دبي (رويترز) : أبدت إيران والولايات المتحدة رغبة جديدة يوم الأحد للسعي لانهاء الخلاف حول برنامج طهران النووي بعد اداء حسن روحاني اليمين رئيسا جديدا لإيران ودعوته للحوار والتقليل من "العداء والعدوان".
وانتعشت الامال للتوصل إلى حل دبلوماسي بعد فوز روحاني رجل الدين المعتدل على منافسيه المحافظين في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في يونيو حزيران.
وقال روحاني في كلمة بعد أدائه اليمين أمام البرلمان "السبيل الوحيد للتفاعل مع إيران هو الحوار على قدم المساواة وبناء الثقة والاحترام المتبادل والتقليل من العداء والعدوان."
وأضاف "إذا كنتم تبغون الرد المناسب فلا تتحدثوا مع إيران بلغة العقوبات ولكن تحدثوا معها بلغة الاحترام."
وخلال ساعات من آداء روحاني اليمين قالت الولايات المتحدة انها مستعدة للعمل مع حكومة روحاني اذا كانت جادة بشأن الحوار.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان "تنصيب الرئيس روحاني يمثل فرصة لإيران للتحرك سريعا لتبديد بواعث القلق الكبيرة للمجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي."
وأضاف "اذا اختارت هذه الحكومة الجديدة الحوار بشكل جوهري وجاد للوفاء بالتزاماتها الدولية وايجاد حل سلمي لهذه القضية فسوف تجد شريكا جاهزا في الولايات المتحدة."
ويقول المنتقدون لإيران انها استغلت مفاوضات نووية سابقة لكسب الوقت في حين واصلت تطوير تكنولوجيا تتعلق بالأسلحة النووية وهو ما تنفيه طهران.
وفي إشارة إلى رغبته في مباشرة مهامه سريعا واستعداده على الارجح للحوار مع الولايات المتحدة قدم روحاني لرئيس البرلمان قائمة بأسماء مرشحيه للحكومة شملت اختيار سفير إيران السابق في الأمم المتحدة محمد جواد ظريف وزيرا للخارجية.
الرئيس الايراني حسن روحاني في طهران يمو 17 يونيو حزيران 2013. صورة
لرويترز من وكالة انباء فارس الايرانية
ويجب أن يصادق البرلمان على الوزراء المقترحين قبل أن يتولوا مناصبهم. وقال رئيس البرلمان إن المجلس سينظر في أسماء المرشحين خلال الأيام المقبلة.
وظريف شخصية دبلوماسية تحظى بالاحترام وشارك في مفاوضات مع الأمم المتحدة منذ الثمانينات ومعروف لكبار المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم نائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع تشاك هاجل.
وعبر مبعوثون غربيون على معرفة بظريف عن أملهم في أن يكون تعيينه علامة على اهتمام روحاني بكسر الجمود بين إيران والولايات المتحدة.
وقال علي فايز المحلل المختص بالشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية "مهارات ظريف الفريدة تسمح له بسد الفجوة الكبيرة من المفاهيم الخاطئة بين إيران والغرب."
وقال لرويترز "ليس هناك من هو أنسب منه لتولي تلك المهمة الثقيلة المتمثلة في إنهاء عزلة إيران في هذا الوقت الذي تشهد فيه (البلاد) مخاطر جمة."
غير أن أي اقتراحات جديدة تخص هذا الملف يجب أن تنال موافقة آية الله علي خامنئي الذي يتبنى موقفا متشددا مناوئا للغرب منذ أن أصبح الزعيم الأعلى الإيراني في عام 1989.
ومن المقرر ان يتيح الزعيم الأعلى الإيراني اية الله علي خامنئي لروحاني فرصة لحل القضية النووية بعد ان فرض الغرب عقوبات على إيران في ظل حكومة احمدي نجاد السابقة مما أثر بشدة على حياة المواطنين.
وشغل روحاني عدة مناصب عسكرية وامنية مهمة منذ الثورة الاسلامية عام 1979. وتولى رئاسة المجلس الاعلى للامن القومي لمدة 16 عاما وكان واحدا من اثنين من الممثلين الشخصيين لخامنئي في نفس الهيئة لثمانية اعوام اخرى. ولم يختر روحاني مرشحا لشغل منصب رئيس المجلس الاعلى للامن القومي.
وعادة ما يتولى الشخص الذي يشغل هذاالمنصب ملف التفاوض في المحادثات النووية مع القوى العالمية. وذكرت وكالات الانباء الإيرانية الشهر الماضي ان روحاني سيختار محمد فروزندة وهو وزير دفاع سابق وعضو بالمجلس الاعلى للامن القومي لتولي هذاالمنصب.
مواقع النشر