بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتحادنا لا اتحادهم
محمد الشيخ
زلزل الاتحاد مرمى ناغويا الياباني بسداسية وضرب موعداً مبكراً مع أكبر كؤوس القارة الصفراء، فغنى الوطن على أنغام قائد (أوركسترا العميد) محمد نور، الذي استطاع ومعه كتيبة النمور أن يفرضوا على أندية شرق القارة سياسة الأمر الواقع.
الاتحاد مساء الأربعاء الماضي تجلى كما هي عادته، فأعاد لوجه كرتنا كثيراً من نضارتها التي غابت، وحرك في شرايينها دماء ظلت متجلطة منذ أن كتبت وثيقة خروجنا من "مونديال جنوب أفريقيا".
كلنا فرحنا، بطريقة أوحت وكأن الفرح لم يسكن ديارنا يوماً، ففي ليلة العروس وقفت قيادة الرياضة خلف "العميد" كما لو كانت تقف خلف "الأخضر"، وذابت ألوان الأندية حتى لم نعد نرى غير "المقلم" بالأصفر والأسود، ففاز الاتحاد، وانتصر الوطن.
وحدهم "المشخصنون" من رأوا "العميد" في ذلك البرواز المهترئ، الذي لا يريدون أن يغادره، فرأوه كما لم نره، ففي حين رأيناه نادي الوطن، كل الوطن، كانوا يرونه –كما هي عادتهم- غير بعيد عن أرنبة أنوفهم، ولذلك حاولوا أن يوهموا الآخرين أن الاتحاد في تلك الليلة، كان يلتفت للوراء، فيما كان -حقيقة- يقفز خطوات للأمام.
لن أشخصن الاتحاد على طريقتهم، فأقول إن "اتحاد المرزوقي" أنبت الفرح في قلوبنا، بل سأقول إن اتحاد كل الاتحاديين، بل اتحاد كل الوطن، جاء بالربيع إلينا ونحن في عز الخريف، وهو قادر على أن يأتي بالمطر من أرض اليابان ليروي أرضنا المجدبة.
كنا ولا زلنا مع الاتحاد، كأحد أهم الأفراس التي نراهن عليها في كل مضمار، كيف لا وهو الذي كتب في غير محفل قصيدة الإبداع السعودي، رغماً عن المتصلحين الذي كانوا ولا زالوا يريدون أن يختزلوه في رؤاهم الضيقة، ويؤطروه في رغباتهم المكشوفة.
أما نحن فقد كنا ولا زلنا مع اتحاد حمزة فتيحي، الذي تأسس على أن يكون أكبر من كل الأشخاص، وفوق جميع المراحل، فلا يختزل في هذا الرئيس، ولا يخضع لإرادة ذلك العضو.
لقد كنا ولا زلنا مع الاتحاد الذي يمد جسوره للجميع، لا مع الاتحاد الذي يقطعها حتى لا يصل إليه إلا المستنفعون، وسنبقى معه حتى ينجح جراح القلوب في استئصال آخر الأورام التي ظل "العميد" يشكون آلامها ويئن بسببها حتى يعود بالفعل "نادي الوطن".
مواقع النشر