اهــــ(الأحداث)ــــم

• تداول ارتفاع 37.48 نقطة عند 12,130.83 • دونالد ترامب رئيساً • وعود: أوكرانيا + فلسطين + الصين • نزع اسلحة احزاب ايران • قاذفات B52 تحوم الشرق الأوسط • 20 طائرة إغاثية سعودية للبنان • هل تضرب إيران اختها !!! • نهج الاقتصاد الغربي افريقياً
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    عضو ذهبي
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الدولة
    السعودية، ابها
    العمر
    40
    المشاركات
    1,632
    معدل تقييم المستوى
    48

    شاعر مصر - جامع السلطان حسن

    [align=justify]جامع السلطان حسن


    مسجد ومدرسة السلطان حسن بالقاهرة. يعد المسجد أكثر آثار القاهرة تناسقا وانسجاما، ويمثل مرحلة نضوج العمارة المملوكيّة.

    يتكون البناء من مسجد ومدرسة لكل مذهب من المذاهب الأربعة (الشافعي والحنفي والمالكي والحنبلي).


    تاريخ

    أنشأ المسجد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون. بدأ البناء في سنة 1356 ميلادية واكتمل بعدها بسبع سنوات في 1363. قتل السلطان قبل أنتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصا بل دفن فيه ولداه فيما بعد. مسجد ومدرسة السلطان حسن 757-764 هجرية (1356-1363م). أنشأ هذا المسجد العظيم السلطان حسن بن الناصر محمد قلاوون ولى الحكم سنة 748 هجرية (1347م) بعد أخيه الملك المظفر حاجى وعمره ثلاث عشرة سنة ولم يكن له في أمر الملك شيئا لصغر سنه بل كان الأمر بيد أمرائه وما لبث أن بلغ رشده فصفت له الدنيا واستبد بالملك إلى أن اعتقل سنة 752 هجرية (1351م) وظل في معتقله مشتغلا بالعلم حتى أعيد إلى السلطنة مرة أخرى في سنة 755 هجرية (1354م) وظل متربعا في دست الحكم إلى أن قتل سنة 762 هجرية (1361م).



    وكان البدء في بناء هذا المسجد سنة 757 هجرية (1356م) واستمر العمل فيه ثلاث سنوات بغير انقطاع ومات السلطان قبل أن يتم بناءه فأكمله من بعده أحد أمرائه - بشير الجمدار- سنة 764 هجرية (1363م).

    يعتبر هذا المسجد بحق أعظم المساجد المملوكية وأجلها شأنا فقد جمع بين ضخامة البناء وجلال الهندسة، وتوفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف، كما تجمعت فيه شتى الفنون والصناعات فنرى دقة الحفر في الحجر ممثلة في زخارف المدخل ومقرنصاته العجيبة.

    وبراعة صناعة الرخام ممثلة في وزرتى القبة وإيوان القبلة ومحرابيهما الرخاميين والمنبر ودكة المبلغ وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن ومزررات أعتاب أبوابها كما نشاهد دقة صناعة النجارة العربية وتطعيمها مجسمة في سورة الكرسى الموجود بالقبة.

    أما باب المسجد النحاسى المركب الآن على باب جامع المؤيد فيعتبر مثلا رائعا لأجمل الأبواب المكسوة بالنحاس المشغول على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة. وما يقال عن هذا الباب يقال عن باب المنبر.

    وهناك على أحد مدخلى القبة بقى باب مصفح بالنحاس كفتت حشواته بالذهب والفضة على أشكال وهيئات زخرفية جميلة جديرة بإقناعنا بعظيم ما يحويه هذا المسجد من روائع الفن وما أنفق في سبيله من أموال طائلة.

    وقد ازدحمت روائع الفن في هذا المسجد فاشتملت على كل ما فيه لا فرق في ذلك بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية وقد احتفظت دار الآثار العربية بالقاهرة بالكثير من هذه التحف النادرة وهى تعتبر من أدق وأجمل ما صنع في هذا العصر.


    التصميم

    أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد إذ يستطرق الإنسان من المدخل الرئيس إلى دركاة ثم ينثنى يسارا إلى طرقة توصل إلى صحن مكشوف مساحته 32 في 34.60 متر.

    تشرف عليه أربع إيوانات متقابلة ومعقودة أكبرها وأهمها إيوان القبلة تحصر بينها أربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة الإسلامية كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد المرحوم الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن قلاوون في شهور سنة 764 هجرية ويتكون كل منها من صحن مكشوف وإيوان القبلة ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طبقات بارتفاع المسجد.

    ويتوسط صحن المسجد قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية كتب بدائرها آيات قرآنية في نهايتها تاريخ إنشائها 766 هجرية وتحيط بدائر إيوان القبلة وزرة رخامية يتوسطها المحراب وعلى يمينه المنبر الرخامى الذي يعد من المنابر الرخامية القليلة التي نشاهدها في بعض المساجد، ويعلو الوزرة الرخامية طراز من الجص محفور به سورة الفتح بالخط الكوفى المزخرف بلغ الذروة في الجمال والإتقان.

    وتقوم القبة خلف جدار المحراب - بعد أن كانت تشغل أحد الأركان في المساجد الأخرى وهذا الوضع ظهر في هذا المسجد لأول مرة.

    ويتوصل إليها من بابين على يمين ويسار المحراب بقى الأيمن منها بمصراعيه النحاسيين المكفتين بالذهب والفضة بينما فقد مصراعا الأيسر.

    وتبلغ مساحة القبة 21 في 21 مترا وارتفاعها 48 مترا، ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السابع عشر حيث حلت محل القبة القديمة، وبأركانها مقرنصات ضخمة من الخشب نقش أحدهما ليمثل ما كانت عليه باقى الأركان، وتكسو جدران القبة بارتفاع ثمانية أمتار وزرة رخامية يعلوها طراز خشبى كبير مكتوب في نهايته تاريخ الفراغ من بناء القبة القديمة سنة 764 هجرية.

    ولهذا المسجد وجهتان هامتان أولاهما الوجهة العمومية وطولها 150 مترا تحليها صفف مستطيلة تنتهى بمقرنصات ومفتوح فيها شبابيك لمساكن الطلبة وتنتهى من أعلى كما تنتهى الوجهة الشرقية والمدخل بكرنيش ضخم من المقرنص المتعدد الحطات والذي يبلغ بروزة حوالي 1.50 متر وكان يعلوه شرفات مورقة أزيلت عن الواجهة العمومية والمدخل في السنين الأخيرة للتخفيف عنه.

    وبالطرف الغربي لهذه الوجهة يقوم المدخل العظيم الذي يبلغ ارتفاعه 38 مترا والذي يمتاز بضخامه وزخارفه المتنوعة المحفورة في الحجر أو الملبسة بالرخام وبمقرنصاته الخلابة التي تغطى حجر الباب.

    أما الواجهة الثانية فهى المشرفة على ميدان صلاح الدين وتتوسطها القبة تقوم على يمينها المنارة الكبيرة التي يبلغ ارتفاعها 84 مترا تقريبا وعلى يسارها منارة صغيرة أقل من الأولى ارتفاعا. ويرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 1070 هجرية = 1659 / 60م.

    حاليا : يعتبر مسجد السلطان حسن من أهم الأماكن السياحية التي يتوافد عليها السياح بمختلف ثقافاتهم، ويحتوي المسجد حاليا على مدرسة صغيرة للأطفال لتدارس القرآن الكريم[/align]

  2. #2
    عضو الابداع
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    السعودية، الظهران
    العمر
    68
    المشاركات
    3,900
    معدل تقييم المستوى
    61

    افتراضي مصر - جامع السلطان حسن - القاهرة

    [align=justify]جامع السلطان حسن بالقاهرة


    إذا كان لمصر القديمة ان تفخر بأهرامها فان لمصر الإسلامية ان تتيه عجبا بمدرسة السلطان حسن التي وصفها الورثيلانى الرحالة المغربى بأنها مسجد لا ثاني له في مصر ولا في غيرها من البلاد في فخامة البناء ونباهته.

    [imgr]http://www.landcivi.com/images/1.jpg[/imgr]وقد أمر ببناء هذا الصرح المعماري السلطان الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون ، احد ابرز سلاطين دولة المماليك البحرية بمصر والشام ، وكان ابتداء العمل فى بنيانه عام 757 هـ (1356 م) واستمر العمل جاريا في المدرسة إلى ان قتل السلطان على ايدى بعض أمراء المماليك ممن كانوا في صحبته فى رحلة صيد فى سنة 762 هـ (1360 م) فلم تكمل بعض أعمال الزخرفة فيها إلى يومنا هذا.

    وكان في موضع هذه المدرسة القصر الذي شاده الناصر محمد بن قلاوون لسكنى الأمير يلبغا اليحياوى فأمر السلطان حسن بهدمه لتوفير المساحة الكافية لاستيعاب وحدات مدرسته.

    [imgl]http://www.landcivi.com/images/7.jpg[/imgl]وتشغل مدرسة السلطان حسن مساحة قدرها 7906 مترا مربعا ولكنها من حيث الشكل تبدو متعددة الأضلاع ، إذ يبلغ طول اكبر الأضلاع 150 مترا وأطول عرض فيها 68 مترا ولها أربع واجهات تطل على ميدان القلعة وعلى الشوارع المؤدية إليه.

    وقد استخدمت الأحجار المشذبة بشكل رئيسي في أعمال البناء بالإضافة إلى الرخام المتعدد الألوان والجص الشاهق البياض أيضا.

    [imgr]http://www.landcivi.com/images/+2.jpg[/imgr]ويقع المدخل الرئيسي للمدرسة في الطرف الغربي للواجهة الشمالية وهو بحد ذاته طرفة أثرية يبلغ ارتفاعها 37.80 م وكان مقدرا للزخارف الحجرية والرخامية ان تحيط بالمدخل ولكن بعضها لم يستكمل بعد مقتل السلطان ويتوج المدخل بمجموعة كبيرة من المقرنصات الحجرية التي لا مثيل لها في تعقدها الهندسي.

    ويؤدى الباب إلى مدخل مربع الشكل مكون من ثلاثة ايوانات مغطاة بمقرنصات ويتوسطها قبة ملبسة بالحجر الأحمر ، وبصدر هذا المدخل مسطبة حلى صدرها بالرخام الملون الملبس في الرخام الأبيض المرمرى.

    [imgl]http://www.landcivi.com/images/6.jpg[/imgl]ومن هذا المدخل يتوصل إلى سلم ذي خمس درجات فسيحة ، ويؤدى المدخل بدوره إلى دهليز معقود ينثني على شكل زاوية قائمة إلى يسار الداخل لينتهي إلى صحن المدرسة المفروش بالرخام المتعدد الألوان.

    ومن ناحية التصميم المعماري فان مدرسة السلطان حسن تنبع فى تصميمها نظام المدارس المملوكية المعروف باسم التخطيط المتعامد ، والذي يتألف من صحن أوسط مكشوف تتعامد عليه أربعة ايوانات أوسعها وأعمقها إيوان القبلة ويعنى بالإيوان في هذا الطراز المعماري مساحة محاطة بالجدران من ثلاث جهات بينما يفتح الضلع الرابع بكامل اتساعه على الصحن ويغطى الإيوان دوما بقبو هو في حقيقته ليس سوى عقد ممتد مبنى بالآجر الأحمر.

    [imgr]http://www.landcivi.com/images/4.jpg[/imgr]والصحن الأوسط في مدرسة السلطان حسن مستطيل الأبعاد (43.6م × 32م) ويتوسطه فوارة ماء أصبحت الآن ميضأة ، تعلوها قبة خشبية محمولة على ثمانية أعمدة رشيقة من الرخام الأبيض ، وقد سجلت بدائرة خوذة القبة من الداخل كتابات نسخية تحوى بين نقوشها آية الكرسي ويحيط بالصحن أربع مدارس للمذاهب السنية الاربعة هى المدرسة الشافعية والمدرسة الحنفية بالإضافة إلى المدرستين المالكية والحنبلية ، وخلف هذه المدرسة الأخيرة توجد مساكن الطلاب الموزعة على ثلاث طوابق ، وتطل نوافذ المساكن على الطريق العام.

    أما الايوانات المحدقة بالصحن فاهمها بالطبع هو إيوان القبلة إلى تبلغ فتحته 19.20 م ، وبصدره المحراب البديع الذي كسيت حنيته وكذا تواشيح عقده بالرخام المتعدد الألوان والمذهب والمحلى بزخارف مورقة تتخللها رسوم عناقيد العنب.

    ويجاور المحراب منبر من الرخام له باب من النحاس المفرع وبوسط الإيوان دكة مبلغ من الرخام يلفت النظر فيها تلبيس عمد الرخام الملون في نواحيها.

    [imgl]http://www.landcivi.com/images/+3.jpg[/imgl]ويحيط بإيوان القبلة إفريز نادر من الجص مكتوب عليه بالخط الكوفي المزهر آيات من القرآن الكريم ويتخلل الكتابة زخارف دقيقة وقد غشيت الجدران الجانبية لإيوان القبلة بأشرطة من الرخام الملون إلى ارتفاع متر ونصف من أرضية الإيوان.

    وبالجملة فان الإيوان بزخارفه الرخامية والجصية يعتبر آية من آيات الفن الجميل ويساعد الارتفاع الكبير لعقد الإيوان على تضخيم أصوات المؤذنين أو القراء في هذا الإيوان.

    [imgr]http://www.landcivi.com/images/+5.jpg[/imgr]وخلف إيوان القبلة توجد القبة ويتم الوصول إليها عبر بابين يكتنفان المحراب احدهما ناحية الجنوب وهو مصفح بالنحاس الأصفر المكفت بالذهب وعليه اسم السلطان حسن والآخر فقد كسوته المعدنية التي يبدو إنها سلبت في القرن التاسع عشر بواسطة تجار العاديات.

    وتجدر الإشارة هنا إلى ان هذه القبة ليست القبة الأصلية لهذه المدرسة ، والتي فقدت فيما يبدو بسبب نزاع عسكري نشب بين فرق الجند العثماني حدث خلالها تراشق مدفعى بين قلعة الجبل والمماليك المتحصنين بمدرسة السلطان حسن.

    ومهما يكن من أمر ذلك فان لهذه القبة قاعدة مريعة طول كل ضلع من أضلاعها 21 مترا ويبلغ أقصى ارتفاع لخوذتها 48 مترا وذلك بعد تجديدها على يد الوالي العثماني إبراهيم باشا في عام 1082 هـ (1671م).

    [imgr]http://www.landcivi.com/images/8.jpg[/imgr]أما القبة الأصلية التي هدت فيظهر من كتابات الرحالة الأوربيين الذين زاروا مصر فى بدايات القرن الحادي عشر الهجري (17 م) إنها كانت أكثر ارتفاعا وكانت تشبه القباب السمرقندية ذات الرقبة الطويلة.

    وبواسطة الجدار الشرقي لقاعدة القبة محراب من الرخام محلى بزخارف دقيقة ، أما الجدران فيها وزرة رخامية مرتفعة نحو ثمانية أمتار ويعلوها إفريز خشبي به كتابة بارزة تحوى آية الكرسي (من سورة البقرة) ثم النص التأسيسي للقبة وهو(وكان الفراغ من هذه القبة المباركة في شهور سنة أربع وستين وسبعمائة وصلى الله على محمد).

    [imgl]http://www.landcivi.com/images/+9.jpg[/imgl]وبوسط حجرة هذه القبة تركيبة من الرخام كتب عليها إنها أنشئت سنة 786 هـ (1834 م) برسم تربة السلطان الشهيد الناصر حسن ، ولكن حقيقة الأمر ان السلطان لم يدفن فيها لان خصومه القوا بجثمانه فى النيل أما الذي دفن فيها فكان ابنه الشهاب احمد المتوفى عام 788 هـ (1386 م).

    وقد أودع بهذه القبة كرسي المصحف المكون من حشوات سن وأبنوسى وأخشاب ثمينة دقت بالأويمة والحشوات جمعت على هيئة الطبق النجمى ذلك الابتكار الزخرفى الذي اشتهر به فن الزخرفة الإسلامية على عهد المماليك.

    [imgl]http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ_4nTwwfIj6VlAdfjh9Gix10Xcus4K2lLXbrMul8zyIovjmIjz[/imgl]وكان المخطط للمدرسة ان تضم أربع مآذن ، فرغ بالفعل من تشييد ثلاث منها ، وان لم يبق منها سوى المئذنتان القائمتان اليوم على جانبي القبة بالواجهة الشرقية ، أما المئذنة الثالثة فكانت مشيدة على الكتف الأيمن للمدخل الرئيسي ولكنها سقطت لخلل معماري ناجم عن خطأ في حسابات ثقل أحجارها على قاعدة البناء وكان سقوطها سببا في وفاة بعض المارة في يوم السبت 6 ربيع الآخر سنة 762 هـ (1361 م) وعندئذ قرر السلطان حسن عدم بناء المئذنة الرابعة والتي كان من المقرر لها ان تحتل الكتف الأيسر للباب الرئيسي .

    وتجدر الإشارة إلى ان بعض الأعمال الزخرفية وخاصة الرخامية قد أجريت بعد وفاة السلطان حسن وذلك على يدي الأمير بشير أغا الجمدار وان لم يكمل هو الآخر بدوره هذه الأعمال التي لو أنجزت لكانت جدران المدرسة بمثابة متحف لفن الزخرفة الإسلامية.

    [imgl]http://www.lib.uchicago.edu/e/su/mideast/photo/294-91.jpeg[/imgl]ونظرا لضخامة بناء المدرسة فقد كان المماليك المتمردون على حكامهم بقلعة الجبل المواجهة للمدرسة ، يتحصنون بمباني المدرسة وينصبون المدافع بأعالي المئذنتين لقصف القلعة بالقذائف وقد كتب لهم النصر غير مرة على المتحصنين بالقلعة.

    وإذا كانت طلقات المدافع لم تفلح في النيل من مدرسة السلطان حسن فان عوامل عدة قد تضافرت على سلبها بعض نفائسها.

    [imgr]http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR1zHVj85qCt-hk2m4t53687eM3E1rGi8eVG329PFhwturIGDyH[/imgr]فقد سرقت بسطها الفاخرة في وقت غير معروف واستولى السلطان المؤيد شيخ المملوكي باب المدخل الرئيسي المصفح بالنحاس ونقله إلى مسجده القائم بقرب باب زويلة نظير ريع أحدى القرى بالقليوبية ونقل مع الباب أيضا بعض المشكاوات الزجاجية النفيسة وكانت كلها مموهة بالمينا المتعددة الألوان.

    وفى القرن التاسع استولى تجار العاديات على بعض أبواب المدرسة الداخلية المكفتة بالذهب والفضة وقد آل احد هذه الأبواب بعد طول تطواف إلى السفارة الفرنسية بالجيزة وهو الآن يغلق على مدخل السفارة المواجه لحديقة الحيوان بالجيزة.

    وقد عثر الأثرى حسن عبد الوهاب فى عام 1944 على اسم المهندس العبقري الذي اشرف على تصميم هذه المدرسة وبنائها وهو محمد بن بيليك المحسنى وهو من أولاد أمراء المماليك الذين قربهم السلطان حسن وسماهم المؤرخون بأولاد الناس ، وكل ما نعرفه عن هذا المهندس انه كان من أمراء الألوف وأولاد الناس ويبدو ان كونه من أولاد الناس قد دفعه إلى مصادقة السلطان الناصر حسن والارتباط به وليس من المستبعد ان يكون ابن بيليك قد انحاز الى جانب السلطان فى صراعه ضد الأمير يلبغا اليحياوى وهو الصراع الذي انتهى بقتل السلطان حسن وإلقاء جثته في النيل ، ويبدو ان صاحبنا المهندس قد قتل أيضا في خضم هذا الصراع أو تسحب واختفى عن العيون حيث لم يوقف له بعد ذلك على ترجمة أو تحديد لسنة وفاته ، وقد نجح المرحوم حسن عبد الوهاب في التوصل إلى اسم هذا المهندس عند قراءته لنص الطراز الجصى الذي تزدان به مدرسة الحنفية.

    وقبل هذا الاكتشاف كان علماء الآثار الأوربيين يجهدون أنفسهم في البحث عن المهندس العبقري الذي قام بتصميم هذه المدرسة وبلغ الشطط بأحدهم وهو هرتس باشا حدا دفعه إلى القول بان المهندس بيزنطي مسيحي تلقى أصول الطراز المعمارية الإسلامية في احد البلاد السلجوقية مما مكنه من تصميم بناء فائق في بابه مثل جامع السلطان حسن.

    وتنفرد هذه المدرسة بأكبر إيوان معقود في العمارة الإسلامية وهو إيوان القبلة وقد بلغت النفقة على القالب الذي شيد به عقد الإيوان المدبب حوالي 20 ألف دينار ذهبي ، كما تعتبر المقرنصات الحجرية للمدخل الرئيسي بها من الأمثلة النادرة في نوعها.

    ولا جدال في ان البناء الضخم للمدرسة بمئذنتيها السامقتين في رشاقة ملفتة يعد معجزة معمارية ليس فقط بالقياس للتقنيات والامكانات التي كانت متاحة لابن بيليك المحسنى في العصور الوسطي ولكن أيضا لقدرة المدرسة على الصمود أمام القصف المدفعي لمماليك القلعة واستفزاز اهتمام زوجة محمد على باشا خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل إذ حاولت هذه السيدة محاكاة هذا الصرح المعماري بإنشاء جامع الرفاعى في مواجهته ولكنه جاء دونه رونقا وجمالا رغما عن ان بناء الأخير استغرق قرابة عشرين عاما بينما شيد السلطان حسن هرمه المعماري هذا في نحو خمس سنوات لا أكثر.
    [line]-[/line]
    بقلم د. محمود رمضان - خبير في الآثار الإسلامية[/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا