نكهات العصائر وروائح الذرة تفوح بشوارع فاس في ليالي رمضان
فاس - رشيد الكويرتي (هسبريس) يعد الرصيف باب الرزق لكثير من شباب مدينة فاس في ليالي رمضان؛ إذ يغزو الباعة الجائلون، وهم يدفعون عرباتهم اليدوية، مختلف شوارع المدينة وساحاتها مباشرة بعد أذان مغرب كل يوم، خاصة مع تساهل السلطات معهم، لتصبح الأماكن الممنوعة عليهم في الأيام العادية مباحة في هذا الشهر الفضيل.
-
عصائر تطفئ ظمأ الصائمين
وعلى غير العادة، يؤثث باعة العصائر والذرة المشوية والفواكه المحمضة ورقائق البطاطس المقلية مشهد شوارع وساحات مدينة فاس، فيصبحون، في ليالي شهر رمضان، جزءً من المشهد المألوف للباعة الجائلين، مستغلين هذه المناسبة ناصية الطريق لترويج بضاعتهم التي تغري نفوس المارة بعد قضاء يومهم صائمين.
يعج شارع الحسن الثاني الحيوي وسط مدنية فاس، خاصة بمحاذاة ساحة فلورنسا، خلال ليالي رمضان، بالعربات الخاصة ببيع مختلف أنواع العصائر، لا سيما عصير البرتقال وعصير قصب السكر الممزوج بالزنجبيل والليمون.
هنا بالذات يقف البائع الجائل محمد البوزيدي إدريسي خلف عربته، التي خصصها لبيع عصير قصب السكر، وقال لهسبريس إنه يفضل هذا المكان لعرض بضاعته نظرا لما يعرفه من إقبال من طرف المارة، مبرزا أنه اختار بيع عصير قصب السكر الممزوج بالزنجبيل وعصير الليمون الحامض في ليالي رمضان نظرا للطلب الكبير عليه من طرف المارة.
ما ذكره البوزيدي أكده التلميذ محمد ضعيف، الذي يأتي من حي السلام بعد مغرب كل يوم رمضان إلى شارع للا مريم حيث يعرض عصير البرتقال على عربته المدفوعة، التي وضع عليها رزمة من قصب السكر وحبات من الليمون وفصوصا من الزنجبيل. وأوضح لهسبريس أن الإقبال على بضاعته يزداد في ليالي رمضان، مبرزا أنه يستغل هذه المناسبة لبيع العصير قصد مساعدة أسرته.
-
ذرة مشوية وفواكه محمضة
عبد الغني ياقوتي، الذي اختار أن يشرب كأسين من عصير قصب السكر من عربة التلميذ محمد، أوضح أنه يفضل هذا النوع من العصير في ليالي رمضان لما له من فوائد على الصحة، وقال متحدثا لهسبريس: “عصير قصب السكر مع الزنجبيل يقوي جهاز المناعة وينشط الكبد ويطرد السموم التي توجد داخل الجسم، أنا أداوم على شربه طيلة السنة غير أنني أقبل عليه أكثر في رمضان لأنه يساعدني على تحمل الصوم ويجعلني أشعر بالراحة وعدم القلق طيلة اليوم”.
من جانبه، اختار الشاب يوسف الشباب، الذي يقيم في شارع محمد الكغاط، أن يبيع الفواكه المحمضة، وقال إنه يجهزها بنفسه بمنزل أسرته قبل عرضها للبيع قرب ساحة فلورنسا، مبرزا لهسبريس أنها أول مرة يشتغل فيها بائعا متجولا.
“الإقبال على الفواكه المحمضة ممتاز، أنا أشتغل كهربائيا في الأيام العادية، لكن اخترت في هذا الشهر أن أبحث لي عن مدخول عوض التسكع في الشوارع”، يقول محمد الشباب، مضيفا أنه بانتهاء هذا الشهر، سيعود لمزاولة مهنته بمد خيوط الكهرباء بالمنازل والمنشآت.
وغير بعيد عن المكان الذي يعرض فيه محمد فواكه المحمضة، أوقف صالح الغزاوي، الذي يقيم بقصبة السعادة، عربته التي خصصها لبيع الذرة المشوية على الفحم، وقال لهسبريس إنه اعتاد بيع “لكبال” منذ ثماني سنوات، مبرزا أن الطلب يزداد على بضاعته في ليالي رمضان، خاصة مع توافد الكثير من المارة على شارع الحسن الثاني خلال هذه الفترة.
أما سعيد الرحموني، فقد اختار بيع البطاطس المقرمشة المقلية في الزيت وبنكهة الثوم والليمون، وقال إن الإقبال عليها لا بأس به في ليالي رمضان، مبرزا لهسبريس أنه يأتي من منطقة الرصيف إلى شارع الحسن الثاني وسط فاس كل ليلة من هذا الشهر، ليعرض بضاعته على زوار هذا الشارع، مؤكدا أن بطاطسه المقرمشة يقبل عليها الصغار والكبار.
“في ليالي رمضان لا نتعرض للمضايقات من طرف السلطات، فهي تترك لنا حرية وضع عرباتنا بهذا الشارع، وهذا شيء جميل”، يقول سعيد الذي أكد أنه بفضل ما يجنيه من تجارته، يستطيع مواجهة مصاريف رمضان وشراء ملابس العيد لأبنائه الأربعة.
مواقع النشر