سارقا الخروفين بعد سجنهما 6 سنوات: لا نملك قيمة كتابة لائحة الاعتراض
الحاجة وراء الجريمة .. والحكم تجاوز حجم القضية
فهد الرياعي - أبها
أرجع عبدالله بن عاتق الشهري الذي نال مع صديقه عقوبة السجن ثلاث سنوات والجلد ألف جلدة لكل منهما بسبب سرقة خروفين في بيشة، فعلته إلى « الحاجة». ومن داخل أسوار سجن بيشة العام، غمرت الدموع عيني الشاب عبد الله بن عاتق الشهري، وقال إنه اضطر لمد يده على حقوق الغير، وإن الحاجة الدافع وراء ذلك، مشيراً إلى أن الحكم الصادر من محكمة بيشة الأسبوع الماضي كان قاسيا - حسب وصفه.
عقوبة قاسية: وأوضح الشهري لـ «عكاظ» أنه «لم أتوقع أن تكون العقوبة بهذا الشكل على جناية لم تتجاوز سرقة خروفين، بعتهما وصديقي بمبلغ لا يزيد على 700ريال، وذلك للحاجة الماسة وظروف أسرتي المادية». وبين أن الجهل وعدم تقدير الأمور كان أيضا سببا مباشرا في ارتكاب السرقة، عطفا على صغر سنه وزميله. وأضاف «استبشرنا خيرا وزميلي عندما تنازل أصحاب الخروفين تقديرا منهم لصغر عمرينا، وجهلنا، ولعلمهم بحاجتنا من خلال التعرف على ظروفنا الأسرية، وما نعانيه من ضيق ذات اليد، لكننا صدمنا بحكم تجاوز حجم القضية».
وأشار إلى أنه أوقف عاما كاملا قبل صدور الحكم الشرعي عانى خلاله الأمرين، حتى أنه تمنى الموت قبل صدور الحكم، وحاول الانتحار بقطع الأوردة في ذراعه اليسرى، حتى صدر الحكم القاسي.
لائحة الاعتراض
وفيما كشف علي بن عاتق شقيق المتهم أنه يبحث عن قيمة كتابة لائحة الاعتراض على الحكم لتخفيفه حسبما يخول له النظام ذلك، أكد أنه وأخاه «ضحية ظروف أسرية واجتماعية، عانينا منها سويا، إذ نتنقل بين منزل أخي وعمي بعيدا عن منزل والدنا، الذي يعاني من ظروف مادية سيئة، أجبرتنا على عدم إكمال دراستنا التي لم تتجاوز الابتدائية، وبعدما لم نعثر على وظيفة مناسبة، قررنا إكمال دراستنا، ولكن المدارس رفضتنا بسبب كبر سننا فواصلنا دراستنا بنظام المنازل».
وشدد على أن أخاه لم يسرق انتقاما أو حبا للتخريب أو إلحاق الضرر بأحد، ولكنها نزوة عن جهل لصغر سنه أولا، ثم لحاجة وفاقة ألمت به وبالأسرة، مشيرا إلى أن تنازل أهل الحق الخاص رفع عنهم الضرر، لكنهم صدموا بحكم القضاء على أخيه وزميله، بالرغم «أننا نسمع عن قضايا أشد من قضية أخي والحكم فيها كان أخف على الأقل في الجلد».
وأضاف «لا أزال أبحث عن من يقرضني قيمة رفع لائحة الاعتراض، وتبنى أكثر من مستشار ذلك بمقابل كبير يفوق قدرتي وأسرتي».
نص الحكم
وكان الحكم الذي أطلقته محكمة بيشة الأسبوع الماضي الذي يقضي بالسجن ست سنوات والجلد ألفي جلدة للشابين أثار العديد من ردود الأفعال. وحسب نص صك الحكم الذي حصلت «عكاظ» على نسخة منه فإنه «تم إصدار الحكم بعد أن ثبت عدم تورط الشابين في أي قضية أخرى، ولم يطبق بحقهما حد السرقة وهو قطع اليد وتم الاكتفاء بالسجن والجلد، بالرغم من أن المدعي العام كان ينادي بقطع أيديهما بسبب هذه القضية».
((( التعليق )))
من الحق والعدل إنزال العقوبة الشرعية بحقهما ولكن ثلاث سنوات سجن بحق كل منهما فيها قسوة شديدة من حيث المدة
والغريب أن هناك جرائم أخلاقية مشينة يرتكبها بعض الوافدين وتكون الأحكام فيها أقل من بضعة شهور سجنا
ونتمنى أن تكون هناك لوائح مثبتة بالعقوبات الشرعيه تقيد القضاة في أحكامهم بين المناطق فبعض الأحكام تأتي مخففة جدا في الشمال مثلا ومشددة في الجنوب والتقديرات تختلف من قاض إلى آخر لأسباب عديده لانتعرض فيها للذمم ولكن لمجرد التقديرات الشخصية من القضاه
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20090113/Con20090113252194.htm
مواقع النشر