بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
بر حفر الباطن تدعم أسرة طالبة بقيت يومين بلا طعام
وليد التركي- سبق- حفر الباطن:
تفاعلت جمعية البر الخيرية بمحافظة حفر الباطن مع ما نشرته "سبق" حول طالبة المرحلة الثانوية التي بقيت على مدى يومين بلا طعام بعد أن لاحظتها إحدى المعلمات، فقامت الجمعية وعلى الفور بمعاينة حالة أسرة الطالبة وأوضاعها المأساوية التي أدت لحرمان الطالبة من تناول طعامها .
وقال نائب رئيس مجلس الإدارة المدير التنفيذي للجمعية ناصر بن عبدا لله العبد الكريم إن الجمعية قامت بدعم مادي للأسرة وجرى تسديد فواتير الكهرباء مع مساعدة مالية وكسوة لجميع أبناء الأسرة بينما تكفلت الجمعية بالوجبة المدرسية لأبناء الأسرة في المدارس مع مساعدة تموينية للأسرة.
إلى ذلك أعلن فاعل خير عن دعمه للأسرة بمبلغ وقدره 7500 ريال للأسرة
وكانت إحدى المعلمات قد لاحظت معاناة الطالبة من التعب لحد أضحت لا تستطيع الوقوف ولجاءت إلى المرشدة الاجتماعية خوفاً من وجود أي شيء لدى الطالبة، خاصة أن وجهها شاحب، وهي في حالة إعياء شديد، ويظهر عليها الأرق وعدم التركيز؛ فاصطحبتها إلى الفصل لتشاهد حالة الطالبة، فذُهلت المرشدة الاجتماعية من حالة الطالبة، وقررت عرض الأمر على مديرة المدرسة؛ لإيجاد حل للطالبة، ومعرفة سبب ضعفها وهزالها، والألم الذي تعانيه.
واستغلت المعلمة والمرشدة الاجتماعية خروج الطالبات من الفصل في فترة الفسحة، وجلستا مع الطالبة التي لم تستطع الوقوف ولا الخروج مع زميلاتها، وبحنان الأمهات ضمتها إحداهما إلى صدرها، وطلبت منها كأُمّ أن تقول لها سبب ضعفها وهزالها، ولماذا لا تهتم بملابسها المدرسية، وهل لديها عارض صحي أم أن هناك مشكلة اجتماعية لديها؛ وذلك لتساهما في إيجاد حل لها، مؤكدتَيْن لها أن أي شيء ستبوح به سوف يكون سراً لا يعلمه أحد، وأنهما سيجدان الحل المناسب لها.
وحاولت الطالبة إخفاء ما تعانيه، معللة بأنها متعبة، وتشكو فقط من ألم بالبطن، وأنه سوف يزول بإذن الله بعد فترة قصيرة، ولكن لم تيأس المعلمة والمرشدة وحاولتا معها مرة ثانية، وإذا بالطالبة - وهي في الصف الأول الثانوي، - تنهار باكية، وتبوح لمعلمتها والمرشدة بوضعها الأسري المأساوي، وأن وضعهم المعيشي سيئ جداً، وأنها من أسرة مكوّنة من 15 فرداً "ثلاثة عشر ابناً، إضافة إلى الوالد والوالدة"، وأن والديها "الأب والأم" كانا يعملان مستخدمَيْن على بند الأجور بالمدرسة نفسها، وتم الاستغناء عنهما، وهما لا يحملان أي مؤهلات، وأنهما لا يستطيعان تدبير نفقات المعيشة لها ولإخوتها، وأن "المريول" المدرسي الذي ترتديه خاص بأختها، ولا تملك غيره.
وكانت الفاجعة الأشد إيلاماً للمعلمة والمرشدة بَوْح الطالبة لهما بأنها لم تتناول الطعام منذ أمس؛ فلا يوجد في البيت ما تأكله، وأن المغص الذي تعانيه من الجوع، وهو سبب ضعفها وهزالها، وطلبت الطالبة- بتعفف شديد- من معلمتها والمرشدة الاجتماعية أن تكتما سرها؛ فهي لا تريد من زميلاتها معرفة أي شيء عنها، حامدة الله على نعمته، وسائلة أن يفرج عن والدَيْها ما هما فيه.
فهرعت المعلمة إلى مقصف المدرسة لتأتي لابنتها الطالبة بعلبة من العصير وبعض البسكويت، فأخذتها الطالبة من معلمتها شاكرة لها حُسْن رعايتها.
وفي سرية تامة قامت المعلمة والمرشدة بدورهما في التكافل الاجتماعي مع الطالبة، كلٌ تجود بما تستطيع، وتذكرت إحداهما أن لهذه الطالبة شقيقة كانت في المدرسة نفسها منذ عامين تقريباً، وهي تعرف حالة أسرتها الصعبة جداً، وأنهم متعففون، ويرفضون أن يطلع أحد على وضعهم السيئ.
مواقع النشر