بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
إبرة الكورتيزون ...علاج سحري لآلام المرفق !
آلام للمرفق تزداد ببطأ مع الزمن
يتكون مفصل الكوع من التقاء ثلاثة عظام هي أسفل عظمة العضد والجزء العلوي من عظمتي الساعد اللتين تعرفان باسم عظمة الزنيد وعظمة الكعبرة. وحول هذه العظام تكون الأنسجة التي تكون الكيس المفصلي (Capsule) وبعد ذلك توجد الأربطة الجانبية والأمامية والأوتار والعضلات التي تربط هذه الأجزاء ببعضها البعض. ويتعرض مفصل الكوع أو المرفق لجهود جبارة ومتكررة عند الرياضيين وخصوصاً الذين يستخدمون أيديهم في الرياضة مثل كرة المضرب والشيش ورفع الأثقال والملاكمة وغير ذلك من الرياضات التي تتطلب تحريكاً مستمراً للكوع وإمساكاً قوياً وطويلاً للأجهزة الرياضية كمضرب التنس مثلاً. وقد أظهرت الدراسات أن معظم الآلام التي تحدث عند هؤلاء الرياضيين تكون ناتجة عن التهاب وتمزق مزمن في العضلة الجانبية المعروفة علمياً باسم (Extemsor Carpi Radialis Brevis) وهي عضلة قصيرة توجد على الناحية الخارجية للكوع مهمتها المساعدة على تثبيت المفصل بالاضافة على المساعدة في حركاته. وعندما تتعرض هذه العضلة للمجهود المزمن فإن أليافها تتمزق وتلتهب مسببة آلاماً شديدة في الناحية الخارجية للكوع وخاصة عند لاعبي التنس فيما يعرف علمياً بمرض (Lateral Epicandylitis) أو شعبياً عند عامة الناس وبين الرياضيين بمرض (Tennis Elbow).
الراحة أهم وأول خطوة على طريق الشفاء
المعرضون للمرض
على الرغم من أن هذا المرض يصيب الرياضيين بشكل رئيسي كما ذكرنا سابقاً، إلا أنه أيضاً يصيب الكثير من الناس الذين تستدعي أعمالهم أو نشاطاتهم اليومية والترفيهية الكثير من العمل والاجهاد لعضلات المرفق. فمثلاً عند الرسامين والسباكين والنجارين والكتّاب وأطباء الأسنان وغيرهم قد تحدث هذه الالتهابات نتيجة الاستخدام المفرط لعضلات المرفق. وغالباً ما يكون المريض أو المريضة ما بين سن الثلاثين والخمسين عاماً. كما أن الاستخدام الخاطئ للأجهزة الرياضية أو استعمال أجهزة رديئة الجودة يمثل عامل خطورة لحدوث هذا المرض. وفي بعض الناس قد يحدث المرض من دون أسباب أو مقدمات.
الأعراض والتشخيص
الأعراض تكون على شكل آلام في الناحية الخارجية للمرفق تزداد ببطء مع الزمن وتأخذ أسابيع لكي تشتد وقد تمتد لعدة شهور وتزداد مع استخدام اليد خصوصاً في الأعمال التي تتطلب شد القبضة أو ادارة ولوي الذراع مثل المصافحة وفتح الأبواب واستخدام المفكات لربط أو فتح البراغي مما يؤدي إلى ضعف في قبضة اليد وألم شديد عند استخدام الذراع. وفي الحالات الشديدة فإن المريض أو المريضة قد يشعر بآلام حتى ولو كانت الذراع في وضعية الراحة. وقد يحاول المريض ربط الآلام بإصابة معينة يكون تعرض لها قبل فترة من الزمن ولكن في الغالب لا يكون ذلك هو السبب. أما الفحص السريري الذي يقوم به الطبيب فيبين وجود آلام عند الضغط على الجهة الخارجية من المرفق وكذلك آلام عند عمل قبضة اليد في الذراع المريض وأيضاً ضعف في القبضة وتحدد في حركة المرفق. وبالنسبة للأشعة السينية فهي عديمة النفع في هذه الحالات لأنها تبين العظام فقط وهي سليمة عند هؤلاء المرضى حيث إن المشكلة تكمن في العضلات. أما اشعة الرنين المغناطيسي (MRI) وكذلك تخطيط الأعصاب (Elctyo myelograohy) فقد يلجأ إليهما الطبيب المعالج إذا ما كان هناك ثمة شكوك بأن الآلام التي يشعر بها المريض قد تكون ناتجة عن انقراص على الأعصاب الطرفية عند منبعها في العنق كما يحصل في حالات الإنزلاق الغضروفي في الفقرات العنقية أو إذا ما كان هناك شك بأن الآلام ناتجة عن التهاب الأعصاب الطرفية التي تمر حول المرفق. وفي بعض الأحيان قد يتم عمل تحليل مخبري لمعرفة مستوى حمض اليوريك في الدم أو لمعرفة عدد خلايا وكريات الدم البيضاء إذا ما كان هناك شكوك في وجود التهابات جرثومية. ولكن في الغالبية العظمى من المرضى والرياضيين لا تكون هناك حاجة لأية أشعة وفحوص ولكن يتم التشخيص بناء على معطيات الفحص السريري من قبل طبيب ماهر.
طرق العلاج
العلاج غير الجراحي يكون ناجحاً في أكثر من خمسة وتسعين في المئة من المرض وهو قد يتكون من جميع النقاط التالية أو من بعضها حسب حالة المريض:
١- الراحة: وهي أهم وأول خطوة على طريق الشفاء بإذن الله وذلك عن طريق التوقف عن ممارسة الرياضة والأعمال المجهدة لليد لبضعة أسابيع.
٢- تناول الأدوية التي يصفها الطبيب وهي عبارة عن أدوية مضادة
للالتهابات (Anti inflammatory Druga) وليست فقط مسكنة للآلام ولذلك يجب الحرص على استخدامها بشكل كامل ودقيق حسب تعليمات الطبيب. وعادة ما يتم صرفها لفترة تتراوح لمدة اسبوع أو اسبوعين وتأخذ عن طريق الفم ومن الأمثلة عليها عقار (voltari) و(Celebrex) و(ٍRofenac) وغير ذلك وهي كثيرة.
٣- تفحص وتعديل الأجهزة الرياضية عند الرياضيين مثل تعديل قبضة مضرب التنس أو حتى استخدام مضرب ألين من السابق أو أصغر من السابق ليتم تخفيف الضغط الناتج على المرفق نتيجة الاستخدام المتكرر له.
٤- العلاج الطبيعي: عن طريق استخدام الطرق التي تحد من الالتهاب وتنشط الدورة الدموية في المنطقة مثل الكمادات والموجات الصوتية (Ultia sound) والتدليك الخفيف وبعد ذلك يتم عمل تمرينات إطالة (Stretching) وتقوية (Strengechening) لعضلات المرفق لكي تقاوم الجهود المتكرر عليها في المستقبل.
٥- الربطة الطبية: يتم لفها بطريقة معينة على بداية الذراع وتؤدي إلى إراحة العضلات والأوتار وبالتالي تساعد على تخفيف الألم عند استخدام الذراع.
٦- إبرة الكورتيزون: علاج سحري في مثل هذه الحالات وذلك لأن مادة الديبوهيدرول المشابهة في عملها للكورتيزون ولكن بدون آثاره الجانبية هي مادة مضادة للالتهابات ذات قوة شديدة وركزة وتحقن في المنطقة الملتهبة تحت تخدير موضعي وتساعد على الشفاء بسرعة وفعالية مع تفادي الآثار الجانبية التي قد يسببها تناول الحبوب لفترات طويلة. وهذه الإبرة آمنة وليس لها آثار جانبية تذكر بإذن الله. وهي مفيدة جداً وخاصة في الحالات الشديدة والمزمنة.
٧- العلاج بالموجات والصدمات الصوتية: المعرف علمياً باسم (Extracorporeal shook wave therapy) ظهر في السنوات القليلة السابقة كطريقة لعلاج هذه الحالات وذلك بإرسال موجات صوتية للمنطقة الملتهبة مما يؤدي إلى حدوث زيادة في الدورة الدموية ويسارع من عملية التأم التمزق في العضلة وشفاؤها. إلا أن هذه النوعية من العلاج غير متوفرة في جميع المراكز ونتائجها غير مضمونة.
يصيب الكثير من الناس الذين تستدعي أعمالهم الاجهاد كأطباء الأسنان
التدخل الجراحي
نادراً ما يتم اللجوء إليه في الحالات الشديدة والمزمنة التي لا تستجيب للأساليب غير الجراحية والتي تمتد لفترة تتجاوز السنة وتسبب إعاقة جزئية للمريض أو المريضة. وقد يكون التدخل الجراحي عن طريق عملية جراحية يتم خلالها إزالة الأجزاء المريضة من العضلة ومن ثم إعادة ربط الجزء السليم من العضلة بعظام المرفق وهي عملية صغيرة يتم اجراؤها في أقل من ساعة واحدة ويمكن للمريض أو المريضة مغادرة المستشفى بعدها في نفس اليوم. وبعد الجراحة يتم وضع ربطة طبية على الذراع لمدة اسبوع أو أسبوعين وبعد ذلك يتم البدء في برنامج تأهيلي يتكون من تمارين إطالة وتقوية للعضلات. ولا يسمح للرياضيين للعودة إلى ممارسة الرياضة إلا بعد التأكد من اتمامهم للتأهيل في مرحلة ما بعد الجراحة والذي قد يستغرق بضعة أشهر. وبصفة عامة فإن هذه الجراحة ذات نسبة نجاح كبيرة بإذن الله.
التوصيات
يجب التنبه لأعراض هذا المرض وخاصة من قبل الرياضيين والمحترفين ويجب أخذ الخطوات اللازمة للوقاية منه عن طريق تقوية عضلات الذراع وإراحتها عند اللزوم. إما في حال حدوث المرض فيجب الإسراع في علاجه لكي لا يصبح مزمناً ولكي يتم تجنب الحاجة للتدخل الجراحي.
مع تمنياتى للجميع بالصحة والعافية ...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
مواقع النشر