أوكلاند - الحبر الشامي (إينا) - لرمضان نكهة خاصة عند الأقلية المسلمة في نيوزيلندا، فهناك أكثر من أربعين الف نيوزيلندي مسلم يتطلعون الى بشغف شديد لعيش أيام وليالي رمضان.



ففي مدينة أوكلاند يستهل الاحتفال بشهر رمضان بسوق ليلي يجمع المسلمين وغير المسلمين في هذه المدينة الواقعة شمال البلاد، حيث يباع في هذا السوق كل شئ حلال بدءا من لحوم الدجاج الى الحجاب.

ويقول محمد جاب الله، أحد المنظمين لهذا الإحتفال، في لقاء مع إذاعة نيوزيلندا: إن الاحتفال يجمع المسلمين في نيوزيلندا في بوتقة واحدة.. إننا متنوعون بشكل كبير فنحن من جميع أنحاء العالم.. هذا التنوع يجعل من المجتمع المسلم في نيوزيلندا مجتمعا فريدا قادراً على العطاء.

ويضيف: من الممتع أن ترى كل هؤلاء يأتون في الوان وتقاليد ولغات مختلفة، تتحدث بها المجموعة الصغيرة المسلمة في مدينةأوكلاند.

ويتابع جاب الله قائلاً: إن مثل هذه المناسبات تتيح للجمهور في نيوزيلندا معرفة المزيد عن المسلمين.. من الشيء الإيجابي أن تري غير المسلمين يأتون لحضور هذه المناسبات الإسلامية ويتفاعلون معها.. ويشعرون انهم أمام مسلمين حقيقيين وليس أولئك الذين يشوهون الإسلام بانتهاج العنف وتتناقل أخبارهم القنوات التلفزيونية.

ويزيد في حديثه: إن رمضان حقيقة هو الشهر الذي يذكر المسلمين بكل أولئك الذين حول العالم ممن لا يملكون الماء والغذاء للنظر إليهم نظرة أخوة إنسانية والعمل على تخفيف معاناتهم في الوقت الذي نشعر فيه بالسعادة نحن وأسرتنا ومن حولنا حين نتناول طعام الإفطار.



ومن جهته يقول محمد الديري، طالب وصاحب كشك في السوق الليلي، إن لديه أصدقاء غير مسلمين أبدوا رغبتهم في معرفة شهر الصيام وأن أحدهم شارك بالفعل في صيام رمضان، "هذا هو الطريق الذي من خلاله يفهم الناس ويتعلمون الإسلام".

والمسلمون في نيوزيلندا يمارسون شعائرهم بحرية مطلقة دون أية مضايقات تذكر، كما يسمح القانون النيوزلندي للمرأة المسلمة أن تضع الحجاب على رأسها، والذي هو شعار إسلامها .

وحالما يتم الإعلان عن ثبوت الشهر الكريم، يهنئ المسلمون بعضهم بعضًا، ومن العبارات المتداولة بينهم في هذه المناسبة، قولهم: ( مبارك عليكم الشهر ) و ( رمضان كريم ) يقولون تلك العبارات مع ما يرافق ذلك من علامات السرور والحبور التي تعلو وجوه المسلمين في تلك الديار، وقد فتحت عليهم هذه المناسبة الكثير من الذكريات .

وعلى الرغم من أن النهار النيوزلندي في أيام الصيف يزيد طوله عن 16 ساعة، فإن مظاهر البهجة، وعلامات الفرحة بقدوم رمضان، لهي أصدق دليل، على عمق وترسخ الإسلام والإيمان في قلوب المسلمين في تلك الديار.

ولا شك، فإن لشهر رمضان عند مسلمي نيوزلندا - كباقي ديار الإسلام - خصوصية ليست لغيره من الشهور، حيث تطرأ بعض التغيرات على حياة المسلمين اليومية، فتختلف أوقات طعامهم، وأوقات نومهم واستيقاظهم .



والمسلمون في تلك البلاد حريصون على التمسك بتعاليم دينهم، واتباع هدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، فالجميع هناك يحترمون حرمة هذا الشهر الفضيل، وقلما تجد من المسلمين من ينتهك حرمته، بالإفطار علانية، أو ارتكاب المعاصي والمنكرات .

واقتداء بهدي سيد المرسلين، يحافظ المسلمون هناك على سنة وجبة السحور، فهم ينهضون من نومهم لتناولها، والتي تشمل على (الحليب ) و( الجبن ) و( المربيات) و(البيض).

وفي نيوزلندا تقام الصلوات الخمس، ويُنادى فيها لصلاة الجمعة ويخطب لها بشكل دائم في المساجد، ومن أهم المساجد في نيوزلندا مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومسجد مدرسة المدينة، كما وتعقد الندوات والمحاضرات الدينية لأبناء الجاليات الإسلامية بلغات مختلفة، وتنظم دورات العلم الشرعي، وحلقات تعليم القرآن، والتي تعتمد في أغلبها على زيارة بعض العلماء والدعاة الوافدين من بلاد الحرمين الشريفين ومصر وغيرهما من بلاد الإسلام .

إعداد وترجمة: الحبر الشامي / زس