السلام عليكم
تزايد أعداد الإناث المسترجلات المعروفات بـ"البويات" في السنوات الأخيرة بكثافة ، وأصبحن يشكلن ظاهرة في المجتمع ، لاسيما في الأماكن المكتظة كالمدارس والكليات ، وتبرز بجلاء في الجامعات لتدني هيبة الإدارة فيها مقارنة بالمدرسة .
ويعزو المختصون انتشار الظاهرة خلال العقدين الأخيرين إلى ظهور الكثير من العوامل المثيرة للرغبات الجنسية كالقنوات الفضائية والانترنت والهاتف الجوال. "سبق" حاولت سبر غور هذه المشكلة بالحديث مع عدد من الطالبات و"البويات" ،وكذلك مع المختصين والمختصات في علم الاجتماع الذين بينوا أن 70% من الفتيات الشاذات جنسيا لا يرغبن في تعديل وعلاج سلوكهن ، وحملوا الأسرة مسؤولية انتشار المشكلة الدخيلة على مجتمعنا ، موضحين أن الإعجاب بين الفتيات الذي تنطلق شرارته خلال المرحلة المتوسطة ومع سن المراهقة، يقل تدريجيا في الثانوية.
" منى عبدالله " طالبة في كلية الآداب بالدمام تصف علاقة البويه مع من تتخذها عشيقة لها قائلة: نراها تحتضنها وتقبلها بصورة علنية ، وتدافع عنها دفاعا ً مستميتا .ً وتقول منى عبدالله ان إحدى البويات سمت نفسها "مهند" ،وأصبح بقية الطالبات ينادينها بهذا الاسم ، كما أنها تتخذ بنت أخرى خليلة لها تجلس بجانبها ،إضافة لكونها تمارس معها أمور مخجلة وبشكل علني .
وتتطرق منى عبدالله إلى الجهد الكبير الذي تضطلع به إدارة الكلية لمحاربة هذه الظاهرة ، عبر المحاضرات الإرشادية ، حيث عقدت أكثر من ندوة إرشادية خاصة للتحذير من ظاهرة الإعجاب بين الفتيات ،إلا أن ذلك لم يكن مجديا .
وتبين أن بعض الممرات الضيقة والزوايا ودورات المياه أصبحت شاهدا ً على ممارسات مقززة تمارس يوميا بين عدد من فتيات الكلية .
وذكرت أن إحدى جامعات العاصمة فصلت طالبتين وحرمتهما من إكمال الدراسة،بسبب مجاهرتهما بتصرفات لا أخلاقية في الحرم الجامعي وممارستهما نوعا من أنواع الشذوذ في الفناء وأمام أعين الطالبات
"سبق" اتصلت بإحدى الطالبات المسترجلات و التحدث معها حول المشكلة ، الا انها تخوفت من الحديث لجهة إعلامية ، وبعد أن لقيت تطمينات المحرر باحت الطالبة "م. ع" ما يدور في نفسها وقالت: "لدي شعور تجاه إحداهن مليء بالحب والإعجاب ... لقد مللنا من عاطفة المرأة تجاه الرجل ، لماذا لا نغير، أنا معجبة بها فقط ،أنا لست شاذة كما يعتقد الجميع" .
سألناها هل تعرفين " بويات " مثلك يمارسن الشذوذ فأجابت : " نعم أعرف كثيرات يمارسن الشذوذ لأنهن لا يستطعن التحكم بعواطفهن والتوقف عند الإعجاب مثلي ... لا تلومهن.. الحب وما يفعل ....!!! "
ظاهرة أم خلل أخلاقي عارض
يرى المستشار التربوي الدكتور محمد آل خريف أن افتقارنا لمراكز أبحاث علمية تعنى بدراسة ورصد تلك المشكلات، تسبب في غياب المعلومات والإحصاءات الدقيقة التي نعتمد عليها في معرفة حجم المشكلة، وما إذا يمكننا الجزم بوصولها إلى حد الظاهرة. ويقول الأكاديمي والتربوي زهير الشهري نستطيع أن نتحدث عن هذا الخلل الأخلاقي المتمثل في ظاهرة "البويات" أو الفتيات المسترجلات ؛ لأنها حالة موجودة، وإغفالها أو تجاهلها لا يعدو عن كونه إدعاء للمثالية ، أو عجز أو هروب من المشكلة حتى أن البعض لا زال يصفه بأنه مجرد مظهر للتمرد مرتبط بفترة المراهقة .
70% يرفضن العلاج
وكانت عضو الجمعية السعودية للسنة النبوية فوزية الخليوي قد أعدت تقريرا ً مفصلا ً حول " المسترجلات " نقلت فيه بعض الإحصائيات تضمن عدد منها الأتي:
- تأكيد مدير إدارة التربية والتعليم "البنات" في منطقة الرياض الدكتور إبراهيم العبدالله انتشار ظاهرة "الإعجاب بين الطالبات" في مرحلة المتوسطة، مشيراً إلى أنها تقل تدريجاً في المرحلة الثانوية، وقال إن ذلك "يرجع إلى طبيعة المراحل العمرية، وما يميزها من سرعة التأثر، واكتساب السلوكيات المختلفة " - جريدة الحياة- 17/06/06
- تحذير الدكتور عبد الله يوسف أستاذ علم الاجتماع في ورقة عمل شارك بها في ندوة نظمتها جمعية النهضة النسائية الخيرية السعودية يوم 3-4-2006 من التحرش الجنسي المثلي في أوساط المراهقين والمراهقات مستشهدا بإحصاء لوزارة التربية والتعليم يفيد بأن القضايا الأخلاقية تأتي في المركز الثاني بعد السرقة بنسبة 19 في المائة بين الذكور، وذكر أن الإحصاء نفسه أشار إلى أن العلاقات السحاقية في مدارس البنات تمثل 46% من الممارسات التي تصنف على أنها قضايا أدينت فيها الفتاة.
وفي نتائج بحث قوقل السعودية نجد النتائج التي تظهر لنا حينما نبحث عن كلمة بويات نجد النتيجة "113.000 نتيجة بحث" وحينما نبحث عن كلمة بوية نجد النتيجة "443.000 نتيجة بحث".
يقول الدكتور محمد آل خريف: "تشير بعض الدراسات إلى أن 70 % من الفتيات الشاذات جنسياً لا يرغبن في تعديل وعلاج سلوكهن المنحرف، خاصة اللاتي مارسن الفعل لوقت أطول، لقناعتهن بأنهن لا يحسن سوى هذا النوع من الممارسة، لتحصيل المتعة والإشباع الجنسي ،حتى أن بعضهن يصل إلى حد فقدان الميل الجاذب للرجل، والاكتفاء بهذا الميل الشاذ المثلي لبنات جنسهن ".
الشذوذ الجنسي يبدأ من الإعجاب
ويتفق المختصون أن الفتاتين تصلان إلى مرحلة الشذوذ الجنسي الحقيقية بعد مشاعر إعجاب غير طبيعية وزائدة عن الحد المعقول بينهن،ويقول الدكتور محمد آل خريف لاشك أن "الشذوذ" يمر بمراحل تبدأ بالإعجاب بالمظهر الخارجي كاللباس أو الجمال أو السلوك والتعامل،ثم تتطور إلى نوع من التعلق الذي قد يكون من طرف واحد، أو يكون تعلق متبادل وهو الأخطر يعتمد هذا التحول من الإعجاب إلى العشق، ومن ثم الممارسات الجنسية الشاذة على نوع العلاقة، وشخصية كل من طرفيها، فإذا كانت الفتاة المعجبة تعاني من سلوك فيه ميل ذكوري نحو الفتاة الأخرى نتيجة لزيادة هرمونات الذكورة، أو لتعرض المعجبة لحالة تحرش أو ممارسة جنسية مبكرة، أو نتيجة لتربية أسرية غير سوية، فإنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى ممارسات جنسية شاذ .
ويؤكد الأكاديمي زهير الشهري أن قضية الإعجاب ربما تجر إلى الشذوذ الأخلاقي، إذا تجاوز هذا الإعجاب الحدود المعقولة، وخرج عن إطاره المعروف ، لأن عمق الإعجاب في النفس يؤدي إلى فقدان العقل والعاطفة درجة السيطرة على النفس، وعلى المشاعر فترتكب الأخطاء التي قد تصل إلى مرحلة الشذوذ، وقد تبرر هذه الأخطاء بمبررات الظروف الأسرية والاجتماعية والنفسية وغيرها.
السحاق مشكلة وافدة أم ناشئة ؟
يقول الدكتور محمد آل خريف: "المشكلة معروفة منذ القدم، وتحدث الفقهاء عنها تحت مصطلح السحاق ،وبينوا أحكامها الشرعية ولكن تطور أساليبها والعوامل المؤثرة فيها تشتمل على جوانب محلية وجوانب وافدة ودخيلة وعليه لا يمكن القول بأنها محلية بقدر ما هي ظاهرة عالمية حتى غدت لها جمعيات،وجماعات تتكاتف لنصرة قضاياها فيما يعرف بالمثليين ".
ويرى انه لا يمكن التصدي لهذه المشكلة في ظل هذا الواقع ،عن طريق العزل أو المنع ،فهذا لن يتهيأ مطلقاً بعد مسارات الانفتاح ، بل هو في تزايد مضطرد وإنما الأمر برمته يحتاج إلى دراسة علمية شاملة من قبل فريق عمل مؤهل يجمع المعلومات والإحصاءات اللازمة ومن ثم يخضعها للدراسة والتحليل ويضع بناءً عليها الحلول والمعالجات اللازمة , وإلا فإن الجهود ستبقى عشوائية وفردية لن تفلح في مواجهتها وقد يأتي وقت نجدها قد استشرت بما يفقدنا السيطرة عليها وقد كان بالإمكان معالجتها في مراحلها الأولى.
ويرى الأكاديمي زهير الشهري انه من الصعب أن يجزم أحد هل هذه المشكلة ناشئة أم دخيلة ، فالنشوء ممكن مع وجود حالات الجفاف العاطفي ووجود المشاكل الأسرية والطلاق وعدم العدل بين الأبناء ، فإمكانية نشؤ حالات الإعجاب ممكنة، مادام أسباب وعوامل أمكانية حدوثها متوفرة ، وفي نفس الوقت قد تكون من حالات الإعجاب دخيلة من خلال وسائل الإعلام المختلفة خاصة الفضائيات ، وقد تكون هذه المشكلة الدخيلة داعمة لظروف وعوامل أسرية واجتماعية جعلتها ناشئة " .
دور الإعلام
وألقى الدكتور محمد الخريف باللائمة على الإعلام المختلف في انتشار المشكلة ، لبثه المواد القبيحة المثيرة للرغبات الجنسية التي تفسد القيم والأخلاق.
وأبدى مخاوفه من أن تتحول المشكلة من سلوك فردي غير منظم إلى تشكيلات جماعية تدعو له ،وتتبنى توجهاته بشكل يدعم مقومات هذا السلوك معنوياً وسلوكياً، كما هو حاصل في الغرب وبعض بلاد الشرق ،عندها لا تسل عن انجراف في وحل الخطيئة والرذيلة لا يمكن ردمه .
دور الأسرة
وحمل الدكتور محمد آل خريف الأسرة مسؤولية انتشار المشكلة في المجتمع قائلا:" لاشك أن الأسرة تعد المحور الأول والأساسي في الوقاية من تلك المشكلة ،عن طريق التربية السليمة للبنات والبنين، فلا يمكن أن تندفع الفتاة التي تعيش في أسرة تنعم بالاستقرار العاطفي والنفسي والتربية الدينية المتوازنة إلى الإعجاب بفتاة أخرى، لأنه تحقق لها الإشباع العاطفي وتوفر لديها الردع الإيماني عن السقوط في وحل هذا السلوك المرضي، فكثير من الفتيات اللاتي يقعن في هذا السلوك يعانين من شح عاطفي وانحراف تربوي داخل الأسرة".
وأضاف:" حينما تكون الفتاة محرومة من الحنان ومن التواصل التربوي داخل الأسرة ،ومن الحب الإيماني الأخوي المنهجي الصحيح فإنها ستطلبه خارجها وبأساليب غير سوية ومع خطورة تكوين علاقات غرامية مع الشباب الذكور ،ومع ميل عاطفي لدى بعضهن لبنات جنسهن بسبب عوامل مختلفة فإنها ستقع في هذا السلوك لا محالة لتفرغ عاطفتها المتأججة، وتشبع جوعها العاطفي المتزايد" .
وأيد الأكاديمي زهير الشهري الدكتور آل خريف فيما ذهب إليه حول دور الأسرة في تطويق ظاهرة العجاب بين الفتيات قائلا :" للعائلة دور في مواجهة المشكلة من خلال اكتشاف الحالة خاصة من قبل الأم ، لاسيما في مرحلة المراهقة التي تبدأ فيها الهوية الجنسية ،والتي تختلف طبعاً عن الجنس البيولوجي،ويتحدد مسارها نحو الاتجاه الصحيح أو الانحراف ويتم ذلك للأسرة من خلال المتابعة والملاحظة لتصرفات الفتاة بشكل دقيق " .
ويحمل الدكتور آل خريف الأسرة مسؤولية العلاج أيضا ً فيقول : "على الأسرة واجب متقدم على دور أي جهة أخرى، في معالجة وضع الفتاة التي وقعت في هذا السلوك، وهذا يعتمد على مستوى العلاقة ومراحلها فإذا كانت مقتصرة على الإعجاب فحسب فهذه قد تكون مواجهته أيسر من معالجة الوضع عندما يتجاوز ذلك إلى العشق ،ومن ثم الممارسات الجنسية المتبادلة ،وعليه فإن الأسرة مطالبة بأن تكتشف هذه الحالة في وقت مبكر وهذا لن يتأتى إلا لأسرة حريصة ومتابعة لأفرادها ،وتبدأ المعالجة بأن تكون ردة الفعل هادئة وحكيمة بعيداً عن التعنيف والتحقير، فالفتاة التي تعيش هذه الوضع ، بحاجة ماسة إلى إشباع بديل يحقق لها التواصل المنشود وفق سياقات حب مشروعة وسوية ،والأسرة هي القادرة وحدها على توفير هذا الحب البديل، بالاحتواء العاطفي الرحيم والتوجيه الرفيق، مع إبعاد جميع المؤثرات السلبية التي كانت سبباً في دفع تلك الفتاة لهذا السلوك مع التواصل مع المؤسسات المعنية للمساعدة في تكامل الأدوار من أجل المعالجة الشاملة لهذه المشكلة، فمهما كانت إمكانات الأسرة لا يمكن أن تتولى المعالجة لوحدها . فمثلاً لو كانت المشكلة داخل المدرسة مع طالبة أخرى أو معلمة فإنه يلزم التواصل بين الأسرة وإدارة المدرسة والمرشدة الاجتماعية داخل المدرسة لاحتواء القضية ومعالجتها منذ بدايتها " .
واتفق معه الأكاديمي زهير الشهري على أن العلاج يبدأ من داخل الأسرة قائلا:" الدور العلاجي للأسرة يتم من خلال تحديد ووصف هذا الخلل وأسبابه الموجدة والمعززة له ، وإثارة التساؤلات مثل : "هل للأسرة أو صديقات الفتاة دور في هذا الانحراف ؟ وهل هناك مؤثرات فكرية وثقافية من مصادر أخرى ، إعلامية أو انترنت ؟ ثم العمل على احتواء الفتاة ، والاستماع لشكواها ، وتعزيز مميزاتها الأنثوية ، وإحياء الجانب الروحي من خلال تذكيرها بالله عز وجل وما أراده من خلق الفتاة والتحذير الديني من تشبه النساء بالرجال ، بطريقة تصل إلى الفكر والوجدان ، ويمكن الاستعانة أو الاتصال بالمتخصصين في العلاج النفسي أو التربية " .
التعليق:
ربما كان من جملة أسباب هذه الظاهرة المنتشرة مايلي..
1- ضعف التربية الإيمانية عند الأسرة.
2- التأثر بوسائل إعلام ومواد إعلامية فاحشة حتى في وطننا العربي وحتى على مستوانا المحلي.
3- تأخر سن الزواج وشدة صعوبة التكاليف.
4- فقدان العاطفة في البيت بين الأب والأم وبنتهما.. حيث تظل فقط مجرد توفير متطلبات دون اشباع غرائز العاطفة بالحب والتوجيه.
5- عدم الاهتمام بالصداقات خصوصا في أوساط النساء.
6- مظاهر التكشف والعري في بعض المناسبات بين النساء بحجة أنه لايوجد رجال فيكون هناك تبسط في اللباس قد يكون فاضحا أو واصفا لمفاتن الجسد فينشأ عند بعضهن مبدأ الإعجاب وهو أول المشكلة.
ربما ستكون هناك أسباب أخرى أحتاج أن أبحث عنها
بانتظار تفاعلكم
مواقع النشر