--------------------------------------------------------------------------------
لاشيء يؤسف عليه إذا انتحرت المعاني الجميلة, ولا ثمّة سعادة إذا وأدت الكلمة الطيبة الرقيقة وسوف يزهد في الحياة متى ما أصبحت العواطف تساق في دروب مخيفة أظلمتها القسوة وأوعرها الجحود وضيقها سوء الأخلاق, هي بيوت بلا أعمدة وهن زوجات كالورد يذبلن مع الوقت وهم أزواج مع وقف التنفيذ طلقوا زوجاتهم ليس الطلاق المعهود, بل هو أشد خطراً منه وأعظم جريرة وجرماً منه إنه الطلاق العاطفي, نساء محطمات مازلن يبحثن حائرات عن بقايا أشياء قتلت فيهن, أشجار تموت واقفة ولا راحم أو شفيق, تخيّلت هذا الزوج جدولاً رقراقاً من الود, موجة قادمة من محيط العشق, رسمته خيوط فجر حالم, وإشراقة شمس حانية, شاعر يكتب فيك أرق الكلمات, وموسيقار يعزف أجمل الألحان! وإذا به صحراء قاحلة ودروب مظلمة... هو قاتل المعاني وسارق البسمة.. وهو جلاد الرقة والعذوبة وهو من يزهق روح تلك الزهرة الجميلة!
هو بلبل صداح حالم لكنه لا يستطيع أن يغرد إلا في بساتين غناء!
ولن يطرب ما دام أسيراً في أقفاص من الجفاء والكره!
كم بح صوت كثير من النساء من نداءات الحب!
كم تحجّرت دموعهن من الهجر والصدود!
أزواج قد أصبح الحب عندهم عيبا, والحنان منقصة, أشباه رجال لا يرون العلاقة الزوجية سوى غزيرة وعادة لا أكثر!
فهلا كان لنا في الحبيب بأبي هو وأمي رسول الله صلى الله وسلم عليه قدوة حسنة ومنهجاً يستضاء به في معاملته لأزواجه وكيف كانت بيوته تشعّ بالرحمة ويجلل أركانها الحب والود والرحمة
ومضة برق
منقول
مواقع النشر