الدوحة - الأناضول : اعتبر محللون سياسيون خليجيون أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للسعودية والإمارات وقطر، أسهمت في تغيير الموقف الأمريكي من الأزمة السورية، ولا سيما من قضية تسليح المعارضة، فيما رأوا أنه لم ينتج عن الزيارة أي جديد على صعيد القضية الفلسطينية أو الملف النووي الإيراني.
ط²ظٹط§ط±ط© ظƒظٹط±ظٹ ظ„ظ„ط®ظ„.jpg
وغادر كيري اليوم الدوحة متوجهًا لواشنطن، بعد زيارة للمنطقة شملت أيضًا كلاً من السعودية والإمارات، واستمرت على مدار 4 أيام، بحث خلالها مع المسئولون في الدول الخليجية الثلاث القضايا الإقليمية وعلى رأسها الملف النووي الإيراني والأزمة السورية والقضية الفلسطينية.
وعن تقييمه لما أسفرته عنه جولة كيري بالدول الخليجية، قال المحلل السياسي والكاتب السعودي خالد الدخيل في تصريح لمراسل الأناضول: "بالنسبة للملف النووي الإيراني لا يبدو أن هناك شيئًا جديدًا معلنًا في موضوع الموقف الأمريكي منه، ولا تزال هناك ثغرة فيما يتعلق بهذا الموضوع وهو أن دول الخليج خاصة السعودية باعتبارها الدولة الخليجية الأكبر ليست طرفًا في المفاوضات مع الإيرانيين، مع أن دول الخليج مجاورة لإيران وهي أول من سيتأثر بهذا البرنامج النووي سواء كان سلميًا أم عسكريًا، ومع ذلك مازالت مستبعدة من المفاوضات".
وبين أنه "كان يجب أن تشمل مباحثات كيري خلال جولته مسألة تمثيل الخليج أو السعودية في المفاوضات الجارية مع إيران بشأن ملفها النووي".
ولفت في هذا الصدد إلى أن "ألمانيا وهي ليست عضوًا دائمًا في مجلس الأمن وهناك آلاف المترات تفصلها عن المنطقة ومع ذلك فهي طرف في المفاوضات، بينما دول الخليج ليست طرفًا بها"، مضيفًا "ومع ذلك هذه النقطة لم يتم التطرق إليها، وتم ترديد نفس الكلام في هذا الشأن".
ولكن الدخيل لفت إلى أن "وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ألمح لكيري عدم وجود رضى من بلاده على سير المفاوضات مع إيران بالطريقة التي تسير بها الآن، حيث قال إنه إذا سارت المفاوضات مع إيران بهذا الشكل فسوف نجد أنفسنا أمام سلاح نووي إيراني".
واعتبر أن هذا التصريح يشير إلى أنه "تم التطرق للتحفظ السعودي على طريقة المفاوضات الحالية خلال مباحثاتهما المغلقة وأن هذه الطريقة لا تؤدي إلى النتيجة المرجوة".
أما على صعيد القضية الفلسطينية - يكمل الدخيل - فإن السعودية رتبت لقاءً في الرياض بين جون كيري والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكن لم يتم الإعلان عن فحوى المباحثات التي جرت بينهما، ولا سيما أن الرئيس الأمريكي قادم إلى المنطقة خلال أسبوعين لزيارة إسرائيل.
ورأى الدخيل أن التغير الوحيد الذي تم خلال الزيارة كان بالنسبة للملف السوري، وخصوصًا مسألة تسليح المعارضة.
وقال في هذا الصدد: "حدث تغير في الموقف الأمريكي، وكان هناك تغيرات في لهجة وزير الخارجية الأمريكي عندما جاء للرياض وعندما ذهب إلى الدوحة وبدا أكثر انفتاحا لعملية تسليح المعارضة لكن على أساس أن يتركز التسليح أو المساعدات العسكرية للقوى المعتدلة من المعارضة والتأكيد على ألا تذهب هذه المساعدات (للقوى المتطرفة)- كما يسميها- ، وهذا حديث عادة كان الأمريكيين يتفادون تناوله مباشرة".
وبين المحلل السياسي السعودي أن هناك استعدادا للتغير في هذا الاتجاه، وهذا التغير حدث خلال المباحثات في السعودية وقطر.
واتفق معه في الرأي محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، الذي أكد في تصريح لمراسل "الأناضول" أن زيارة كيري لم تحمل أي جديد ولم يسفر عنها أي جديد على صعيد الملف النووي الإيراني أو القضية الفلسطينية .
وتابع: "ولكن الجديد في الزيارة كان ظهور بوادر تغير في الموقف الأمريكي مما يجرى في الساحة السورية بعد ما استمع إليه كيري خلال جولته في دول مجلس التعاون ، ولاسيما في السعودية وقطر".
وقال المسفر إن "كيري سمع كلاما محددا في السعودية بأن نظام الأسد لم يعد يحظى على شرعية البقاء وأنه لا بد من هزيمة هذا النظام ونقل السلطة للشعب السوري لاختيار نظام الحكم الذي يريده".
كما أنه استمع في قطر- بحسب المسف ر- كلاما لم يسمعه من قبل من رئيس وزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم قال خلاله إن الأسد "أصبح هو الإرهاب، ومعنى ذلك أنه يلقي باللائمة على الدول الأوروبية في محاولة وضع الإرهاب في بلاد الشام على جماعات المقاومة او الجماعات الثورية التي تناوئ النظام القائم في سوريا وهذه نقطة جديدة ، وخصوصا أن تنظيم النصرة السوري موجود على قائمة الإرهاب التي تعتمدها أمريكا".
وأضاف المسفر أنه "يبدو من تصريحات كيري التي جاءت من الرياض ومن الدوحة أن هناك التفاتة لخطورة الوضع في سوريا وان هناك لمحة تغيير في المواقف، لا سيما أن جون كيري قال إن هناك عوامل أخرى يمكن استخدامها ويمكن وضعها في مواجهة النظام السوري".
وأشار المسفر أيضا إلى أنه "كان هناك تغير في الموقف الأمريكي فيما يتعلق بمسألة تسليح المعارضة، حيث لوح كيري بالسكوت عن عملية التسلح الجارية بطرائق مختلفة، كما ألمح أنه من ضمن العوامل الأخرى التي قد تتخذها أمريكا عملية تسليح المعارضة بأسلحة متطورة في مواجهة تطور الأسلحة التي يستخدمها النظام السوري".
وقد أعطى كيري – بحسب المسفر - إشارة بأنه يمكن القيام بذلك إذا كان هناك طمأنينة بوصول هذه الأسلحة إلى القوى المعتدلة، وهذا تغير جاء بعد مباحثاته بالخليج، حيث كانت أمريكا في السابق ترفض تسليح المعارضة.
مواقع النشر