بسم الله الرحمن الرحيم
ابدأ موضوعي بعد البسملة والصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم
وبعد السلام عليكم بالحكمة القائلة
"الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل".
وهذه الحكمة تكاد تكون عنواناً لكل شأن من شؤون حياتنا العامة والخاصة ،
وعلى سبيل المثال فمن فكر في السفر فلابد له من التخطيط ،
ومن فكر في التجارة فلابد له من تخطيط أو الزواج فلابد من التخطيط
وصولاً لأتفه الأسباب فلا بد من التخطيط ومنه ما يكون بدراسة لكل الجوانب
ومنها ما يكون وفق دراسة ذهنية سريعة .
كل ما سبق كان على الصعيد الفردي او العائلي
ويتناما ويزداد كلما زادت أهميته الشمولية فياتُرى كيف سيكون التخطيط
متى ماكان للأمة والأجيال ؟!
كيف سيكون التخطيط ومن يقوم به جهات رسمية عليا
بل وزارات تملك تحت يديها جميع متطلبات التخطيط التقني العالي
من مهندسين أكفاء وأجهزة متطورة على صعيد الدولة ككل ؟!
محور حديثي اليوم أحبتي الكرام عن الفشل في التخطيط
والذي قاد وبقوة نحو التخطيط للفشل .
وأسلط الضوء هنا في هذه الزاوية عن مشروع يكشف للعيان
أن التخطيط كان تخبيط وأن الحلول باتت سيول .
إنها بحيرة مياه المجاري أو كما يدلعها البعض
بـ "بحيرة المسك"
تلك البحيرة الآسنة التي تقبع في شرق عروس البحر احمر "جدة"
والتي أصبحت كابوساً وناموساً يقض مضاجع أهل تلك الأحياء ليل نهار .
انه مشروع نشرح من خلاله الحكمة الآنفة الذكر
"الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل" ،
وهذا المشروع الذي يقوم على تخليص مدينة جدة من نفايات
لم تجد لها بِنى تحتية لتصريف المياه الآدمية بالطرق الصحية
وفق الأنظمة المرعية في الكرة الأرضية ،
فقد قام المكلفين بدراسة المشروع بالبحث وفق دراسات
ليست طويلة المدى بل إنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث العلمي
والتقصي عن الطرق الصحيحة والمدة الزمنية التي سيستوعبها
المشروع على المدى الطويل!!
كان هناك تخطيط للمشروع إنما كان التخطيط للفشل وليس للنجاح !!
حيث تم دفع النفايات البشرية إلى حفرة كبيرة جداً تحيط بها الجبال
في الموقع آنف الذكر وقد فرحوا كثيراً لنجاح خطة نقل النفايات
الى خارج المدينة ولكنهم لم يصارحوا أنفسهم بأن المشاريع
تختلف بعضها عن بعض فلكل مشروع مقومات ودراسات تختلف
ومشروعهم من المشاريع التي لابد لها من نهاية !!.
الكل يتسائل .. أين الدراسات البعيدة المدى وأين الحلول البديلة
خصوصاً أن تلك البحيرة لو فاضت فسوف تكون اشد خطراً من تسونامي
على الأحياء القريبة منه ؟؟؟؟!!!!.
وقيل بأن هنالك إجتماعات غير معلنة للجهات المختصة
ممثلة في إمارة منطقة مكة المكرمة والدفاع المدني والكهرباء
وغيرها لإيجاد حلول قبل انهيار بحيرة المجاري على الأحياء المجاورة لها .
الأمر يحتاج وقفة صادقة وصارمة نحو الاهتمام بوطننا العزيز
في مجال التخطيط البعيد المدى
ومعاقبة المقصرين والمتخاذلين من العاملين في بعض القطاعات
المسلوبة .
كان الله في عون الجميع وأتمنى أن نخطط مستقبلاً للنجاح وليس للفشل.
هذه صور تشهد على سوء التخطيط لبحيرة المجاري شرق مدينة جدة
الصورة الأولى التقطت قبل سنة تقريباً ويظهر فيها الامتلاء تماماً ،
والثانية قبل أيام فقط ويتضح فيها بداية الفيضانات على الجوانب
ووضعهم لعدة سدود أسفل البحيرة الموقوتة .
كان الله في عون الجميع ،،،
مواقع النشر