بيتسبرغ - واس : نوه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - من عناية واهتمام بآثار المملكة العربية السعودية وتاريخها.
وقال سموه في كلمة خلال افتتاح معرض " روائع آثار المملكة عبر العصور " الليلة الماضية في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأمريكية :" لقد أمضينا عدة ساعات اليوم لنقول ، إن المملكة العربية السعودية مقبلة على مشروع جديد ومستقبل واعد وذلك بالتحدي الحضاري الذي قبله خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - حيث قرر مواجهة واقع الحياة ومتغيراتها, وكل ما نفعله اليوم لإبراز البعد الحضاري والعمق التاريخي للمملكة ما كان ليتحقق لولا رؤية وعزيمة الملك المفدى - رعاه الله - ، لقد غير فينا الطريقة التي نرى فيها دولتنا ودفعنا للإبداع بشجاعة " .
وأضاف سموه : لقد قررنا أن نكون معكم اليوم بمعرض روائع الآثار المملكة لنصل برسالتنا إلى العالم أجمع ، ليس بموقف الدفاع بل بشجاعة التحدي الحضاري كما هي ثقافتنا الاجتماعية المبنية على الصدق والأمانة.
وأشاد سموه بالتطور والنهضة التي تشهدها المملكة ، وقال :" لدينا اقتصاد قوي ولدينا وجود ملموس على الساحة الدولية ولدينا رجال مبدعون , ولدينا علاقة مميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بلقاء الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله - والرئيس الراحل روزفلت ، حيث تمتعا بعلاقة قوية مبنية على أساس الندية ووضوح النوايا".
وأوضح أن مسيرة التقدم الحديثة بدأت بتأسيس المملكة منذ القرن الثامن عشر وأرساها الموحد الملك عبد العزيز في القرن العشرين ، فلا حضارة بدون استقرار ولا استقرار بدون وحدة ، ولهذا كان الملك عبد العزيز هو صاحب الريادة ومؤسس الحضارة الحديثة للمملكة ، والأهم أنه هو صاحب أنجح تجارب الوحدة في المنطقة وعبر التاريخ ، لهذا فالمملكة العربية السعودية تقدم رسالة المعرفة والسلام والحضارة للعرب والمسلمين والعالم .
وبين أن البعد الحضاري للمملكة ترى ملامحه في كل مكان على أرضها، وهي أكثر الأمم نجاحاً وازدهاراً في المنطقة ، مشيراً إلى أن المملكة مهد الإسلام وبلد مستقر وقوي ومستعد للمساعدة بما فيه منفعة للعالم والشعوب .
وأكد الأمير سلطان بن سلمان في كلمته خلال الحفل أن المملكة بلد يسير باستمرار على طريق النهضة والازدهار ، وما يقدم في معرض " روائع الآثار " ما هو إلا دليل على عهد أرض المملكة بالحضارة ، مشيراً إلى أن الجهود في ذلك ستستمر بدون كلل أو تعب للبقاء في الصفوف الأولى بين أنجح الأمم .
كما بين الأمير سلطان بن سلمان أن هذا المعرض يروي قصة أمة عظيمة ويفتح نافذة كبيرة على المملكة العربية السعودية لنظهر أننا أصحاب تاريخ وحضارة، وأن المملكة قامت على أكتاف ثقافة عظيمة وحضارة قديمة.
وقال سموه : نحن أرض الإسلام , والإسلام يعنى الإيمان ، والسلام ، والتحلي بكل القيم الإنسانية السامية ، ورسالة الإسلام رسالة عظيمة وإنسانية ونحن حملتها وأهلها , ونفخر بتقديمها للعالم بما يفيد الحضارة الإنسانية ويقويها ، والإسلام دين عظيم مد رسالته إلى العالم من شرقه إلى غربه ، ونحن حملة جينات الحضارة، وهذا أوصلنا إلى ما نحن فيه ، ولهذا يجب أن نقود الحوار ويجب أن نقود التطور لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية والعالم.
وبين سموه أن أرض الجزيرة العربية شهدت ظهور واختفاء حضارات كثيرة ، ولكن الإسلام الذي نبع من مكة المكرمة كان قوة واحدة ومستمرة.
من جهته رحب حاكم ولاية بنسلفانيا توم كوربت بالأمير سلطان بن سلمان مقدماً شكره لسموه لاختيار ولاية بنسلفانيا ومدينة بيتسبرغ لاستضافة هذا المعرض.
وقال توم كوربت : لقد أتيحت لي فرص عديدة للقاء الكثير من الناس حول العالم وفي هذه البلد ، ولكن تلك الساعة ونصف التي أمضيتها مع سمو الأمير كانت مميزة ومفيدة بشكل خاص ، وإذا ما فكرت بالاستعانة بخبير سياحي فسيكون هو أول من ألجأ إليه، إنه أمر لا يمكن تجاهله أن تكون هذه المدينة أول محطة للمعرض بعد العاصمة.
وأوضح أن هذا المعرض يضعهم في صورة التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية ، وأن محتويات المعرض وكل قطعة تنطق بحضارة ممتدة في عمق التاريخ وحتى 9 آلاف عام.
ورأى حاكم بنسلفانيا أن أرض المملكة عرفت التجارة والثقافة ومختلف العلوم وجعلت من نفسها جسراً حضارياً يربط الشرق بالغرب.
وأفاد كوربت أن شعب المملكة من أمة عظيمة قامت على إلتقاء الإبداع والإيمان ودخلت هذا القرن مواجهة تحديات عالم دائم التغيير ، وقال : لقد كانت مدينة بيتسبرغ ولازالت جزء من هذا المشوار الحضاري السعودي بتشرفها باحتضان الكثير من طالبي العلم وقيادات المستقبل السعوديين , وكذلك الإبقاء على الصلات التجارية والثقافية بين البلدين , ونحن نقدر عالياً علاقتنا مع المملكة العربية السعودية وسنسعى لدعمها أكثر ، مؤكداً أن زيارة الأمير سلطان فرصة أخرى لتعزيز الفهم والعلاقة الطيبة مع المنطقة.
كما أشاد حاكم الولاية بسمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وقال : إن سموه أحد طاقم المركبة ديسكفري وبهذا هو أول رائد فضاء عربي وأحد أوائل البشر الذين صعدوا إلى الفضاء ، ولهذا نحن فخورون باستضافة رجل متنور ورائدًا في عدة مجالات منها العلم ، والفضاء ، والآثار وإدارة الدولة ، وهو اليوم يشرف المدينة والولاية وكل الدولة بفرصة التعرف على آثار حضارة المملكة العربية السعودية.
كما أكد معالي سفير خادم الحرمين الشريفين عادل بن أحمد الجبير خلال كلمته في حفل الافتتاح أن هذا المعرض يقدم صورة الحضارة العربية القديمة ومدى ارتباطها وتعاونها مع الحضارات الإنسانية المحيطة بها ، وقال : "إن لدينا صلات وطيدة مع حضارات المتوسط ومصر واليمن وشمال الجزيرة".
وبين أن مسيرة الحضارة لدينا تظهر غزارة التنوع والثراء ومدى تأثيره على ثقافتنا الحالية ، مشيراً إلى أن أحد أهم نقاط قوتنا هو قدرتنا على التواصل مع بقية العالم وبقوة من خلال الإيمان والثقافة .
وقال:" إن لدينا 150 ألف طالب سعودي حول العالم ونطرق كل أبواب العلم والمعرفة ، ونشهد وبفخر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات ونسهم بها بما يفيد البشرية جمعاء ، فشراكتنا وأعمالنا توجد حول العالم وتعمل بنشاط وتقدم نجاحاً ملموساً".
وأعرب الجبير عن أمله في أن يزور الجميع هذا المعرض لما فيه من فائدة ومتعة وتذكير بإنسانية هذا البلد المبنية على الحضارة والتواصل مع كل الشعوب.
وأضاف: نريد التواصل والتعاون مع بعضنا وهذا لن يتحقق بدون أن نعرف بعضنا البعض وهذا المعرض من وسائل ذلك .
ويركز معرض " روائع آثار المملكة " على أثر الطرق التجارية القديمة التي اجتازت شبه الجزيرة العربية في التبادل التجاري والثقافي بين ثقافات مختلفة ، من خلال القطع الأثرية المكتشفة من طرق التجارة القديمة ، إضافة إلى إبراز تطور طرق الحج مع ظهور الإسلام ، ويضم أكثر من (227) قطعة أثرية تغطي الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد ) وحتى عصر النهضة السعودي .
وحظي معرض " روائع الآثار " برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين ، واهتمام خاص منه - حفظه الله - منذ انطلاقه من متحف اللوفر الفرنسي ، حيث أصدر توجيهاته بأن ينتقل المعرض بين عدد من الدول الأوروبية ، وأبرز المدن في الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد اكتسب المعرض منذ انطلاقته في متحف اللوفر الفرنسي مكانة عالمية وشهرة في الأوساط العلمية والثقافية ، وحقق نجاحاً كبيراً في محطاته الخمس السابقة ، بدءاً من "اللوفر" الفرنسي ، إلى مؤسسة "لاكاشيا" الأسبانية، مروراً بمتحف "الأرميتاج" الروسي، وصولاً إلى متحف "البيرغامون" الألماني، ثم متحف السميثسونيان في واشنطن .
ويعد متحف كارنقي الذي يستضيف المعرض من أعرق المتاحف في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1895م، ويقوم بدور ثقافي وتوعوي مهم، ويقدم الكثير من البرامج .
مواقع النشر