برلين (إينا) ـ استبعد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي أحد مرشحيه الفائزين بانتخابات ولاية برلين التي جرت الأحد الماضي من دخول كتلته البرلمانية، على خلفية إطلاقه تصريحات مسيئة للاجئين، وتمجيده للنازية، وفق تقرير بثه موقع "هافينغتون بوست".
وكان كاي نيرستايمر (52 عاماً) قد انتخب عبر الاقتراع المباشر في الدائرة الانتخابية "ليشتنبرغ 1" ببرلين بنيله 26٪ من الأصوات، ما يعني دخوله البرلمان بغض النظر عن النتائج التي حققها حزبه، التي بلغت في مشاركته الأولى مستوى قياسياً بلغ 14.2٪.
ونقلت صحيفة "بيلد" عن بياتركس فون شتورش، نائبة رئيسة الحزب قولها إنه "ليس لهذا الموقف مكان في كتلة حزب البديل"، رغم أن شتورش نفسها اشتهرت بمواقف متطرفة لا تقل عما فعل زميلها نيرستايمر، حين طالبت مطلع العام بإطلاق حرس الحدود النار على اللاجئين غير الشرعيين، حتى وإن كانوا أطفالاً أو نساء.
وذكرت الصحيفة أن قيادة الحزب في برلين ستتداول هذه الشأن مجدداً الأسبوع القادم، وأنه وفقاً لمعلوماتها سيتم دراسة طرد نيرستايمر من الحزب.
كاي نيرستايمر أحد مرشحي حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي
ونقلت صحيفة "أوسنابروكر تسايتونغ" عن رونالد غليسر، المتحدث باسم الحزب في الولاية، قوله الخميس 22 سبتمبر/أيلول، إنهم تحدثوا مع بعض لنصف ساعة ثم قدم نيرستايمر تنازله خطياً عن الانضمام لكتلة الحزب، التي سيصبح عدد أعضائها 24 بذلك.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله قيادي في الحزب ببرلين، الأربعاء الماضي، عن احتمال انضمام نيرستايمر للبرلمان عضواً مستقلاً دون أن ينتمي لأية كتلة.
وكان حزب البديل من أجل ألمانيا، المناهض للاجئين والإسلام، قد استفاد من موجة اللاجئين الأخيرة وتخويف المواطنين من آثارها، فحقق نتائج غير مسبوقة في انتخابات ولايتي مكلنبورغ فوربرمان وبرلين، متقدماً على حزب ميركل في الأولى، ومقترباً منه في الشعبية بين الناخبين في الثانية.
وتناقلت صحف محلية مثل "زود دويتشه تسايتونغ" عدداً كبيراً من الأقوال والدلائل التي تثبت تمجيد هذا العضو المثير للجدل للنازية وشتمه للاجئين.
وقد شبه نيرستايمر اللاجئين السوريين بـ"الآفات المقززة"، وطالبي اللجوء بـ"الطفيليات التي تتغذى على عصارة حياة الألمان".
وكان نيرستايمر عضواً في "رابطة الدفاع الألمانية"، التي صنفتها المخابرات الداخلية كمجموعة يمينية متطرفة.
وحاول المرشح الرئيسي للحزب في برلين غيورغ باتسديرسكي، بعد يوم من إجراء الانتخابات أن يدافع عن نيرستايمر زاعماً أنه أنهى نشاطاته مع الرابطة المذكورة بعد أن أصبحت مراقبة من قبل المخابرات الداخلية في بريمن.
وذكرت "زود دويتشه تسايتوتغ" أنه وفقاً لمعلوماتها، فقد كتب نيرستايمر لأعوام منشورات على حسابه بموقع فيسبوك، المحذوف حالياً، منشورات تحط من قيمة الإنسان، وأخرى تقلل من شأن جرائم ارتكبها النازيون، وتمجيداً لهم عبر تعليقات على صور ملتقطة لجنود الفيرماخت (اسم القوات المسلحة الموحدة لألمانيا من العام 1935 إلى 1945).
وعرضت لبعض الأمثلة، حيث كتب في 29 يونيو/حزيران 2013 يدافع عن مجرم الحرب النازي إيريك بريبكه الذي قتل في عام 1944 نحو 335 مدنياً، بينهم 70 يهودياً في إيطاليا، وحُكم عليه بالسجن المؤبد في روما خلال تسعينيات القرن الماضي، قبل وفاته لاحقاً، قائلاً إن أعضاء المقاومة الشعبية لا يحظون بحماية قوانين الحرب، وإن إطلاق النار عليهم قانوني.
وأشارت إلى فيديو نشره في التاسع من يونيو/حزيران الماضي عنوانه "كلها أكاذيب.. الأسباب الحقيقية لحرب 1939"، ونشر قبل يوم واحد من ذلك فيديو تم تداوله في أوساط القوميين اليمينيين ومناهضي السامية، عن مؤامرة يهودية مزعومة ضد ألمانيا، وتسببهم بالحربين العالميتين الأولى والثانية، وكيف أنهم "يعملون على التسبب بحرب عالمية ثالثة مستغلين طاعة الأغبياء لهم".
وكتب أيضاً في عام 2013 تحت صورة ملتقطة على الأغلب في الوقت الذي كانت تحكم فيه النازية، عشرات الشبان المرتدين بناطيل جلدية، باللغة الإنكليزية: "الشعب الألماني لتستيقظ أكثر"، مضيفاً: "الانتقام الألماني بدأ".
ونعت على صفحته بفيسبوك في عام 2013 كلاً من وزيرة الدفاع أورسولا فون ديرلاين ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير بالخونة.
ولا تعد قضية نيرستايمر الوحيدة في الحزب التي تربط بين أعضائه والنازية، حيث تحقق النيابة العام في ولاية سارلاند، بحسب ما أعلنت الخميس الماضي، بشأن بيع مرشحها الرئيسي في الولاية لتذكارات تعود للعهد النازية، كميداليات وعملات كانت مستخدمة في معسكرات الاعتقال النازية في متجر التحف الخاص به، وفيما إذا كان ذلك يشكل خرقاً للقانون.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عنه قوله إنه لم يعتقد أنه كان يخرق القانون ببيعها.
مواقع النشر