وسط غياب الرقابة.. "غاز الضحك" يقتل طالبا في الجبيل
الجبيل - سعيد الشهراني (الوطن) : فيما شهدت ثانوية الأحساء بالجبيل الصناعية الأسبوع الماضي وفاة أحد طلابها نتيجة استنشاقه لـ"غاز الضحك"، أظهرت نتائج مسح ميداني أن 25% من طلاب المرحلة المتوسطة بالجبيل الصناعية يتعاطون هذا الغاز وسط غياب شبه كامل لدور الأسرة، والوعي الذاتي، والضوابط الأمنية والاجتماعية حول الظاهرة.
علب غاز الضحك معروضة في أحد محلات الجبيل (الوطن)
جاء ذلك خلال مسح أجراه الباحث صالح سفر الغامدي "ماجستير إدارة تربوية"، الذي توصل فيه إلى أن نحو 150 طالبا من أصل 600 تقريبا، اعترفوا بتعاطيهم غاز الضحك باختيارهم دون ضغوط، وقد تعاطوا هذا الغاز إما مرة واحدة أو عدة مرات، بعضهم ظهرت عليه أعراض عدم التركيز، نتيجة تكرار مرات التعاطي، حسب اعترافات الطلاب.
في الوقت نفسه استطلع الباحث آراء نحو 27 مدخنا حول أسلوب إشعال السجائر الذي يستخدمونه، فقالوا إنهم لا يستعملون هذا الغاز نهائيا، وإنما يستخدمون الولاعات ذات الاستخدام الآني.
نتائج مسح ميداني تكشف أن 25% من الأطفال يتعاطونه "عدة مرات"
خطورة الأمر دفعت الباحث إلى اصطحاب أحد الطلاب لبقالة الحي وأعطاه نقودا ليشتري علبة من غاز الضحك، ليتفاجأ من شرائه لها دون أي مسؤولية من البائع، وعندما استفسر الباحث من البائع ردّ بأن هذا الغاز مسموح بيعه من قبل وزارة التجارة، وليس عليه منع من قبل الجهات الأمنية.
يقول "ص. م" أحد المتعاطين لغاز الضحك، وهو طالب في الصف الثاني متوسط "أتعاطى هذا الغاز أكثر من مرة، ويعتريني شعور بالدوران وفقدان التوازن عقب استخدامه، وأعيش لحظات تشبه الإغماء، بعدها أشعر بخمول عام للجسم"، مؤكدا أنه من النادر أن يمنحه ذلك شعورا بالضحك.
وبين المواطن محسن الحارثي أن غاز البوتان المعروف بـ"غاز الضحك" يباع في علب صغيرة في البقالات بصورة طبيعية ضمن موقدات الفحم، بسعر سبعة ريالات، ويستخدم لتعبئة ولاعات السجائر.
من جانبه، أكد الأخصائي النفسي الدكتور أحمد الزومان أن "غاز البيوتان مركب كيمائي خطير، ويسمّى غاز البترول المسال، ويستخدم كعنصر أساس في صناعات البترول لإنتاج البتروكيماويات السفلى في التكسير البخاري، كما يستخدم في ملء ولاعات السجائر، وأيضا كمادة لدفع الرذاذ في المنتجات التي تعتمد على الرش بطريقة الرذاذ".
وأضاف أن "هذا الغاز يصنف من أخطر أنواع المواد المسببة لإدمان المواد الطيارة بالنسبة للأطفال من سن 8 إلى 16 سنة، وذلك لسهولة الحصول عليه، ولاحتوائه على مواد تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان شبيهة بالمواد المخدرة، بل إنها أكثر سرعة في التأثير؛ لأنها تدخل من الرئتين مباشرة إلى مجرى الدم من دون أن تمر على المعدة، وهذا ما يحدث لمتعاطي المخدر للحصول على النشوة المرغوبة، حيث يؤدي إلى اضطراب الوعي، ويوهم بالنشوة، وبالقوة أحيانا، كما يثير الجهاز التنفسي، ويؤدي إلى الكحة، وتنميل الجسم".
من جهته، أوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي لـ"الوطن" أن "الشرطة معنيّة بإجراءات الضبط الجنائي في القضايا التي تقع ضمن اختصاصها، والتي من شأنها تعمد التأثير على العقل كالمسكرات، أو استنشاق المواد الطيارة، وفي هذه الحالات يتم ضبط المتهم، واستيفاء الإجراءات اللازمة للحالة، ومن ثم إحالته لهيئة التحقيق والادعاء العام بحكم الاختصاص.
وأكد أن الجانب التوعوي بمخاطر هذا النوع من القضايا ومرتكبيه جانب مهم، مشيرا إلى أن شرطة المنطقة تسعى من خلال برامجها الوقائية التوعوية إلى تسليط الضوء على هذا النوع من القضايا.
مواقع النشر