بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
«البيت الاتحادي» يتهاوى.. والمتسبب ما زال مجهولاً
الدمام- محمد الشيخ
د. مدني: من يشوش على إدارة المرزوقي يتحمل المسؤولية ولا للرحيل
الصادق: نادينا يدفع ثمن محاولات إسقاط الإدارة ونور يكشف الواقع المأزوم
ماذا يحدث في الاتحاد؟
سؤال كبير ما زال صداه يتردد في الأوساط الاتحادية خصوصاً، والرياضية في السعودية عموماً، فالكل يبحث عن الإجابة الأوفى التي ما زالت غائبة حتى عن صناع القرار في "البيت الأصفر".
فالتفريط بالنقطة تلو الأخرى صار ديدن الفريق في الدوري، إن عبر الهزائم التي افتتح أبوابها الشباب، واقتحمها الاتفاق، واستثمرها الهلال بخماسية مدوية، أو حتى عبر التعادل الذي فرضه الفتح وهو الضيف الجديد على حامل اللقب في عقر داره.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى كما يقال، فقد توالت المصيبة تلو الأخرى على عميد الأندية السعودية، فهاهي الخلافات تدب في أوساط الشرفيين، وهاهو الجمهور يطالب برأس كالديرون، وبعض من الإعلاميين المهتمين بالشأن الاتحادي أخذ يمارس ضغطه ليفرض على رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي سياسة الأمر الواقع وهي الاستقالة، في حين لم يتأخر عديد من أنصار النادي في المطالبة بتسريح بعض اللاعبين بحجة أنهم باتوا منتهي الصلاحية الفنية.
وما زالت العاصفة تهدد باقتلاع الكثير في "البيت الاتحادي"، فقد بدأت باستقالة مدير الكرة حمزة إدريس، بعد التعادل مع الفتح ويرى مقربون أن الحبل بات على الجرار.
"دنيا الرياضة" في تقريرها سعت لسبر أغوار واقع الاتحاد الجديد، إن من خلال قراءة فاحصة للأحداث، أو بالوقوف على رأي المعنيين بالشأن الاتحادي، بغية حلحلته لمعرفة ما يدور داخل واحد من أكبر الأندية في السعودية بل في القارة الآسيوية على الإطلاق.
انعدام وزن
التعثر في خطوات الاتحاد بدأ بعيد عودة الفريق من العاصمة طوكيو خاسراً لأكبر استحقاق قاري وهو دوري الأبطال على يد بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي، إذ كان لصدمة الخسارة وقعها على كل المنتمين للنادي، الذين كانوا ينتظرون عودة مظفرة لفارسهم الذي قدم أفضل النتائج وأروع المستويات في الملحمة القارية الكبرى، وعلى الرغم من قدرة الفريق على مسح بعض أحزانه بالفوز على نجران بنتيجة 3-1، إلا أن الجراح الغائرة ما زالت دامية، فبدأ الفريق يدخل مرحلة انعدام الوزن مع اول مواجهة ندية مع منافسه على اللقب فريق الشباب، حيث خسر المباراة بهدف نظيف، وما كاد الاتحاديون يستوعبون الصدمة حتى جاءت قاصمة الظهر على يد الاتفاق الذي فجر المفاجأة بفوزه بنتيجة 2-1 وكانت المفاجأة في أن الاتفاق هو احد متذيلي الترتيب وقد حقق فوزه الأول في المسابقة.
وكانت الخسارة من الاتفاق، كافية لتفجير براكين الغضب في البيت الاتحادي، خصوصاً وقد صاحبها حالة انفلات واضحة من اللاعبين، لاسيما قائد الفريق محمد نور الذي تعرض على إثر تلك المباراة للإيقاف في ثلاث مباريات، الأولى لحصوله على البطاقة الصفراء الثالثة، والثانية لحصوله على البطاقة الحمراء، والرابعة جاءت بقرار من لجنة الانضباط لتجاوزاته السلوكية تجاه الحكم المساعد.
ورغم أن الاتحاد عاد من جديد بعد تلك الخسارة لعزف نغمة الفوز على حساب غريمه التقليدي الأهلي الذي كسبه في "دربي جدة" بنتيجة 2-1، لكن الفوز لم يأت لأفضلية الفريق الاتحادي بقدر ما كان لسوء واضح في الفريق الأهلاوي، لتأتي بعده مواجهة المنافس اللدود على اللقب في الفريق الهلالي في "كلاسيكو" الكرة السعودية، ولم يدر الاتحاديون أن القدر يخبئ لهم خسارة مذلة لم يذوقوا طعمها منذ سنوات حينما منيت شباكهم بخمسة أهداف نظيفة أظهرت الفريق "الأصفر" كحمل وديع رغم إن بداية المباراة لم تكن تعكس شيئاً من ذلك.
وكانت "الخسارة الزرقاء" قاصمة الظهر ل"العميد"، ومبددة لكثير من آماله في الاحتفاظ باللقب؛ بدليل أن كثيرين من أنصار النادي بدأوا يرفعون الرايات البيضاء، معلنين التوقف عن مغامرتهم في البحث عن اللقب للعام الثاني على التوالي، ولحقهم في ذلك آخرون بعد التعادل مع الفتح.
نور والخلافات الشرفية
وفي خضم كل تلك الإشكالات الفنية، والعثرات على مستوى النتائج، طفت إلى السطح الخلافات الشرفية- الشرفية، أو الشرفية مع إدارة المرزوقي، وأبى قائد الفريق ونجمه الأكبر محمد نور إلا أن يزيد الطين بلة بممارساته المرفوضة، سواء داخل البيت الاتحادي، او خارجه، فبعد حالة الانفلات التي كان عليها في مباراة الاتفاق والتي دفع ثمنها بالإيقاف لثلاث مباريات، راح ليواصل مسيرة الخروج عن النص، بدخوله معركة التناطح الشرفي في النادي بتلاسنه فضائياً مع رئيس النادي السابق طلعت لامي، والتي كشفت عن حقيقة استخدام بعض اللاعبين من قبل بعض الشرفيين كأوراق لعب في تصفية الحسابات فيما بينهم، ثم تأتي مباراة الأهلي ليمارس نور عنترياته مع أحد رجال الأمن بعد حادثة إصابة مبروك زايد لإصراره على النزول لأرض الملعب ليأتيه قرار إيقاف جديد، قبل أن ينقذه العفو الذي أصدره الرئيس العام لرعاية الشباب. ومن الطبيعي أن يصبح نور وهو "الرقم الاتحادي الصعب" بمثابة الزيت على النار الاتحادية، ما أدى إلى دخول اللاعبين في نفق المشاكل الشرفية ما زاد من تعقيد الأمور، زيادة في تبعثر الأوراق الصفراء إداريا وفنياً.
المرزوقي في وجه العاصفة
ووسط طوفان المشاكل الذي اجتاح الاتحاد من كل حدب وصوب، بات رئيس النادي الدكتور خالد المرزوقي بين مطرقة النتائج والضغوطات الجماهيرية، وسندان المشاكل الشرفية والاختراقات الإدارية، ما جعل البعض يضعه في وجه المدفع بغية دفعه لاتخاذ قرار الاستقالة، ولعل تلك الضغوطات تجسدت في استقالة مدير الكرة حمزة إدريس الذي بدا انه غير قادر لا على مواجهة العاصفة ولا الانحناء لها ففضل الرحيل خشية أن تقتلعه.
الصادق يقرأ المشهد
حارس الاتحاد الدولي السابق والمحلل الحالي حسين الصادق يتفق تماماً مع من في رؤيته إلى أن أسباب الواقع الاتحادي المأزوم تعود إلى جوانب فنية وإدارية وشرفية، بيد أنه يرفض بعض القراءات في هذا الشأن.
ويقول: "أكبر مشكلة يعاني منها الاتحاد أن ثمة أشخاصا في البيت الاتحادي يعملون على تصيد الأخطاء وتضخيمها، للضغط على الإدارة، وهو ما انعكس على الوضع الفني فيه.
ويضيف: "ما أعنيه أن السبب الرئيس ليس فنياً؛ بدليل أن الجميع وحتى ما قبل شهر فقط كان يشيد بالأداء الفني، فليس من المنطقي أن نقول اليوم عكس ذلك، خصوصاً وان اللاعبين هم اللاعبون، والمدرب هو المدرب، والإدارة هي الإدارة".
ويشير الصادق إلى أن الفريق الاتحادي ورغم خسائره الثلاث امام الشباب والاتفاق وحتى الهلال، وكذلك تعادله الأخير مع الفتح كان يقدم مستويات مميزة، لكن النتائج التي خرج بها ألقت بظلالها على الواقع، مشدداً على أن الأمور لا تعدو وجود بعض الاخطاء من كالديرون، وضعف تركيز من اللاعبين.
ويتابع: "في مباراتي الشباب والاتفاق كانت الأفضلية اتحادية، بل حتى في مباراة الهلال كان الفريق في الشوط الأول يشاطر الهلال في المستوى الذي أوحى لنا أننا نشاهد مباراة في الدوري الانجليزي، بيد أن القراءة الفنية من كالديرون وضعف التركيز من اللاعبين حول المباراة لمصلحة الهلال مستوى ونتيجة خصوصا في الشوط الثاني فكانت الخماسية، وفي مباراة الفتح كان اللعب على مرمى واحد ولم تتح للأخير سوى ضربة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل".
ويرفض الصادق الدعوات التي تنادي بإقالة كالديرون وتسريح بعض اللاعبين، مشدداً على أنها آراء انفعالية لا يجب ان تجد آذاناً صاغية.
ويشدد نجم الفريق السابق وحارسه المتألق طوال عقد كامل على أن ثمة من يسعى من خارج دائرة القرار الرسمي لزعزعة النادي، وبعثرة أوراقه الفنية.
وقال: " ثمة حالة شرفية مرتبكة تلقي بظلالها على الفريق؛ بدليل تصريحات محمد نور ضد الإدارة في أعقاب خروجه من المنافسة على جائزة أفضل لاعب آسيوي، وسؤالي ما هي المساندة التي كانت ينتظرها نور من الإدارة في هذا السباق، ثم حالة نور في مباراة الاتفاق، وعقب ذلك مداخلته مع الرئيس السابق طلعت لامي، بيد أن ما يجب أن يعرفه نور وكل اللاعبين أن اللاعب لاعب، وعمله هو الملعب فقط، لكن ما حدث غير ذلك في الاتحاد، إذ تسربت حالة نور للاعبين، والدليل أن الفريق الذي كان كل لاعبيه يحرزون أهدافا في البطولة الآسيوية أصبح عقيماً.
وكشف الصادق عن وجود أطراف تسعى لإسقاط المرزوقي داعيا إياه لضرورة المحافظة على توازنه حتى لا يفقد الفريق بوصلته الإدارية والفنية.
وقال: "الضغوطات على إدارة المرزوقي ألقت بظلالها على الفريق، بدليل أن الإدارة بعد مباراة الهلال كونت لجنة، وبعد مباراة الفتح استقال حمزة إدريس، نحن مع المثالية الرائعة للمرزوقي، لكن يجب ان تمتزج المثالية بصرامة في بعض المواقف التي تستدعيها، وألا يرتهن الفريق لقرارات ارتجالية يدفع على إثرها فاتورة باهظة".
ودعا الصادق الاتحاديين كلا في مجاله بالتركيز في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أهمية أن يتم التعاطي مع كل مباراة بمعزل عن الأخرى وعدم النظر للهلال كمؤشر للحالة الفنية للفريق.
مدني ينتصر للمرزوقي
ويعترف عضو شرف نادي الاتحاد والمحلل الرياضي الدكتور مدني رحيمي أن أزمة الاتحاد تكمن في وجود أناس خارجه يسعون لإرباك من هم داخله، رافضا الجزم بأن اللاعبين باتوا أوراقا في هذه اللعبة.
وقال: "الخلل يكمن داخل الأسرة الاتحادية، هناك من يسعى للتشويش على الإدارة، وهذا التشويش ألقى بظلاله على الأمور الإدارية والفنية".
ويرفض رحيمي خضوع الإدارة وتنازلها عن حقوقها في إدارة شؤون الفريق وقال: "الوضع المتأزم حالياً أنتج مطالبات عديدة، فثمة من يدعو لرحيل الإدارة، وآخرون يدعون لإقالة كالديرون، بل البعض يدعو الى التخلي عن اللاعبين، وهذا بحد ذاته ما يعقد المشكلة ولا يحلها، إذ ليس من المنطقي أن أحدث غربلة في النادي لمجرد خسارة مباراة او حتى بطولة، فكل الاندية في العالم تخسر، ولو حدث ذلك لما بقي رئيس ولا مدرب ولا لاعب مع فريقه".
ويشدد رحيمي على أهمية ان يتم التعاطي مع الواقع الاتحادي الراهن بمنطقية الرياضة وقال: "صحيح الفريق خسر البطولة الآسيوية، وتعرض لخسائر مؤلمة في الدوري، لكن ذلك ليس نهاية العالم، فالفريق سيلعب في بطولة آسيا المقبلة، وتنتظره استحقاقات كثيرة، ولذلك ينبغي التعاطي مع الحالة الراهنة بوعي، إن من جهة الإدارة أو الإعلام وكذلك الجماهير".
ودعا الدكتور مدني الإدارة لتحمل مسؤولياتها من خلال الثبات على مواقفها وعدم التفكير في الاستقالة، مطالباً الاتحاديين بإعطائها الفرصة لإكمال دورتها القانونية المقررة بأربع سنوات.
وقال: "للأسف ثمة من نصب نفسه قاضيا لمحاكمة الإدارة وهي لم تمض عامها الأول، ينبغي ان تعطى الفرصة لمراجعة حساباتها وتصحيح أخطائها وليس دفعها للاستقالة لأن مثل هذا الأمر سيؤدي الى ضياع النادي".
وشدد رحيمي على أن الحل في يد الجماهير الاتحادية التي تعتبر صاحبة السلطة والقوة في النادي، معترفاً بوجود من يسعى لاختطاف النادي والسيطرة عليه.
مواقع النشر