يعد مركزا الثنية وتبالة غرب محافظة بيشة من المراكز الإدارية المهمة، حيث تتوفر فيهما عشرات المواقع الأثرية ذات البعد التاريخي القديم.. وتاريخ يمتد لما قبل الإسلام، مثبت في الكتب والمؤلفات والآثار.. إلا أن هذا الإرث التاريخي مهدد بالاندثار بسبب عدم الاهتمام بالحفاظ عليه، ورغم ما تحقق للمركزين من تنمية.. إلا أن مشاريعهما لا تزال متعثرة، ويأمل سكانهما من استكمالها وتنفيذ مشاريع جديدة في المركزين خصوصاً أن أي واحد منهما مؤهل للترقية إلى محافظة.

436x328_71648_178064.jpg

يقول خميس الزهراني : تمارس صحاري وتضاريس السعودية حرباً ضروساً ضدَّ مواقع أثرية كانت جزءاً فاعلاً في تاريخ المنطقة، بينما رجال البادية يملكون قدرات على رصد المواقع أكثر من أي مختص في المجال. ولا تزال باقية آثار بناء متهدّم في مركزِ تباله جنوب غرب السعودية في محافظة بيشة، وفي أعلى قمة جبل عرق الطاغوت، تعود إلى معبد ذي الخلصة، وهو صنم من محجات العرب في الجاهلية، لم يعد له وجود سوى آثارِ خمس حجرات متجاورات كانوا يتعبدون داخلها، لا تتجاوز مِساحتها أربعة في ثلاثة أمتار تقريبا، وبقايا نقوش ظلت شاهدة على تلك الحقبة.

وتحدث لـ"العربية" الدكتور مسفر بن سعد الخثعمي، أستاذ التاريخ القديم بجامعة الملك خالد، قائلاًَ: "ذو الخلصة" هو صنم، وهو من محجات العرب في الجاهلية، ومن بيوتها المعظيمة، وهو بيت يدعى الكعبة اليمانية، فقد أحرق في صدر الإسلام، وهدم ولم يبق سوى آثاره، وكان للمعبد حرم، وهو محاط بسور حجري دائري كان يستخدم في حراسة المعبد.



وتتناثر في صحاري السعودية وجبالها مواقع أثرية تضمن في حال استثمارِها سياحياً دخلاً قومياً. فعلى قمة هضبة جبل "عرق الطاغوت" تتربع قرية الكليات الأثرية في موقع استراتيجي لها منذ قرون طوال تحكي فن العمارة وتحصينها من ظروف أمنية مضطربة آنذاك.

وليس بعيداً عنها يبقى سور وبقايا قصرِ الثغر الذي يعرف محلياً بقصر شعلان شاهداً على معارك ضارية دارت رحاها في جنبات القصر. وهدم على يد محمد علي حاكم مصر. وقصر الثغر من القلاع الحربية المميزة ويعود تاريخ بنائه في عهد الدولة السعودية الأولى.

من جهته، قال الدكتور بريك الشمراني، رئيس التنمية الاجتماعية بالبشائر لـ"العربية" عن الآثار الموجودة في البشائر، "إنها متنوعه وعديدة غفل المسؤولون عنها، لكن التاريخ حفظها ودرسها".

ولا تزال تنتظر الثروة الأثرية في السعودية الأبحاث والدعم اللازمين لمساعدتها على مقاومة رغبة الصحراء في التهام التاريخ، ففي بلدة العبلاء بمحافظة بيشة لا تزال هذه الرحى الكبيرة الحجم بجزأيها العلوي والسفلي تنتظر معارض ومتاحف تحتضنها وتفك أسرها.


تباله مدينة آثار أثبتها تاريخ يعود إلى أكثر من الفي عام


تباله قرية حالمة بما تحمله من مواقع أثرية لها تاريخ طويل عاشت من العصور القديمة بمرور الحضارات ومن أهم طرق القوافل التاريخية آنذاك حتى أنشد بها شعراء الجاهلية والعصر الإسلامي والعصر الحديث حتى سميت بمدينة الآثار بل مرجعا تاريخيا للباحثين المعاصرين من جميع أنحاء الوطن العربي وألفت فيها العديد من الكتب تقع هذه القرية على بعد 50 كلم غرب محافظة بيشة وتعتبر من اكبر مراكز بيشة من حيث عدد السكان ويبلغ عدد سكانها 45 ألف نسمة وتشتهر بالزراعة في المقام الأول وآثارها وتتمتع هذه القرية عن غيرها من قرى بيشة باعتدال جوها في الصيف وشتاء أحلام أهلها لم تتوقف على الإسفلت ولإنارة والمخططات بل تساءلوا عن هيئة السياحة لإبراز آثارها التي تبلغ من العمر أكثر من 2000 سنة والمواقع السياحية لتميزها بأجواء ومناظر طبيعية.

تنتظر هذه القرية العديد من المشاريع التنموية وكذلك لفته حانية من هيئة السياحة ومن آثارها صنم ذو الخلصه العبلاء التي هي غنية عن التعريف ويوجد بها رحى ابوزيد الذي يبلغ نصف قطره المتر تقريبا وهي تابعه لمركز تباله منجم الذهب يقع في أعلا وادي تباله وهو اكتشف في العصر العباسي قصر شعلان بن صالح حيث يعود تاريخه إلى الدولة السعودية الأولى هضبة الكليات التي تقع في قمة جبل على ارتفاع 2000متر من سطح الأرض والى الأسفل منها أربع مقابر يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام قرية بني عامر وقريه القوز وقريه واسط المشهورة بحصونها المنيعة ولكن اندثرت وعدم وجود الحماية وبها آثار كثيرة جدا . حيث بين الكاتب والمؤرخ محمد العواجي مركزا تبالة والثنية أنها تحظى بعدد كثير من المواقع الأثرية والتاريخية مثل : صنم ذي الخلصة وقصر شعلان و قرية الكليات بتبالة ، وحوطة مطوية وطريق الفيل ، والطريق التجاري القديم بالثنية، مواقع رسوم ونقوش وكتابات صخرية تعد من أهم المواقع الأثرية بالمحافظة،



ورغم هذه الأهمية والمكانة التاريخية لم تحظ بالخدمات المطلوبة ، والرعاية الكافية من الجهات المعنية بهذا الأمر، ولا زالت إلى اليوم بأمس الحاجة إلى المحافظة عليها، وحمايتها من العبث والتشويه ، خصوصاً طريق الفيل حيث يعد مسار الطريق بموقع الفرشة المعروف ( بدحلة الفيل ) والتابع لمركز الثنية – والذي لا يبعد عن مقر المركز بقرية المخرم جهة الشمال سوى كيلين – أوضح معالم الطريق المرصوف في المنطقة ، ومع الأسف الشديد أنه أعتدي عليه هذه الأيام من قبل المواطنين بالاستراحات والشبوك ، وإزالة أحد أحجار المسافة بعد أن قمنا بتثبيته على الطريق ، مع العلم أن هذا الموقع لو أستغل بطريقة سياحية لأصبح واجهة سياحية للمركز وللمحافظة. خصوصاً أنه تم اكتشاف أميال حجرية في هذه المسافة تحدد مسار الطريق وتبين أهميته لذا فأننا نناشد جميع الجهات المسئولة عن الآثار بالتدخل لحماية هذا الطريق من الاعتداء ، والعناية بالمواقع الأثرية والتاريخية الأخرى ، وذلك لأهميتها التاريخية والأثرية.

وحول هذا الموضوع اوضح نائب رئيس اللجنة الفرعية للتنمية السياحية في بيشة د/ محمد العمروا انه بناء على توجيهات أمير منطقة عسير سمو الأمير فيصل بن خالد قمنا بعمل مسح شامل لجميع مراكز بيشة والتي تحتوي على آثار ومواقع سياحية من مركز صمخ جنوب بيشة إلى مركز الجنينة شمالا حيث شمل المسح جميع المناطق الواقعة شرق وادي بيشة وكذلك تم مسح المناطق التي تقع غرب وادي بيشة ومنها تبالة والثنية والعبلا وسوف يتم رفعها للهيئة العليا للسياحة والآثار وحتى نتمكن من فتح عدة قنوات لتعريف السائح بالمتنزهات والمواقع الأثرية في بيشة وسوف يتم الانتهاء من الدراسة الشاملة في الوقت القريب جدا