات قائمة بالعثور على أعداد أكبر من الشهداء، بسبب شدة الضربات الإسرائيلية.
ومع إكمال الاحتلال الإسرائيلي سحب دباباته أمس توافد المزيد من السكان إلى المناطق التي هجروا منها قسرا بفعل الضربات الإسرائيلية.
وقال سكان وصلوا إلى المناطق الحدودية التي كان يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي أن دمارا هائلا حل بالمكان، وتم تسوية الكثير من المنازل بالأرض.
وقال شاهد عيان يدعى أحمد غول (34 عاما) لـ"سبق" أن المناطق الحدودية التي انسحب منها الاحتلال اليوم بدت وكأن زلزال عنيف قد ضربها، ووجدنا مشاهد غير متوقعة من الدمار".
يأتي ذلك بينما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في بعض المناطق التي انسحب منها الاحتلال في قطاع غزة خاصة المناطق الوسطى، وعادت حركة السير إلى الشوارع مع انتشار المزيد من عناصر الشرطة التابعة لحكومة حماس المقالة، وبدت حركة السكان شبه اعتيادية، وفتحت المحال التجارية أبوابها بينما تدافع إليها آلاف السكان للحصول على موادهم الغذائية والتموينية.
ورغم حالة الهدوء التي تسود قطاع غزة اليوم، إلا أن حالة من القلق لا زالت تسيطر على السكان خشية معادة العمليات العسكرية مجددا في ظل التهديد الإسرائيلي المتواصل بهذا الشأن.
التعليق:
الصورة أبلغ من كل تعبير!!
كيف سيقضي هؤلاء الناس حياتهم في وسط هذا الدمار؟
اللهم انتقم ممن ظلمهم وبغى عليهم إله الحق
مواقع النشر