غزة - شينخوا : يعتصر قلب خديجة عرفات شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ألما قبل ساعات من إخراج رفاته من قبره لأخذ عينات منه لعلها تكشف ملابسات وفاته منذ ثمانية أعوام. وتعيش خديجة التي يتعدى عمرها 80 عاما مع مساعدة لها في شقة سكنية لأخيها محمود القدوة في مدينة غزة الذي يعيش خارج القطاع الساحلي.
وتقول خديجة وقد بدت عليها علامات التوتر في مقابلة مع
وكالة أنباء ((شينخوا))، إنها مازالت على موقفها الرافض لفتح قبر شقيقها الذي تعتبره "لا يخص العائلة فحسب بل أنه يخص جميع الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم سواء داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها".
وتضيف وقد بدأت دموعها تنهمر على وجنتيها " أبو عمار مات وهو الآن يرقد في سلام في قبره ، وكان من الأفضل أن ندعه يرقد بسلام".
وحددت السلطة الفلسطينية يوم غد الثلاثاء موعدا لفتح قبر عرفات لإجراء فحوص طبية على عينات من رفاته، بهدف التأكد من فرضية تسميمه، التي يحوم الشك الفلسطيني حول إسرائيل بالوقوف وراءها.
ووصل إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية وفود خبراء فرنسيين وسويسريين وروس للمباشرة بعملية أخذ العينات تمهيدا لفحصها. وعلى الرغم من أن خديجة شقيقة عرفات، إلا أن أحدا "لم يسألها عن رأيها في مسألة فتح القبر وأخذ العينات من رفات شقيقها" بحسب ما تقول.
وتضيف خديجة "لا يوجد أي تواصل بيني وبين القيادة الفلسطينية في الشؤون التي تخص الراحل ياسر عرفات، ولكن من ان الى اخر يجري بعض القادة اتصالات معي من باب الاطمئنان على صحتي".
وحول ما إذا كانت سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل التي رفعت قضية في العاصمة الفرنسية باريس التي توفي فيها عرفات اتصلت بها عند اتخاذها هذا القرار قالت خديجة، "منذ وفاة عرفات لم تجر سهى أي اتصال معها وهي تسمع عنها من خلال الإعلام فقط".
وكان ناصر القدوة ابن شقيقة عرفات عائشة قال في مقابلة سابقة مع ((شينخوا)) "من حيث المبدأ أنا ضد فتح قبر عرفات لأنني متشكك من مدى فائدة هذه الخطوة بعد ثمانية أعوام على وفاته، ومتشكك أكثر بشأن فاعلية الخطوة لتقديم دليل على أمر بات مؤكدا للجميع".
وأضاف القدوة، أن ما تطالب به العائلة "ليس إثبات الحقيقة، بل البدء باتخاذ إجراءات لتحميل إسرائيل المسئولية عن اغتيال عرفات بشكل مباشر، لكن إذا طلبت الأطراف الدولية إجراءا قانونيا أو أي دليل إضافي لإثبات ذلك سنعمل على استخراج الرفات وتشريحها للتوصل إلى نتائج حقيقية لمحاسبة القتلة".
وتعكس الخلافات داخل عائلة عرفات حالة الهوة التي تفصل مواقف الأطراف المعنية بالقضية، خصوصا بالنسبة لأرملته وابنته اللتان تقيمان خارج الأراضي الفلسطينية منذ وفاته.
وأقرت النيابة العامة في باريس بناء على طلب سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل إرسال وفد قضائي فرنسي إضافة إلى وفد من الخبراء إلى مدينة رام الله للتحقيق في ملابسات وفاة عرفات.
وأشار اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في ملف وفاة عرفات بهذا الصدد، إن لجنته اتفقت مع وفد التحقيق الفرنسي على عدم جواز قيامه بالتحقيق مع أي فلسطيني موجود تحت السيادة الفلسطينية. وأضاف الطيراوي، أن اللجنة سمحت للوفد القضائي الفرنسي بحضور جلسات التحقيق التي تجريها النيابة الفلسطينية لأخذ إفادات، وإن أرادوا أن يوجهوا سؤالا يجب عليهم أن يقدموه مكتوبا للفلسطينيين ويقوم المحقق الفلسطيني بدوره بطرح السؤال.
وتساءلت خديجة، "إن كان فتح قبر عرفات وأخذ عينات من رفاته سيفيد بشيء، وإن عرف الفاعل كيف ستثبت التهمة عليه، وهل ستتم ملاحقته، وهل سيتم الإعلان عنه أمام العالم؟!!".
وتجدد الجدل بشأن وفاة عرفات في الثالث من يوليو الماضي إثر معلومات نقلتها قناة (الجزيرة) القطرية في فيلم وثائقي أورد أن معهد الإشعاع الفيزيائي في لوزان اكتشف "كمية غير طبيعية من مادة (البولونيوم) الإشعاعية في أمتعة عرفات.
وتوفي عرفات في ظروف غامضة بينما كان يتلقى العلاج في مستشفي (بيرسي) العسكري في فرنسا في 11 نوفمبر 2004، دون أن يثبت وجود آثار سموم واضحة في جسمه ، كما أن جثته لم تخضع للتشريح.
وترى خديجة، أن مسألة نبش قبر عرفات وأخذ عينات من رفاته من شأنها أن تضع الشعب الفلسطيني في "متاهة لأنه كان مرحلة وانتهت".
وتشدد شقيقة عرفات، على ضرورة أن يعيش أبناء الشعب الفلسطيني حاضرهم وينظرون إلى مستقبلهم بالعمل والإنتاج، مستشهدة بعبارة كان يرددها الرئيس الراحل وهي " أن الشعب الفلسطيني إذا لم يحب نفسه ويحب الناس فيه بعضهم بعضا لن تكون هناك فلسطين".
مواقع النشر