بيروت - سارة دعدوش /القدس - جيفري هيلر (رويترز) - قال الجيش السوري إن إسرائيل استهدفت أحد مواقعه في محافظة حماة في وقت مبكر من صباح الخميس وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الموقع ربما يكون مرتبطا بإنتاج أسلحة كيماوية.
وذكر بيان للجيش أن الضربة الجوية قتلت جنديين وألحقت أضرارا مادية قرب مدينة مصياف وحذر من التداعيات الخطيرة لهذا العمل العدائي على أمن واستقرار المنطقة.
وقال المرصد إن الضربة استهدفت منشأة لمركز الدراسات والبحوث العلمية وهو الهيئة التي تقول واشنطن إنها تصنع الأسلحة الكيماوية في سوريا.
وجاءت الضربة في الصباح التالي لإعلان محققين تابعين للأمم المتحدة أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم بغاز السارين السام في أبريل نيسان.
وتنفي الحكومة السورية استخدام أسلحة كيماوية وفي عام 2013 وعدت بالتخلي عن برنامجها للأسلحة الكيماوية. وتقول دمشق إنها فعلت ذلك.
وقال المرصد إن الضربة أصابت أيضا معسكرا للجيش بجوار المركز يستخدم في تخزين الصواريخ أرض أرض وإن مقاتلين من إيران وحزب الله اللبناني شوهدوا هناك أكثر من مرة.
وامتنعت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي عن مناقشة تقارير بشأن توجيه ضربة لسوريا.
واعترف مسؤولون إسرائيليون فيما سبق بأن إسرائيل هاجمت شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة لحزب الله اللبناني حليف الرئيس السوري بشار الأسد لكنها لم تذكر أيها على وجه التحديد.
وفي مقابلة مع صحيفة هاارتس لدى تقاعده الشهر الماضي قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية السابق عامير إيشيل إن إسرائيل قصفت قوافل أسلحة لسوريا وحزب الله نحو 100 مرة في الأعوام الخمسة الماضية.
وتعتبر إسرائيل شحنات الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ أرض أرض والأسلحة غير التقليدية خطا أحمر.
الأسلحة الكيماوية
خاض حزب الله وإسرائيل حربا قصيرة عام 2006 وأوضح الجانبان أن أي صراع جديد بينهما سيكون على نطاق أكبر من ذلك الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 1300 شخص.
وحزب الله واحد من أهم حلفاء الأسد في الحرب وفي الشهر الماضي قال زعيمه حسن نصر الله إنه سافر في الآونة الأخيرة لدمشق للاجتماع مع الرئيس السوري.
وتجري إسرائيل مناورات عسكرية في شمال البلاد قرب الحدود مع لبنان.
وقال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد ومستشار الأمن القومي السابق ياكوف أميدرور للصحفيين إنه يعتقد أن الضربة يوم الخميس متصلة بزيارة نصر الله لدمشق.
وأضاف ”انتقلت أنظمة أسلحة من هذه المنظمة (مركز الدراسات والبحوث العلمية) لأيدي حزب الله خلال سنوات“.
وفي مايو أيار قال مسؤول بالتحالف العسكري الذي يدعم الأسد إن حزب الله يفرق بين قصف إسرائيل لمواقعه في سوريا وقصفها لمواقعه في لبنان. وقال المسؤول إنه إذا قصفت إسرائيل حزب الله في لبنان فمن المؤكد أن الحزب سيرد.
وقال بيان الجيش السوري إن الضربة وقعت في الساعة 2.42 بالتوقيت المحلي (23.42 بتوقيت جرينتش) دعما لتنظيم الدولة الإسلامية.
واخترقت طائرات حلقت فوق لبنان أثناء الليل حاجز الصوت وقالت وسائل إعلام لبنانية إن بعض الطائرات الإسرائيلية انتهكت المجال الجوي اللبناني.
وذكر المرصد أن إجمالي عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في الضربة سبعة.
وكتب عاموس يالدين رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية سابقا في تغريدة على موقع تويتر إن الهجوم ليس روتينيا واستهدف مركزا بحثيا عسكريا سوريا.
وقال ”المنشأة التي استهدفت في مصياف تنتج الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة التي قتلت آلاف المدنيين السوريين“.
وأضاف أن الضربة بعثت رسالة مفادها أن إسرائيل لن تترك سوريا تنتج أسلحة استراتيجية وستفرض خطوطها الحمراء وأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية في سوريا لن تعرقلها.
وقالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا يوم الأربعاء إن طائرة حكومية أسقطت غاز السارين على خان شيخون في محافظة إدلب في أبريل نيسان مما أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنيا وإن القوات الحكومية مسؤولة عن 27 هجوما كيماويا على الأقل.
وكان مسؤولون إسرائيليون صرحوا من قبل بأن إسرائيل وروسيا حليفة الأسد على اتصال مستمر لتنسيق العمل العسكري في سوريا.
وجاء هجوم يوم الخميس في الذكرى السنوية العاشرة لتدمير إسرائيل المفاعل النووي السوري.
مواقع النشر