تونس - زايد سلطان البكاري (إينا) – قال وزير الدولة التونسي للشؤون العربية والأفريقية، التهامي العبدولي، إن بلاده تعمل حاليا على إعادة بناء قطاع السياحة "المنكوب" الذي تضرر بعملتي "باردو" و"سوسة" الإرهابيتين، من خلال "تشجيع السياحة الداخلية والانفتاح أكثر على الدول العربية والإفريقية".
وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)، أن بلاده رفعت تأشيرة الدخول عن دول أفريقية وعربية عدة مثل بوركينا فاوسو والكونغو والأردن، إضافة إلى دول الخليج، حيث يزور تونس سنويا نحو 20 ألف خليجي يصرف الفرد الواحد منهم 7 أضعاف ما يصرفه السائح الأوروبي.
وكشف أن بلاده ستطلق حملة مكثفة لتسويق تونس لدى السائح الخليجي، وقال "نحن نعتقد أن تونس ستكون الوجهة المفضلة للسائح الخليجي حين مقارنتها بأوروبا.. ما هو موجود في أوروبا موجود في تونس وبالطريقة الإسلامية وحلال .. فتونس مشهورة بغذائها الطبيعي ومياهها الصحية". وأشاد بدعم الشعب الجزائري الذي فضل قضاء الصيف في تونس تلبية لدعوة أطلقوها لإنقاذ السياحة التونسية.
وقال منتقدا "الخطأ الذي ارتكبته السياسة السياحية التونسية سابقا تعوليها المفرط على سوق السياحة الأوروبي.. يجب ان نجعل السوق الأوروبية واحدا من مكونات السوق السياحية إلى تونس".
أكد وزير الدولة التونسي للشؤون العربية والأفريقية، أن لا وجود فرعي لتنظيم "داعش" المتطرف، الذي تبنى عمليتي متحف باردو وسوسة وأسفرتا عن مقتل العشرات من السياح، في تونس، قائلا إن بلاده ليست بؤرة للإرهاب ولا وجود لداعش فيها.
وقال: أنفي وجود فرع لـ"داعش" في تونس. إنما هي حالات تسلل معزولة لبعض الأفراد، فيما هناك كتيبة عقبة بن نافع التي تأسست بعد الثورة وهي تنتمي للقاعدة.. الإرهاب وحد التونسيين.. هناك وعي مجتمعي بأن أذرعة أجنبية تستقطب بعض الشباب التونسي لتغسل أدمغته كي يؤذي بلده.
وأشار الوزير التونسي إلى أن "الجماعات الإرهابية بضربها تونس مرتين في وقت قصير أرادت أن تجهض النجاح الديمقراطي الذي يحظى بتأييد محلي ودولي" وهي حسب قوله "محاولة لخلق أزمة بين المجتمع والجهاز الذي يحكمه".
وقال الوزير العبدولي: إن "الوضع الأمني في تونس مريح". مؤكدا "تشديد الإجراءات الأمنية على المنشآت" في القطاع السياحي الذي اعتبرته الدولة "قطاعا منكوبا" سعت "لتوفير الحد الأدنى من رواتب الموظفين العاملين فيه".
وانتقد العبدولي دعوة وزير الخارجية البريطاني للرعايا البريطانيين لمغادرة تونس، واعتبرها "خطأ سياسيا" لأن الكثير من البريطانيين المقيمين في تونس لم يكونوا راغبين في ذلك الموقف "ليس هناك من داع أمني أو سياسي أو اجتماعي" كي يعودوا إلى بلادهم.
ودعا إلى تنسيق استخباراتي وسياسي عال لمواجهة التنسيق الإرهابي الذي ضرب في يوم واحد تونس والكويت وفرنسا. مشيرا إلى أن بلاده مثل بقية دول العالم ليست بمنأى عن الإرهاب.
وفيما أشار الوزير التونسي إلى أن "مليون ليلة سياحية تم إلغاؤها بسبب العمل الإرهابي" ونتج عن ذلك تأثر كبير في قطاع السياحة الذي يشغل 25 في المائة من الشعب التونسي (2.4 مليون شخص)" إلا أنه قال إن بلاده تلقت "تطمينات من دول أوروبية بخصوص عودة السياح إلى تونس، ومن بريطانيا بأن ما اتخذته هو خيار محدود".
وعن انخفاض عدد السياح خلال الشهر الحالي في تونس، أكد الوزير التونسي، أن هذا أمر طبيعي "لأننا في شهر مضان وله خصوصية لدى التونسيين والسياح يحترمون ذلك".
مواقع النشر