بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحماض الدهنية مغذية لشبكية العين
توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية طيلة الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل، مع عرض المواد الغذائية الصلبة تدريجيا بعد ذلك كما توصى بإكمال الرضاعة الطبيعية حتى سن سنتين على الأقل.
لا يخفى على الجميع فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل وللأم معاً نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر خفض خطر متلازمة الموت المفاجئ للرضع وانخفاض احتمال الإصابة بأمراض الأذن الوسطى وانخفاض مخاطر بعض أنواع السرطان مثل سرطان الدم في مرحلة الطفولة، وانخفاض خطر الإصابة بسكري الطفولة، وخطر الإصابة بالربو والأكزيما، ومشاكل الأسنان، وانخفاض خطر الإصابة بالبدانة لاحقاً في فترة البلوغ وما بعده وانخفاض مخاطر الإصابة بالاضطرابات النفسية.
الرضاعة الطبيعية توفر فوائد صحية للأم حيث تساعد الرحم على العودة إلى حجمه قبل الحمل وتقليل النزيف بعد الولادة، وكذلك مساعدة الأم في العودة إلى وزن ما قبل الحمل. الرضاعة الطبيعية تقلل أيضا من خطر الإصابة بسرطان الثدي... خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة يفرز الثدي اللبأ. وهو سائل مصفر غني بالبروتين والعناصر التي تساعد على تعزيز النظام المناعي للرضيع. اللبأ يساعد أيضا الجهاز الهضمي عند حديثي الولادة على النمو والعمل بشكل صحيح.
بعد 3 إلى 4 أيام يبدأ الثدي إنتاج الحليب المعتاد الذي يروي عطش الطفل، ويوفر البروتينات والسكر والمعادن وجميع احتياجات الطفل. مع مرور الوقت يصبح الحليب سميكا مع مكونات الدهون ليشبع جوع الطفل. حليب الأم يحتوي على 0.8٪ الى 0.9٪ بروتين، 4.5٪ الدهون، والكربوهيدرات 7.1٪ و 0.2٪ معادن. الكربوهيدرات هي بشكل رئيسي سكر اللاكتوز. الدهون تحتوي على الدهون الثلاثية محددة من حمض الأوليك، والحامض النخيلي وكذلك الى حد بعيد على كمية كبيرة من الدهون المشبعة ومقدمات الاحماض الدهنية غير المشبعة التي تعتبر ذات فائدة صحية كبيرة.
بعد افراز حليب الأم يمكن حفظه في درجة حرارة الغرفة لمدة 6–8 ساعات، ويمكن حفظه في الثلاجة في درجة 4 درجات مئوية حتى خمسة ايام كما يمكن حفظه في "الفريزر" عند اقل من 15 درجة مئوية تحت الصفر حتى أسبوعين.
ولا يوجد مجال لمقارنة حليب الرضاعة الطبيعية بأي حليب صناعي اخر لا من ناحية المحتوى ولا الفائدة فحتى لو كانت كمية بعض المعادن أعلى في الحليب الصناعي فان قوة امتصاص الكمية البسيطة الموجودة في الحليب الطبيعي هي أعلى وأنفع للطفل من تلك المادة الوفيرة من ذلك المعدن والموجودة بشكل اكبر في الحليب الصناعي وأخص بذلك عنصر الحديد.
في بعض الظروف الصحية التي لا يمكن للأم إرضاع طفلها رضاعة طبيعية واذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الدرن، الهربس او استعمال بعض الادوية ففي هذه الحالة ينصح باستعمال بعض انواع الحليب البديلة وقد تم مؤخرا اطلاق نظام البايوفاكترز في طريقة التغذية البديلة لحليب الأم في حال تعذر تلقي الرضاعة الطبيعية لأسباب صحية اذ ان حليب الأم لا يوجد حليب منافس له لا في المحتوى ولا الفائدة وتتلخص تلك الطريقة "البايوفاكترز" في اضافة بعض المركبات المفيدة لنمو وصحة الطفل الى مركبات الحليب الصناعي ومن امثلة تلك المركبات ألفا بروتين سهل الهضم الذي يعزز كفاءة الجهاز الهضمي، وعناصر AA و DHA والزنك والحديد التي تساهم في النمو العقلي، وكذلك الكاروتين الطبيعي والزنك مع النيوكلوتايدز التي تساعد على تطوير وتحسين جهاز المناعة لدى الرضيع؛ فيما يعد الكالسيوم والفوسفور ضروريين للنمو السليم للعظام.
DHA *
هو حمض دهني "اوميقا 3" عبارة عن احد الاحماض الدهنية الضرورية لبناء جسم الطفل والحفاظ على استمرارية صحته وتعتبر زيوت الأسماك من اغنى المواد الغذائية بهذه المادة. ويعتبر احد اهم الاحماض الدهنية في المخ، شبكية العين والسائل المنوي وقد ارتبط تناول هذا الحمض بانخفاض حاد في امراض القلب والشرايين لدى البالغين نظرا الى انه يؤدي الى انخفاض في مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية التي تتراكم على الجدران الداخلية للأوردة والشرايين مسببة تضيقا او انسدادا في تجويفها ما يؤدي الى الجلطة الدماغية او الذبحة الصدرية كما ان نقص ذلك الحمض ارتبط بفرص اكبر لظهور مرض الزهايمر.
يمثل DHA حوالي 40% من الاحماض الدهنية غير المشبعة في المخ كما يمثل 60% من مجمل تلك الاحماض في شبكية العين.
دوره في مقاومة السرطان
من خلال مجموعة كبيرة من الأبحاث والدراسات التي أجريت على مئات المتطوعين وجد ان الحمض الدهني DHA له دور مؤثر في إيقاف نمو الخلايا السرطانية وخاصة الأورام التي تصيب القولون. في نهاية عام 2009م ومن خلال دراسة أجريت على مجموعة من المرضى المصابين بسرطان البروستات وجد ان ذلك الحمض الدهني زاد من قوة تأثير العلاج الكيميائي للقضاء على مثل تلك الأنواع من الأورام.
الحمل والرضاعة
يتركز هذا الحمض في نطاق حليب الأم من 0.07٪ إلى أكبر من 1.0٪ من مجموع الأحماض الدهنية، وذلك يعني ان حوالي 0.34٪. مستويات حمض DHA في حليب الأم أعلى إذا كان النظام الغذائي للأم عالياً في الأسماك.
نقص مستويات الحمض في الجسم تتسبب في ضعف نمو شبكية العين، قصور في حدة البصر والنمو الادراكي والمعرفي للطفل. ينصح بان تتلقى الأم الحامل او المرضع ما مقداره 300 مجم في اليوم من DHA في حين ان استهلاك الجسم يوميا من نفس الحمض يتراوح بيم 45 الى 115 مجم
منذ عام 2001م بدأت بعض شركات الحليب في اضافة هذا المركب وغيره مثل (حمض اراكيدونك) حيث أقرت هيئة الغذاء والدواء الامريكية تلك الإضافات على مساحيق حليب الأطفال.
تطوير الرضاعة الصناعية ببعض الإضافات
*أراكيدونيك أسيدAA""
هو أحد الأحماض الدهنية الأخرى غير المشبعة ويدعى أيضا أوميجا 6 ويوجد بكثرة في زيت الفول السوداني وهو مهم لخلايا الدماغ والعضلات وهو ضروري أيضا لإصلاح ونمو الأنسجة العضلية الهيكلية. حمض اراسيدونيك هو ايضا واحد من الأحماض الدهنية الأكثر وفرة في الدماغ وهو مفيد في نمو وإصلاح الخلايا العصبية وقد اظهرت بعض الدراسات التي عملت على هذا المركب ان إعطاء الأطفال في عمر 18 شهرا او اضافة هذا الحمض الى اغذيتهم لمدة 17 أسبوعا كان كافيا لزيادة القدرة الذهنية لدى الطفل مستقبلا كما وجد عند البالغين ان خلل استقلاب "اراكيدونيك اسيد" في غذائهم كان مرتبطا بالأمراض النفسية ثنائية القطب كما مرض الزهايمر.
* الزنك
الزنك هو معدن أساسي بيولوجي يدخل في كثير من التفاعلات الكيميائية داخل جسم الانسان. نقص الزنك يؤثر على حوالي ملياري شخص في العالم ويرتبط مع العديد من الأمراض. وفي الأطفال يتسبب نقصه في تأخر النمو، وتأخر النضج الجنسي، قابلية العدوى، والإسهال، والمساهمة في وفاة حوالي 800 الف طفل سنويا في جميع أنحاء العالم.. يعتقد أن الزنك يمتلك الخصائص المضادة للأكسدة التي تحمي ضد الشيخوخة المبكرة للجلد وعضلات الجسم، وعلى الرغم من الدراسات تختلف في فعاليتها الا انه من المرجح ان الزنك يساعد أيضا على تسريع عملية الشفاء بعد الإصابة. يعمل الزنك على حماية الجلد من حروق الشمس في فصل الصيف ومن لسعات البرد في فصل الشتاء كما انه يساعد على وقاية الطفل من الكثير من الالتهابات الجلدية وخاصة في منطقة الحفاظ المعدل الموصي به للبالغين يوميا هو 8–11 ملغ. يوجد هذا العنصر الحيوي في اللحوم الحمراء، ولحم البقر خاصة، والضأن والكبد كما تحتوي بعض النباتات على الزنك ويكثر وجوده في القمح والبذور المختلفة والسمسم والمكسرات واللوز والحبوب الكاملة وبذور اليقطين وبذور عباد الشمس.. نقص الزنك عادة ما يكون نتيجة لعدم كفاية المدخول الغذائي، ولكن يمكن ان ترتبط مع سوء الامتصاص، التهاب الأمعاء، مرض الكبد المزمن، وأمراض الكلى المزمنة، وفقر الدم المنجلي، والسكري، والأمراض المزمنة الأخرى. أعراض نقص الزنك متنوعة. وتشمل الاكتئاب، والإسهال، والعجز وتأخر النضج الجنسي، المشاكل الجلدية، ضعف الشهية، وتدني مناعة الجسم.
النيوكليوتيدات
النيوكليوتيدات هي مركبات موجودة بشكل طبيعي في حليب الثدي. وهي مهمة في عمليات حيوية كثيرة مختلفة في التمثيل الغذائي في الجسم مثل استقلاب الطاقة والتفاعلات الإنزيمية كما أنها ضرورية لأداء وظائف الجسم الطبيعية. مقارنة مع حليب الأم فان حليب البقر يحتوي على مستويات أدنى من النيوكليوتيدات لذلك، فقد أضافت العديد من الشركات التي تنتج حليب الأطفال النيوكليوتيدات إلى مركبات الحليب التي تنتجها.
مع تمنياتى للجميع بالصحة والعافية... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواقع النشر