باريس - إيمان الزويني (إينا)- يعقد حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية، اليميني المعارض في فرنسا، ندوة في الرابع من يونيو المقبل حول الإسلام في فرنسا لشرح موقف الحزب من بعض القضايا الجدلية كتمويل أماكن العبادة وتدريب الأئمة في فرنسا.
ويأتي الإعلان عن هذه الندوة في وقت أغضبت تصريحات أمين عام الحزب الحالي والرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، الجالية المسلمة الفرنسية عندما أعلن تمسكه بوجبات غذائية موحدة في المدارس، ورفضه ارتداء الحجاب في الجامعات، وفق ما أوردت صحيفة لوموند الفرنسية.
وقال عبد الرحمان دحمان، رئيس مجلس الديمقراطيين المسلمين في فرنسا، إن « هذه الندوة ليست بندوة ثقافية لأنها ندوة تحرض على العنصرية في الشارع الفرنسي، والهدف منها بث روح التفرقة بين ملسمي فرنسا».
وأضاف «حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية غير سياسته في عهد ساركوزي، فقد أصبح أكثر تشددا حيال مسلمي فرنسا، ولم يستوعبوا أن الإسلام هو دين السلام وليس الإرهاب».
وتابع « أنا أعارض هذه الندوة حول الإسلام، وهناك مشاكل أخرى في فرنسا يجب التركيز عليها كالأزمة الإقتصادية والبطالة والفقر، فهناك أكثر من ستة ملايين فرنسي يعيشون تحت خط الفقر، ومن هنا يجب على حزب ساركوزي أن يصب تركيزه هذه مشاكل الساعة الحقيقية بدلا من الإسلام ».
أما الرئيس الشرفي للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، محمد موساوي، فيرى في هذه الندوة أنها ستناقش مواضيع تثيرها فقط الجبهة اليمينية المتطرفة كارتداء الحجاب والوجبات المخصصة للطلاب المسلمين في المدارس.
وقال في هذا الصدد « الندوة حول الإسلام لها علاقة بالإنتخابات المقبلة، والتجربة أثبتت أن كل ما اقتربنا من استحقاق انتخابي من هذا النوع يقوم حزب الإتحاد من أجل حركة شعبية بتناول الإسلام بينما الهم الأساسي للفرنسيين اليوم يتعلق بالبطالة والحالة الإجتماعية والهجرة، وجود الإسلام أو غيابه ليس من الاهتمامات الأولى للمواطن الفرنسي ».
ووصف هذه الندوة بمحاولة فقط لاسترداد الناخبين استعدادا لخوض غمار الانتخابات الرئاسية لعام 2017 وتابع قائلا إن « موضوع منع ارتداء الحجاب داخل الجامعات أمر غير مقبول بتاتا، بل حتى رؤساء الجامعات يؤكدون أن ليس هناك مشكلة في ارتداء المسلمات للحجاب داخل الجامعات ».
وفي الحزب نفسه، انتقد بعض القياديين قرار نيكولا ساركوزي بأن تخصص أول ندوة للحزب عن الإسلام، فالنائب آلان جوبيه، رئيس بلدية مدينة بوردو ومرشح محتمل للانتخابات الرئاسية عن الحزب اليميني، أعرب عن رفضه سياسة تقوم على جعل الفرنسيين جميعهم متشابهين، فالديمقراطية تعني احترام اختلاف الآخر عرقا أو دينا.
أما فرنسوا فيون، رئيس الوزراء الفرنسي السابق ، فقد حذر من السقوط في فخ الإثارة، وشبه الجدل اليوم في فرنسا حول ارتداء الحجاب في الجامعات وتوحيد الوجبات الغذائية في المدارس بمحاولات تعتمد إلى إثارة جدل في الشارع الفرنسي.
وأعلنت نتالي كوسيكو-موريزي، نائبة رئيس الحزب، عن رفضها القاطع لأن تكون أول ندوة للحزب هذا العام حول الإسلام بدلا من التطرق إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.
وتعليقا على هذه الندوة، طالب عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا، من كل ممثلي الديانة والجالية الإسلامية بمقاطعة هذه الندوة لأنها تنكر جملة وتفصيلا معاناة الجالية المسلمة في فرنسا.
ويتزامن توقيت عقد الندوة حول الإسلام داخل حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية مع بدء تطبيق الخطة الحكومية التي أعلن عنها رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، وتقوم بالأساس على إطلاق حوار وطني بين الدولة وممثلي الديانة الإسلامية في خطوة تهدف لجعل مسلمي فرنسا يعبرون عن آرائهم.
مواقع النشر