كيب كنافيرال (فلوريدا) ايرين كلوتز (رويترز) - قال علماء يوم الجمعة إن صورة ظلية (سلويت) مثيرة للكوكب القزم بلوتو التقطها المسبار الآلي (نيو هورايزونز) التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) بعد ان اقترب من الفلك الجليدي الاسبوع الماضي أوضحت طبقة سميكة من الأجواء الضبابية الكثيفة فيما كشفت صور قريبة من سطح الكوكب عن دفقات من غاز النيتروجين المتجمد.



وأصبح المسبار (نيو هورايزونز) أول مركبة فضائية تزور بلوتو وأقماره التابعة له وأرسل حتى الآن خمسة في المئة من اجمالي الصور والبيانات العلمية التي جمعها قبل وأثناء اقترابه من الكوكب المتجمد في 14 يوليو تموز الجاري وبعد ذلك.

وتضمنت أحدث مجموعة من الصور صورة ظلية لبلوتو فيما كانت الشمس على الجهة الأخرى. ويبعد بلوتو عن الشمس مسافة ثلاثة مليارات ميل فيما ترسل اشعتها حول وعبر المجال الجوي للكوكب.

وأشار تحليل الصور الى وجود طبقات ضبابية واضحة في الغلاف الجوي لبلوتو المكون من غازات النيتروجين وأول اكسيد الكربون والميثان.

وتمتد هذه الطبقة لمسافة 161 كيلومترا على الأقل من سطح بلوتو.

وقال مايكل سامرز الباحث في برنامج المسبار والذي يعمل بجامعة جورج ماسون في فيرفاكس بفرجينيا للمراسلين في مؤتمر صحفي "إنها أول نظرة الى الطقس في الغلاف الجوي لبلوتو".

وأضاف أنه مع سقوط هذه الجسيمات الدقيقة على أرض الكوكب ربما يحدث تفاعل كيماوي يعطي لبلوتو المظهر اللوني الأحمر.



ولم تكن الطبقة الضبابية -التي تمتد لمسافة تزيد بمقدار خمس مرات عن الصور التي توقعتها نماذج الكمبيوتر- المفاجأة الوحيدة إذ أظهرت قياسات الضغط الجوي ان الكتلة الاجمالية لغلاف بلوتو الجوي تراجعت بواقع النصف خلال عامين.

وقال سامرز "إنه أمر في غاية الغرابة على الاقل بالنسبة الى عالم في الغلاف الجوي. ينبئك هذا بأن شيئا ما يحدث".

وستتوالي على مدى العام القادم تفاصيل جديدة فيما يواصل المسبار ارسال بياناته المسجلة الى الارض.

ونشرت ناسا صورا جديدة لسطح بلوتو تضمنت مؤشرات توحى بحدوث طائفة واسعة النطاق من الانشطة الجيولوجية بما في ذلك التدفقات الجليدية الخاصة بهذه الكوكب القزم.



وتصل درجة حرارة سطح بلوتو الى 235 درجة مئوية تحت الصفر ما يعني ان من الصعوبة بمكان ان يكون جليده مكونا من الماء وبدلا من ذلك يتكون معظم جليد سطح بلوتو من غاز النيتروجين المتجمد.

وقال وليام ماكينون العالم ضمن مهمة المسبار (نيو هورايزونز) والاستاذ بجامعة واشنطن في سانت لويس "كنا نعرف بوجود نيتروجين متجمد على بلوتو .. وتصورنا ان النيتروجين يتسامى او يتبخر في مكان ما ويتكاثف في مكان آخر. لكن رؤية أدلة على وجود أنشطة جيولوجية حديثة يمثل حلما تحول الى واقع".

وأضاف مستدركا ان لفظ "حديثة" في السياق الجيولوجي لا يعني ان ذلك حدث أمس ونظرا لعدم وجود حفر ناتجة عن الاصطدام يشك العلماء في ان سطح بلوتو تكون منذ بضع مئات الملايين من السنين وهو يمثل جزءا ضئيلا للغاية من عمر نشأة المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار عام.

واوضحت صور سابقة أرسلها المسبار وجود تكوينات مضلعة الشكل وتلال منبسطة وسط سهول خالية من الحفر.



والهدف من مهمة المسبار التي تكلفت 720 مليون دولار هو رسم خريطة لسطح بلوتو وتشارون أكبر أقماره وتحديد المواد المكونة لهما فضلا عن دراسة الغلاف الجوي لبلوتو.

وأطلق (نيو هورايزونز) في يناير كانون الثاني من عام 2006 وقطع مسافة 4.88 مليار كيلومتر حتى أصبح عند أقرب نقطة من الكوكب.

كانت باكورة النتائج التي تمخضت عنها رحلة المسبار متوجا رحلته التي استغرقت تسع سنوات ونصف السنة اكتشاف منخفضات وصخور ووديان وجبال شاهقة على بلوتو -يصل ارتفاع أطولها الى 3350 مترا أي ما يعادل ارتفاع جبال روكي في كندا- بعد ان أصبح على مسافة 12550 كيلومترا من الكوكب النائي وأقماره الخمسة.

ويدور بلوتو حول الشمس مرة كل 248 سنة في مدار يتغير ويتبدل مع تغير الفصول والمواسم. ويقترب بلوتو في دورانه حول الشمس على مسافة أقل من تلك التي يقترب بها كوكب نبتون.