السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
حزب الله اليمني
كان هناك فرعٌ لهذا الحزب بهذا الاسم[1]، ونظراً لما ارتكبه حزب الله اللبناني وفروع هذا الحزب من جرائم واغتيالات، ورفض الشعب اليمني المسلم لمثل هذا الحزب وعقائده وأجندته الهادفة للاختراق الشيعي الاثني عشري للمجتمع، تمّ إبعاد هذا الاسم، واستبداله باسم آخر، ألا وهو (الشباب المؤمن) وذلك في التسعينات الميلادية[2]، وتمّ تجنيد عدد من الزيدية الذين تحوّلوا إلى (شيعة اثني عشرية) أو بقوا على مذهبهم الزيدي ولكن غُرّر بهم، ليكونوا أداةً وذراعاً للنفوذ الإيراني الاثني عشري في اليمن.
وعلى رأس هذا الهرم (حسين[3] بدر الدين الحوثي) وأبوه (بدر الدين[4] الحوثي) [5]، إذ إنّهم في الأصل من فِرقة: الجارودية[6] وقد انتقل الحوثي من الزيدية الجارودية إلى الجعفرية الاثني عشرية مبكراً، وأكّد ذلك بذهابه إلى إيران والنهل من معينها الصفوي.
وبعض من وقعوا تحت تأثير حملته، يؤرخون العام 1997 م كعامٍ للانتقال الفعلي من الهادوية الجارودية إلى الجعفرية الاثني عشرية[7].
ولذلك قام علماء الزيدية في اليمن بالبراءة من الحوثي وحركته، في بيانٍ أسموه: بيان من علماء الزيدية، وردّوا عليه دعاويه، وحذّروا من ضلالاته التي لا تمتّ لأهل البيت والمذهب الزيدي بصلة[8].
ويرى الشيعة الإثنا عشرية أن للمهدي ثورات تمهيدية تكون سابقة لخروج المهدي المنتظر عندهم، ويؤكّد الباحث الشيعي الإيراني: علي الكوراني[9] أن قائد هذه الثورة من ذرّية زيد بن علي، وأنّ الروايات تذكر أن اسمه (حسن أو حسين)، ويخرج من اليمن من قرية يُقال لها: كرعة[10]، وهي كما يقول الكوراني قرب صعدة.
وفي هذا تلميح لثورة الحوثي ونصرتها بزعم تمهيدها لثورة إمامهم المهدي!
وتدور أفكار الحوثي وأطروحاته على الدعوة إلى الإمامة والترويج لفكرة الوصية والخروج على الحكّام، والبراءة من الصحابة عموماً، ومن الخلفاء الراشدين خصوصاً لأنهم أصل البلاء - كما يزعم! - ويدعو إلى نبذ علوم الشريعة لأنها مأخوذة من علماء أهل السنة[11].
ولذلك فقد قال بدر الدين الحوثي: (أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله)[12].
بل وقام بدر الدين الحوثي بإعلان وجوب قبض الخُمس وإعطائه له[13]، ومعلومٌ أن هذه الشعيرة إحدى مفردات المذهب الشيعي الاثني عشري.
كما جلب له من الخارج (التربة الكربلائية) وصار يسجد عليها[14] إمعاناً في الاتباع التام للعقائد الاثني عشرية[15].
وقد كان هؤلاء - الحوثي وأبناؤه - ينضوون تحت (حزب الحق) وهو حزب سياسي زيدي، ولكن بعد ذلك، انفصل الحوثي عن هذا الحزب وأسّس تنظيم (الشباب المؤمن) وهو الذي كان يقوم بأحداث التمرّد والفتنة في منطقة صعدة شمال اليمن.
وتقوم إيران بدعم هذا الحوثي مالياً وفكرياً وعسكرياً، وذلك نظير تصدير الثورة الخمينية إلى اليمن[16].
وقد سبق أن قام الحوثي بالذهاب إلى لبنان لزيارة حزب الله، كما ذهب إلى إيران في التسعينات وأقام فيها حتى عاد إلى اليمن عقب وساطات عام 1997 [17].
وبلغ الدعم الإيراني عن طريقة السفارة الإيرانية في صنعاء لحركة الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن - في إحدى التقارير - إلى 42 مليون ريال يمني، مفرَّقةً بين دعم مباشر لتنظيم الحوثي، ودعم غير مباشر للمراكز التابعة للحوثي في صعدة[18].
وهذا الدعم غير الدعم الآخر الذي يأتيه من مؤسّسات شيعية، مثل مؤسسة أنصارين في قم الإيرانية، ومؤسسة الخوئي في لندن، ومؤسسة الثقلين في الكويت، ومؤسسات تابعة لحزب الله في لبنان، وغيرها من المؤسسات والجمعيات الشيعية[19].
وقد أفاد مصدر مقرّب من الحكومة اليمنية بأن هناك شيعة سعوديين قاموا بدعم مالي للحوثي قبل وأثناء الأزمة[20].
ولذلك يتساءل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن مصدر هذا الدعم المالي الكبير للحوثي - في خطـاب تلميحي إلى الدور الشيعي والإيراني في الدعم-، لأن مثل هذا الدعم والقوة المالية والعتاد العسكري لا يمكن أن يكون مصدره في اليمن.
أما بالنسبة للدعم العسكري، فقد كان يحضر أفراد من شيعة العراق ومن الحرس الثوري الإيراني للتدريب والإشراف على المناورات القتالية[21].
وقد ذكرت صحيفة «أخبار اليوم» في أحد أعدادها أن عدداً من أتباع الحوثي الذين استسلموا أثناء المواجهات أكّدوا قيامهم بالتدرب في معسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني مع عناصر فيلق بدر في العراق[22].
وقد قامت المحكمة اليمنية بإصدار حكم الإعدام على الجاسوس يحيى حسين الديلمي وذلك على إثر إدانته بتهمة التخابر مع إيران والتواصل بين إيران وتنظيم الحوثي[23] وفي هذا دليل على مدى التغلغل الإيراني الشيعي في اليمن، وهذا يعدُّ إعلاناً رسمياً من اليمن بالتدخل الإيراني في دعم الحوثي وفي تصعيد أحداث صعدة.
وبدأ يُظهر الحوثي ولاءه لحزب الله اللبناني، وذلك بالثناء عليه، واعتباره المثل الأسنى، ووصل الأمر به إلى أن يرفع أعلام حزب الله اللبناني على بعض المراكز التابعة له، ورفعها أيضاً في المظاهرات[24].
وبسبب هذه العمالة للنظام الشيعي الإيراني، قامت الحوزة العلمية في النجف والحوزة العلمية في قم، بإصدار بيانين يتضمّنان الوقوف في صف حركة الحوثي والدفاع عنه، ويعترضون على أعمال الحكومة اليمنية التي تقوم بوقف هذا التمرد والتصدّي له، ويُطالبون بوجوب حرية حركة الشيعة الاثني عشرية في اليمن، وهذا يدل على التعاون الوثيق بين الحوزة العلمية والحركة الحوثية، خصوصاً وأنّنا لم نجد منهم بياناً في التصدّي لحملات التطهير العرقي والطائفي للسنة العرب في العراق، ولم نجد منهم بياناً حازماً في إيقاف حمّامات الدم التي يقوم بها جيش المهدي وفيلق بدر ضد أهل السنة في العراق[25].
________________________________________
1) الزهر والحجر، ص 130.
2) تجد تفاصيل نشأة الحزب في كتاب: الحرب في صعدة، ص 26، الزهر والحجر 129.
3) قُتل في 10/9/2004 ، عن 46 عاماً.
4) لا يزال على قيد الحياة، وعمره الآن 85 سنة.
5) الشيعي القطيفي: حسن الصفار، يُعتبر أحد تلامذته، وقد نالَ منه إجازة وشهادة، وهذا الأمر مُثبت في السيرة الذاتية لحسن الصفار في موقعه على الانترنت (وتمّ حذفها لاحقاً تقيَّة بعد تطوّر الأحداث).
6) وهي إحدى فِرق الزيدية، وفرقة الجارودية أقرب فرق الزيدية إلى الاثني عشرية؛ بل إن شيخ الشيعة: المفيد لم يدخل في التشيّع إلا الإمامية والجارودية «أوائل المقالات ص 39»، وهي ترفض الترضّي عن أبي بكرٍ وعمر، وتقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم نصَّ على عليّ بالإشارة والوصف، وأن الأمة ضلّت وكفرت بصرفها الأمر إلى غيره، وترفض الصحيحين والسنة النبوية التي نقلها الصحابة الكرام.
انظر: أصول مذهب الشيعة الاثني عشرية للقفاري 1/51، محمد عيظة شبيبة، مقال: الحوثي ومستقبل الفتنة المجهول، صحيفة الرشد، عدد 33، 25/4/2005 م.
7) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 138.
8) انظر هذا البيان في: الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» عادل الأحمدي، ص 253، 349 . ومن هؤلاء الموقّعين: القاضي أحمد الشامي، الأمين العام لحزب الحق، الذي كان الحوثي منضوياً تحته.
9) في كتابه: عصر الظهور، ص 115 -120.
10) انظر بحار الأنوار، للمجلسي، 52/380.
11) كتاب الحرب في صعدة، للصنعاني، ص 16 - 17.
12) كما نقل عنه ذلك أبو جعفر المبخوت (المتشيّع) في لقاء معه على الموقع الشيعي المسمَّى: المعصومين الأربعة عشر.
13) الحرب في صعدة، ص 25.
14) الحرب في صعدة، ص 39.
15) وللمزيد حول عقيدة الحوثي ومقولاته في كتبه، انظر: الحرب في صعدة، ص 65، و 133 وما بعدها، وأيضاً مقال: النبأ اليقين في كشف حقيقة حسين بدر الدين، موقع مفكرة الإسلام.
16) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 134.
17) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 135، الحرب في صعدة ص 10، ص 18.
18) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 173.
19) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 172.
20) صحيفة الوطن القطرية 17/9/2004.
21) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 176.
22) مقال: تمرد الحوثي في اليمن، أنور قاسم الخضري - رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث، ورئيس تحرير صحيفة الرشد اليمنية -، التقرير الارتيادي الاستراتيجي الصادر عن مجلة البيان - الإصدار الثالث 1427 هـ - ص 391 - 419.
23) جريدة الحياة اللندنية 30/ مايو /2005 م، وكذلك جريدة الوطن السعودية، عدد 1704 بتاريخ 30/ مايو/ 2005 م، وتمَّ العفو عنه وتخفيف الحكم الصادر عليه لاحقاً.
24) مقال: تمرد الحوثي في اليمن، أنور قاسم الخضري، التقرير الارتيادي الاستراتيجي الصادر عن مجلة البيان الإصدار الثالث 1427 هـ ص 391 419.
وكذلك كتاب: الزهر والحجر، ص 138، 175، وكتاب: الحرب في صعدة، ص 12.
ومن تابع الإعلام المرئي حول أحداث صعدة، رآى هذه الأعلام مرفوعة.
25) انظر بيان حوزة النجف وقم في كتاب الحرب في صعدة، ص 107 - 111، وكذلك في ملاحق كتاب: الزهر والحجر، ص 281، وانظر في نفس الكتاب أيضاً بيان علماء اليمن في الرد على بيانات النجف وقم، ص 305، وكذلك في كتاب الحرب في صعدة، 111 - 114.
منقول من كتاب ماذا تعرف عن حزب الله للكاتب علي الصادق.
مواقع النشر