الكويت - كتب محمد نزال (الرأي) : «الله عليم بالظالمين»... بهذه العبارة استقبل عدد من طلاب وطالبات جامعة الكويت الدرجات النهائية لمقرراتهم الدراسية بالفصل الدراسي الحالي، حيث نال بعضهم رسوباً جماعياً في مقررهم الدراسي، الأمر الذي يفتح باب التساؤل حول طبيعة هذه المقررات، هل هي صعبة الى هذا المستوى، أم أن الطلبة مهملون دراسيا، أم أن الأساتذة متشددون في وضع الدرجات ويحرمون الطلبة منها... كما يزعم البعض؟
25 طالباً حصلوا على «F» في شعبة دراسية تضم 28 طالباً
ويتواجد طلبة الجامعة عند مكاتب الأساتذة بشكل يومي خلال الفترة الراهنة طمعا في الحصول على النجاح، وبعضهم طالب رفع درجته إلى التفوق، ولكنهم يواجهون في هذا الأمر رفض الأساتذة بالزيادة أو رفض البعض الآخر باستقبالهم، حيث لا يتم تخصيص وقت لمراجعة الدرجات فيقع بعض الطلبة في هذه الحالة بين سندان الدرجات المتدنية ومطرقة رفض استقبال الأساتذة لهم.
• تعميم لعمادة الآداب: ممنوع استقبال أولياء الأمور لتعديل الدرجات
• فهد العجمي: لا أحد مسؤول عن محاسبة الأستاذ في الجامعة
• سعود العنزي: اختبارات تعجيزية في الرياضيات والفيزياء والكيمياء
وفي كلية الآداب، أصدرت عمادة الكلية تعميما تم توزيعه على الهيئة التدريسية، جاء نصه:«نود أن نوجه عنايتكم بأنه قد يقوم بعض أولياء أمور الطلبة أو أقاربهم بمراجعة أساتذة المقررات قبل أو أثناء المقررات أو بعدها، من أجل إعادة النظر في تقديرات الطلبة أو الاعتراض عليها أو تعديلها، وبناء على ما تقتضيه مصلحة العمل في الكلية، فقد تقرر منع أولياء أمور الطلبة أو أقاربهم من مراجعة أعضاء هيئة التدريس قبل موعد الاختبارات أو أثناء عقدها أو بعد إعلان النتائج، راجين العمل بموجب هذا التعميم وتنفيذه».
وأما في كلية الهندسة والبترول، فقد قال الدكتور سلطان العنزي، عبر حسابه على تويتر«قصة قصيرة... شعبة في جامعة الكويت تحتوي على 28 طالبا، الدرجات كالآتي: طالب واحد C، طالب واحد D، طالب واحد FA، و25 طالبا F».
ومع إعلان نتائج ودرجات المقررات الدراسية وتعليق الأساتذة لهذه النتائج على أبواب مكاتبهم، لوحظ تفشي ظاهرة الرسوب الجماعي للطلبة، حيث كانت علامة الـ F مصيرا جماعيا لأغلب الطلبة في هذه المقررات، وباتت هذه الظاهرة منتشرة أكثر في كلية العلوم نتيجة طبيعة التخصصات الدراسية الصعبة فيها كالفيزياء والرياضيات والكيمياء وكذلك في كلية الهندسة والبترول في بعض مقرراتها الدراسية الصعبة.
إلى ذلك، قال أحد طلبة تخصص الفيزياء بكلية العلوم، رفض ذكر اسمه، والذي قام بالتحويل لكلية الآداب هربا من صعوبة المقررات وصعوبة تعامل الأساتذة مع الطلبة «أنا أهوى تخصص الفيزياء، وأمضيت قرابة ثلاثة أعوام في كلية العلوم، وقد كنت متميزا في العديد من المقررات ولكن صعوبة اختبارات المقررات في المستويات المتقدمة وسوء تعامل بعض الأساتذة دفعني للتحويل إلى كلية الآداب لأكمل مسيرتي الدراسية في الجامعة».
وقال رئيس جمعية كلية الهندسة والبترول فهد العجمي، إن «قسم الرياضيات بكلية العلوم يصعب الاختبارات على الطلاب والطالبات، وهذا الأمر أصبح عادة لدى الطلبة حيث من المعروف أن اختبارات هذا القسم تعجيزية»، مضيفا بأنه «العام الماضي كان هناك اعتصام على هذا الأمر ولم يثمر الاعتصام عن أي فائدة مرجوة».
واضاف العجمي أن «قسم الرياضيات يسير بسياسة سيئة، والإدارة الجامعية تعلم بهذا الأمر وتسمح لهم لذلك نلاحظ أن كثيراً من الطلبة يتسربون من كلية العلوم وكلية الهندسة ويكملون دراسة تخصص الهندسة خارج الكويت نتيجة هذه السياسة التعجيزية والتطفيشية».
وتساءل العجمي من يحاسب الدكتور في الجامعة؟ لا أحد، حتى أن هناك أساتذة يأتون باختبارات من خارج منهج المقرر الدراسي، فمن يحاسبهم؟.
وقال رئيس جمعية كلية العلوم سعود العنزي، إن «قضية الرسوب الجماعي والاختبارات الصعبة هي قضية قديمة وتعود لسنوات ولكن لم يجد الطلبة آذانا صاغية لهم حيث تصعب المقررات الدراسية والاختبارات والدكاترة لا يتساهلون مع الطلبة».
واضاف العنزي، أنه «كان هناك اعتصام لم يسفر عن أي نتائج لعدم الاهتمام بالطلبة، ومازالت الاختبارات التعجيزية تقدم نهاية كل فصل دراسي للطلبة، لاسيما في تخصصات الفيزياء والرياضيات والكيمياء»، مؤكدا أن «هذا الوضع التعجيزي يجب ألا يستمر وسيكون لنا موقف حيال هذا الأمر».
مواقع النشر