بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
أبوظبي «تفزع» لدبي ب 10 مليارات دولار لصد رماح المتشفين بانتكاستها
الشيخ أحمد آل مكتوم: حكومة دبي عازمة على معالجة قلق دائني دبي العالمية
دبي – تقرير علي القحيص
أعلن في دبي أمس "الاثنين" عن تسلم الإمارة مبلغ 10 مليارات دولار من حكومة أبوظبي لمساعدتها في مواجهة التزماتها المالية المستحقة والبالغة 4.1 مليارات دولار.
وذكر الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس اللجنة المالية العليا بدبي إن بقية المبلغ سيتم استخدامه في تليبة التزامات مجموعة دبي العالمية تجاه الدائنين والمقاولين حتى أبريل المقبل، جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الشيخ أحمد بن سعيد لإعلان سلسلة من الاجراءات التي ستتخذها دبي في ما يتعلق بما اصطلح على تسميته "أزمة ديون دبي العالمية".
وقال رئيس اللجنة المالية بدبي "إن إمارة دبي شأنها في ذلك شأن جميع مراكز المال العالمية واجهت تحديات اقتصادية كبيرة في الفترة الأخيرة متأثرة بالأسواق العقارية العالمية والمحلية"
وأضاف "لقد أعلنت مؤسسة دبي العالمية في وقت سابق أنها قد لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل في مواعيد استحقاقها. ومنذ ذلك الوقت عكفت الحكومة على اتخاذ العديد من الإجراءات الشاملة لمعالجة هذا الوضع وذلك بهدف تأكيد الثقة والاستقرار في اقتصاد إمارة دبي "
وحدد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم عدداً من الإجراءات التي ستتخذها حكومة الإمارة لمواجهة الأزمة، أولها تمكن حكومة دبي من توفير دعم مالي هام وحيوي من حكومة أبوظبي ومصرف الإمارات المركزي لصالح صندوق دبي للدعم المالي والذي سيتم استخدامة لتغطية بعض الالتزامات المترتبة على دبي العالمية. كما أكد الشيخ أحمد بن سعيد حرص حكومة دبي على معالجة قلق دائني دبي العالمية وأعلن قرار حكومة دبي أنها ستسخدم المبلغ المتبقي من الدعم المقدم في تلبية الالتزامات للدائنين الحاليين والمقاولين. وشدد الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم على التزام مصرف الإمارات المركزي بتوفير الدعم للبنوك المحلية في دولة الإمارات. إضافة إلى ذلك، قال الشيخ أحمد بن سعيد إن حكومة دبي بصدد إعلان "عدد من التدابير القانونية التي ستمكن دبي العالمية من إعادة الهيكلة الشاملة لها ولشركاتها والتي ترتكز إلى أفضل المعايير المقبولة دوليا والتي من شأنها أن تحقق الشفافية وحماية الدائنين. وسيتم اللجوء لهذه التدابير في حال عدم توصل دبي العالمية والشركات التابعة لها إلى اتفاق بشأن جدولة الديون المتبقية"
وختم الشيخ أحمد البيان بتأكيده على أن دبي "ستظل كما هي، مركزا عالميا قويا وحيويا. وأيامنا الافضل لم تأت بعد"
وحتى يوم الأحد الماضي لم يكن يعرف مصير السندات الإسلامية البالغة قيمتها 4.1 مليارات دولار على مجموعة دبي العالمية والتي استحقت يوم أمس الاثنين.
ويأتي هذا الدعم من عاصمة دولة الإمارات أبوظبي الإمارة الغنية بالنفط في أول أيام استحقاق سندات مجموعة دبي العالمية.
وانعكست آثار هذا الإعلان بسرعة على أسواق المال والبورصات في الإمارات إذ عاودت الأسهم انتعاشها بعد سلسلة من الانخفاضات الحادة والخسائر الفادحة التي منيت بها تلك الأسواق منذ إعلان مجموعة دبي العالمية في 25 نوفمبر الماضي بأنها قد لا تستطيع الوفاء بجميع التزاماتها تجاه الدائنين الأمر الذي هزّ صداه الأسواق المالية حول العالم، وهذا ما يدل على تأثير مدينة دبي في الأسواق العالمية.
وكانت مدينة دبي تتصدر المراكز المالية العالمية في جذب الاستثمارات، وتستضيف الإمارة مشاهير السينما العالمية وألمع نجوم الكرة الذين تملكوا الفلل والشقق الفائقة الرفاهية في مشاريع دبي الخيالية كالنخلة في الجميرا وجزر العالم وكذلك ملاعب الغولف العالمية التي أنشئت في وسط الصحراء.
ويتوقع مراقبون تعافي وانتعاش اقتصاد دبي بعد تلقيه الدعم من العاصمة الإماراتية أبوظبي والتي اعلنت مؤخرا عن الموازنة الأكبر في تاريخها، وسجلت أعلى دخل للفرد في العالم، كما ستخمد الهجمة الغربية الشرسة التي تشفت بأزمة دبي العالمية، حيث وصفتها بعض وسائل الإعلام الغربية بأنها مجرد فقاعة مؤقتة قابلة للانفجار بأي لحظة، حتى ان صحفاً غربية نشرت رسوم كاريكاتورية مسيئة، كأحد الرسوم الذي صور شخصية خليجية يرتدي الزي العربي ويقول "لدي 6 زوجات و 42 ولدا لا استطيع اطعامهم من يتبرع لي" مما يفسر أن الهجمة الشرسة على دبي لا علاقة لها بالديون والاستحقاقات المترتبة عليها بل لأنها تجربة عربية ناجحة ولامعة، وعبر عن ذلك الكثير من المستثمرين الغربيين بقولهم ذهبت أموالنا في العقارات والابراج التي ثبتت على أرض الإمارات والآن لا نستطيع حملها على ظهورنا والهرب بها على متن الطائرات المغادرة، وهذا من الاسباب التي دعت وسائل الاعلام الغربية إلى شن حملة مسعورة على مدينة دبي ونهضتها. إلا أننا لم نلاحظ أي تعليق أو أي انسحاب لكبار المشاهير والأثرياء من منتجعاتهم وجزرهم التي تقبع على شواطئ الخليج العربي في مدينة دبي التي اضحت تعرف بمدينة الأبراج. ووصف مراقبون بأن البنية التحتية للإمارة قوية لأن اقتصادها يعتمد على عدة مصادر متنوعة من أهمها السياحة التي لازالت تستقطب العديد من الجنسيات المختلفة لا سيما من الدول الأوربية اللذين يعتبرون شواطئ ومدينة دبي من الواحات الآمنة والمناخ الملائم لهم خصوصا الهاربين من المناطق الباردة إلى المدن الدافئة. وقد توقع مراقبون ان ابوظبي سوف تدعم دبي في حال تعرضها لأزمة حقيقية وذلك من خلال التصريحات والاشارات الايجابية من قبل المسؤولين من كلا الإمارتين أبوظبي ودبي، وهذا ما حصل بالفعل حيث ساندت إمارة أبوظبي شقيقتها في أول استحقاق عليها للدائنين.
مواقع النشر