السلام عليكم
على الرغم من أنَّ معظم وسائل الإعلام العربية ـ الرسمية وغير الرسمية ـ تُدار بأيد علمانية لا تخفي انحيازها للمشروع التغريبي، إلا أنَّه من الظواهر اللافتة للنظر تكاثر المواقع الإلكترونية العلمانية على الشبكة العالمية (الإنترنت)، حيث تنطلق الآراء والأفكار المغرقة في غلوها وانحرافها بكل حرية، وبدون ضوابط سياسية أو دينية على الإطلاق، وراح كثير من أولئك المفسدين يتقيؤون بكل رذيلة، ويرفعون أصواتهم بكل قبيح ومنكر من القول، وتمردوا تمرداً سافراً على الدين والقيم.
كان بعضهم يزعم أنَّ مشكلته الأساسية مع مجموعة من الظلاميين الإسلامويين على حد قولهم! لكن أطاريحهم الفجَّة أكدت أن مشكلة كثير منهم إنما هي مع الإسلام نفسه، ومع نصوص القرآن العظيم.
ولهذا ليس غريباً أن يتنادى أهل الباطل لنشر باطلهم؛ حيث رأينا حرص بعض تلك المواقع الإلكترونية على استقطاب فلول الشيوعيين وأضرابهم ممن لا يملكون إلا مؤهل الحماقة والجرأة على الولوغ في ثوابت الدين ومسلّمات الاعتقاد. قال الله ـ تعالى ـ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175 - 176].
لسنا قلقين من هؤلاء؛ لأن وضوحهم العقدي، وسقوط أقنعتهم الكالحة، كافٍ في إسقاطهم عند عامة المسلمين، فضلاًَ عن خاصتهم ومثقفيهم. لكن مع ذلك نحن في حاجة إلى آلية إعلامية ووسائل علمية لبيان الدين والذبِّ عن الحرمات بحكمة وبصيرة وسعة أفق وطول نَفَس، ومجادلة بالتي هي أحسن.
مواقع النشر