السلام عليكم
لقد تكفل الله تبارك وتعالى برزق خلقه، بل إن رزق الإنسان يكتب له وهو في بطن أمه، لكنه تبارك وتعالى، أمر الناس بأن يسعوا لتحصيل الرزق والبحث عنه، بل جعل هذا العمل عبادة جليلة يثاب عليها صاحبها.
والناس يتفاوتون في ميدان طلب الرزق والسعي إليه، وبذلك تتم أمور الحياة، ويُكمِّل بعضهم بعضاً، ويُسَخَّر بعضهم لبعض.
وأبواب الرزق المباح كثيرة وواسعة، بل الإباحة هي القاعدة والأصل، والتحريم استثاء من القاعدة.
لكن بعض الناس أَسَرَتْه الدنيا وسيطرت عليه شهواته العاجلة، وصار يلهث ويلهث، ويجري في سعار محموم يجمع المال من هنا وهناك، فالحلال ما حل في يده، همه أن يزداد رصيده من المال، بغض النظر عن مصدره وسبيل جمعه.
إن أولئك الذين يتاجرون بما حرم الله تبارك وتعالى يجنون على أنفسهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
إنهم يحرمون أنفسهم بركة الرزق الحلال، فالمال ليس مجرد دراهم عاجلة يجنيها المرء؛ فكم من إنسان كان ماله سبب وباله وشقائه.
وهم يطعمون أولادهم مالا حراماً؛ فلايقتصر أثر المعصية عليهم بل يمتد إلى أولادهم وذريتهم.
وهم يتسببون في إعانة الناس على فعل الحرام حين يبيعونه لهم؛ وقد أخبرالله أنه قريب من عبده يستجيب له إذا دعاه (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) لكنه تبارك وتعالى قد عاقب الذين يأكلون الحرام بأنه لايجيب دعاءهم، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟".
فأعيذك بالله أخي الكريم أن تكون ممن يكتسب المال مما حرم الله، أو يبيع الناس مايستعينون به على الحرام، فإن كنت وقعت في شيء من ذلك فبادر للتوبة، فإن الله يقبل توبه عبده إذا تاب.
مواقع النشر