الجزائر - (أ. ل. ج) : حققت الجزائر 50 بالمائة من مطالبها بخصوص اعتراف فرنسا بجرائمها وكل ما اقترفته خلال فترة الاستعمار، وقال وزير المجاهدين إن مواقف فرنسا تجاه تاريخ الجزائر بدأت تتغير بدءا بإلغائها مصطلح "أحداث الجزائر" واستبدالها بعبارة "ثورة الجزائر" وصولا إلى توجيهها دعوة لوزير المجاهدين، وهو اعتراف ضمني لها بفئة قاومتها خلال فترة الاستعمار، وفي السياق تعكف لجنة مشتركة جزائرية- فرنسية على معالجة الملفات المطروحة للنقاش والمتعلقة بثلاثية "الأرشيف والمفقودين والتفجيرات النووية".
أوضح وزير المجاهدين، السيد الطيب زيتوني، لدى نزوله أمس ضيفا على منتدى الإذاعة للقناة الأولى أن لجانا متخصصة تفرعت عن اللجنة المشتركة الجزائرية - الفرنسية التي تشكلت عقب الزيارة الأخيرة التي قادت الوزير إلى فرنسا، وتضم اللجان التي شرعت في العمل الجاد مع الأطراف الفرنسية المعنية مختصين وقانونيين ومفاوضين محنكين، لاسيما التابعون لوزارة الخارجية، يعكفون على دراسة الملفات الثلاثة التي قال الوزير إنها مرتبطة ببعضها البعض وهي المفقودين، الأرشيف والتفجيرات النووية.في السياق، كشف الوزير عن تنصيب خلية على مستوى دائرته الوزارية مكلفة بدراسة ملف تعويض ضحايا التفجيرات النووية التي أجرتها فرنسا في الصحراء الجزائرية من 1960 إلى 1966، موضحا أن مهمة هذه الخلية التي تتشكل من خبراء وأطباء ومحامين، تتمثل في الإيصال بالأطراف المعنية بغرض استكمال الملف وإيداعه لدى اللجنة المشتركة الجزائرية - الفرنسية التي أنشئت لهذا الغرض.. واصفا في السياق التفجيرات النووية برقان بـ"الجريمة الشنعاء التي لا تغتفر" ما تزال آثارها مستمرة إلى يومنا هذا على البشر والحيوان والبيئة.
الزيارة التي قادت وزير المجاهدين إلى فرنسا هي بمثابة الخطوة الجريئة، يقول السيد زيتوني، الذي أكد أن الجزائر دخلت في نقطة اللارجوع بفتحها للملف الاستعماري بالجزائر، مبرزا أن العلاقات الجزائرية - الفرنسية لن تكون ممتازة ما لم تسو الملفات العالقة المرتبطة بالثورة التحريرية والذاكرة الوطنية والمتعلقة خصوصا بالأرشيف والتعويض عن التجارب النووية والمفقودين والتي تم طرحها في الزيارة الأخيرة إلى فرنسا.
كتابة التاريخ من النقاط التي وقف عندها وزير المجاهدين الذي أكد إحصاء 1212 مركز تعذيب عبر الوطن بالاضافة إلى 1312 مقبرة مملوءة تحصي الواحدة منها نحو الـ1000 شهيد بالاضافة إلى تسجيل 13 ألف ساعة من الشهادات في خطوة ترمي إلى تاريخ الثورة وتقريبها من المواطن من خلال فتح متاحف خاصة عبر 22 ولاية في انتظار أن تشمل العملية باقي ولايات الوطن، حسب الوزير، الذي أكد أن المتاحف ستتخلى عن التوقيت الإداري وتفتح أبوابها بعد ساعات العمل وخلال نهاية الأسبوع بعد ضبطها لبرنامج تاريخي وتربوي وثقافي.
الأرشيف من الملفات الهامة التي تركز عليه وزارة المجاهدين التي شرعت في مفاوضات جادة بخصوصه، حسب السيد زيتوني، الذي أكد استرجاع كمية هامة من الأرشيف والوثائق من 12 دولة عربية وأجنبية، بالاضافة إلى الأرشيف الوطني الذي يتم التفاوض بشأنه مع عائلات جزائرية تنام على إرث تاريخي هام يتطلب جولات لإقناع مالكيه على تقاسمه وكافة الشعب الجزائري، أما عن الأرشيف الذي تسلمته الجزائر من فرنسا والمتعلق أساسا بخرائط القنابل، أكد الوزير أنه لا يصلح لتغير آثار وملامح العديد من المناطق المعنية مشيرا إلى أن أفراد جيشنا الشعبي قد تكفلت بتدمير عدد كبير منها.
الجزائر تطالب فرنسا بمعالجة ملفات التفجيرات النووية والمفقودين وطمس الأرشيف
الجزائر (CNN)— لم يخفّف وزير المجاهدين الجزائري الطيب زيتوني من لهجته تجاه فرنسا رغم زيارته لها في أول حدث من نوعه في تاريخ الجزائر، متحدثًا عن أن فرنسا "مطالبة بمدّ الجزائر بالأرشيف الوطني والكشف عن المفقودين وإقرار تعويضات عن التفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية".
وقال الطيب زيتوني خلال حضوره بمنتدى الإذاعة الجزائرية مساء أمس الاثنين، إن زيارته الأخيرة إلى فرنسا إثر دعوة من وزارة الدفاع الفرنسية تبقى "مؤشرًا جيدًا على وجود تباشير علاقة جديدة بين الطرفين فيما يخصّ الاستعمار الفرنسي للجزائر، غير أن ذلك لا يعني أن جراح الاستعمار ستندمل".
زيارة زيتوني إلى فرنسا تأتي أربع سنوات على توقيع "إعلان الجزائر" بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وقد أثمرت تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة الملفات العالقة بين الطرفين، إذ يطالب الجزائريون فرنسا بالاعتذار عن ما وقع إبّان استعمارها الجزائر، حيث وصل عدد القتلى الجزائريين إلى ما يناهز مليون ونصف وفق أرقام رسمية جزائرية.
وتحدث زيتوني عن أن بلاده لن تتنازل عن مبادئ ثورتها ضد الاستعمار الفرنسي، وأنها ستستمر في مطالبها الخاصة باعتراف فرنسا بما ارتكبته من جرائم خلال استعمارها للجزائر، وكذا تسليم فرنسا الأرشيف الجزائري الذي قال إنها لم تفرج عن 98 في المئة منه، لافتًا إلى أن هناك محاولات لتشويه الثورة الجزائرية بتحريف الأرقام والتركيز على "أفعال معزولة".
مواقع النشر