دويتشه ﭭيله : في طريقهم إلى تطوير برنامج للتنبؤ بالانفجارات البركانية، اكتشف الباحثون أن الماعز مصدر مهم لذلك، لكون هذا الحيوان يشعر بانفجار البركان قبل حدوثه ما ينعكس على سلوكه وسرعته، وهو ما رصده العلماء حول بركان إتنا في إيطاليا.
من يسمع أن الماعز تساعد على التنبؤ بانفجارات بركانية، يعتقد أنها دعابة. لكنها حقيقة يؤمن بها سكان منطقة إتنا البركانية، وهو ما أيقظ فضول الباحثين الألمان في معهد ماكس بلانك، الذين -ومن منطلق صحة النظرية- عملوا على ربط جهاز "جي.بي.إس" على هذه الحيوانات، لا يزيد وزنه عن 390 غراما، يرسل معلومات حول مكان الماعز وتحركاتها وسرعتها.
ولا يتعلق الأمر هنا عن الكشف عن أسرع حيوان داخل قطيع الماعز، وإنما الهدف من وراء ذلك الكشف عن التغييرات السلوكية لدى الماعز، إذ أن كل تحركات خارجة عن طريق المألوف تشير إلى حدوث أشياء غريبة في محيط الماعز، وحول ذلك يقول مارتين فيكلسكي من فريق الباحثين: "عندما نلحظ أن معزة بدأت تسرع أو تصدر أصواتا غريبة، ننطلق من فرضية أن أحد الفلاحين أو أن حيوانا آخر اعترض طريقها، لكن عندما يتعلق الأمر بالقطيع بأسره فنعرف أن هناك شيئا غريبا في الأمر". ولأن الفوارق الزمنية بين الانفجارات البركانية طويلة، فإن بركان إيتنا على جزيرة صقلية الإيطالية يعتبر مكانا نموذجيا للأبحاث البركانية نظرا لنشاطه الكبير.
جهاز جي بي س يثبت على الماعز.
برنامج إيكاروس الأوروبي
أول نجاح حققه فريق الباحثين يعود إلى عام 2012، فقبل كل انفجار بركاني بسيط لإيتنا، سجل الباحثون نشاطا ملفتا لدى الماعز. وخلال العامين الماضين سجل 27 نشاطا بركانيا. وقبل كل انفجار كانت الماعز ترسل إشارات للباحثين عبر نشاطها الدؤوب. ما جعل العلماء يصلون إلى نتيجة وجود علاقة بين حركية الماعز ونشاط البركان.
ولمراقبة تحركات الحيوانات على صعيد دولي، تم إطلاق برنامج إيكاروس "ICARUS" الدولي المعني بالتجارب حول الحيوانات. ويتم فيه التخطيط لزرع لاقط هوائي يستقبل إشارات من جميع المحطات حول العالم. ويتم ذلك بالتعاون مع مركز الفضاء الألماني والروسي. ومن بين الحيوانات التي يتم رصد تحركاتها الماعز المتواجدة حول جبل إتنا بإيطاليا. ويقول مارتين فيكلسكي "لا زال أمامنا الكثير مما يتوجب علينا القيام به في مجال الأبحاث، لكننا حصلنا على مؤشرات أولية بأنها طريقة ناجحة".
و.ب/ف.ي
مواقع النشر