رام الله - قيس أبو سمرة (الأناضول) : تواصل الفلسطينية حنان الحروب(43عامًا)، العمل على تطوير منهجيتها في التعليم، طامحة الحصول على لقب أفضل معلم على مستوى العالم، بعد اختيارها الأسبوع الماضي في مسابقة مؤسسة "فاركي فاونديشن" البريطانية، ضمن أفضل 10 معلمين على مستوى العالم.
الحروب وخلال لقاء الأناضول في مدرستها "مدرسة سميحة خليل" الحكومية، بدت متفائلة بالحصول على لقب أفضل معلمة على مستوى العالم، بمنهجيتها القائمة على الحد من العنف.
وتقول الحروب، التي تسكن مدينة البيرة، القريبة من رام الله، وسط الضفة الغربية "وصلت إلى هذه المرتبة بمنهجية(الحد من العنف)، وأسلوب(نلعب ونتعلم)، استطعت من خلالها غرس قيم وأخلاق تربوية وأكاديمية قطفت ثمارها في سلوكيات الطلبة".
وتضيف "ما يعيشه شعبنا الفلسطيني من تأثير الاحتلال الإسرائيلي غرس لدى الأطفال سلوكيات وعنف، يشاهدون العنف الإسرائيلي من خلال التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل مباشر، بمنهجيتي استطعت رغم الصعاب تخليصهم من هذه السلوكيات، وخلق جيل متعاون يمتاز بسلميته".
واستقت السيدة الحروب، منهجيتها من تجربة شخصية عاشتها مع عائلتها، تقول "في انتفاضة الأقصى تعرضت عائلتي لإطلاق نار من قبل قوة عسكرية إسرائيلية، قرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، أصيب زوجي بجراح، الجنود تركوا أبنائي وزوجي وهم يضحكون".
تتنهد السيدة وتضيف "هذه الحادثة شكلت انتكاسة وصدمة على نفسية أطفالي، استطعت في حينها إخراجهم منها بهذه الطريقة(نلعب ونتعلم)، نجحت معهم وأخرجتهم من العزلة وعادت لهم الثقة في النفس، فكانت البداية والمحفّز لي لأن أكون سندًا ومعينًا للأطفال".
وتدرّس الحروب، طلاب الصّف الثاني الأساسي، تقول عن ذلك "بعد حادثة عائلتي قررت أن أكون معلمة مرحلة أساسية،(...) في هذا الوقت من العمر، الطفل بحاجة إلى من يسانده، وقد نجحت، اجتهد أن أعطي كل طالب من طلابي وقتًا كافيًا".
وتحاول الحروب، أن تكون قريبة من طلابها قدر المستطاع، فقد حولت غرفة الصف إلى حديقة، وساحة للعب، ومدرسة، استخدمت أدوات بسيطة من البيئة وحولتها إلى وسائل تعليمية، وعن غرفتها تقول "هذه مملكتي الخاصة".
وعن وصولها إلى مرتبة أفضل 10 معلمين على مستوى العالم، تقول الحروب "استطاعت حنان أن تكتب فلسطين على خارطة العالم مرة أخرى، كانت البداية الشهر الماضي عندما فزت مع اثنين من زملائي المعلمين ضمن أفضل 50 معلمًا، واليوم حافظنا على وجود فلسطين ضمن أفضل 10 معلمين".
وتابعت "أعتبر هذا الفوز نصر للمعلم الفلسطيني، رسالة يقدمها للعالم ومفادها أن "المعلم الفلسطيني قادر أن يتحدى كل الصعوبات وقادر على الإنجاز وحل الإشكاليات، يمكننا أن ننجز شيئًا من لا شيء".
تبتسم الحروب وتقول "كلي ثقة بالحصول على لقب أفضل معلم على مستوى العالم، هذا الشعور أستمده من ثقتي بعملي، ودعم من حولي، وأقول إن فلسطين انتصرت، وستحقق النصر دوما".
وتشير، إلى أنها أحدثت حراكًا وتشجيعًا بين مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، وتقول "هناك زملاء يقولون أنهم سيتقدمون للمسابقة، في السنوات المقبلة، وبات طلبة يخططون للتميز بنواح مختلفة من الحياة".
الحروب تضيف "أقول باختصار فوز منهجيتي هو فوز لفلسطين".
وكانت مؤسسة فاركي فاونديشن، اختارت الخميس الماضي، المعلمة الحروب ضمن أفضل عشرة معلمين على مستوى العالم، في المرحلة الثانية من المسابقة، ومن المفترض أن يفوز واحد من بين العشرة في المرحلة الثالثة، التي تجري في 12 من مارس/ أذار المقبل.
وسيكشف النقاب عن الفائز بالجائزة، خلال حفل يقام في دبي بالإمارات في 13 مارس، وقيمتها مليون دولار أمريكي.
وبحسب أرقام صادرة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، يبلغ عدد المعلمين العاملين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، قرابة 44 ألف معلم ومعلمة، يدرّسون أكثر من مليون طالب وطالبة.
مواقع النشر