إسطنبول (وكالات) -- المؤتمر نظّمته رابطة علماء أهل السنة، وهي منظمة غير حكومية، بالتعاون مع عدد كبير من الهيئات والروابط الإسلامية، واستمر يومين في مدينة إسطنبول، وحضره عدد من العلماء والفقهاء والدعاة من 30 دولة مسلمة، وناقش عبر جلسات علنية وأخرى مغلقة الأوضاع في العالم العربي والإسلامي، وانتشار حركات العنف والتشدّد والإرهاب، وعلاقة ذلك بالنظم المستبدة، وقد حذّر المشاركون في المؤتمر من مخاطر القمع والاستبداد وآثاره السلبية، على العالم أجمع، ومنطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة.
ينهي مؤتمر “علماء أهل السنّة لمواجهة الاستبداد وسفك الدماء”، أعماله الأحد
وأكّد المؤتمر، أن الاستبداد سيؤدي لنشر الفوضى، وإشاعة الإرهاب، والعنف والتخريب، وانحدار قيم العدالة والإنسانية، والدمار الاقتصادي، والحروب الأهلية والطائفية، وبحث المشاركون “بيان الحكم الشرعي في الجرائم التي يقترفها الانقلاب في مصر، (في إشارة لإطاحة الجيش، بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو/ تموز 2013) من خطف للرئيس الشرعي (مرسي)، وسفك للدماء وانتهاك للأعراض، وتكميم للأفواه، وخطف قسري، واعتقال عشوائي، وتعذيب للأسرى، وقتل للمعتقلين.
كما طالب المؤتمر برسم خارطة عمل لعلماء أهل السنة، ووضع مسار استراتيجي يتحرّكون فيه لمواجهة المشروع الشيعي الإيراني في المنطقة والعالم، مؤكّدا وقوف العلماء في مواجهة الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى وفلسطين، وقال جمال عبد الستار، أمين عام الرابطة، في كلمته “المؤتمر يستهدف حشد علماء الأمة من كل الأقطار، لبيان تجريم الإسلام للقمع والاستبداد، والظلم، وإهدار حقوق الإنسان”.
وأضاف “الأمين العام” قائلا، “المسلمون لم يستغلوا العلم كغيرهم، في صناعة أسلحة فتاكة، تبيد البشر، وتدمر الأمم”، لافتا إلى أن كل صور الإرهاب تمارس على المسلمين، في كل دول العالم، قتلا وتشريدا، منذ إسقاط الخلافة الإسلامية عام 1924، وحتى الآن”.
ووصف الأمين العام لرابطة علماء تركيا، “عبد الوهاب إكنجي”، العلماء بـ “الأطباء الواجب عليهم تشخيص مرض الأمة، المتمثل في الاستبداد، الذي نتج عنه سفك دماء المسلمين في كل مكان، ثم تقديم العلاج”، وقال “إكنجي”، “إذا صلح العلماء والأمراء صلحت الأمة، والعكس صحيح، وفساد الأمراء يأتي لفساد العلماء، ونفاقهم، وفتاويهم التي تدفع بالأمة إلى التهلكة”، وأشار “إكنجي”، أن “الإسلام الذي فرض علينا الصلاة والصيام، هو أيضا الذي قال نبيه محمد لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، فهو دين شامل جمع في أحكامه بين العبادات وعلم السياسة”.
وتركّزت مشاركات العلماء في هذا المؤتمر، على ضرورة تقدم العلماء واستلام الراية، لأن تقصيرهم سيكون سببا في انضمام الشباب إلى “داعش” وهو تنظيم مجهول القيادة، سواء على المستوى السياسي، أو العسكري، أو الشرعي، وأغلب المنخرطين فيه هم من الشباب الصالح ذي النوايا الطيبة، دفع بهم الجهل إلى الانضمام لهذا التنظيم.
وأجمع المشاركون، على أن ما يجري من سفك لدماء المسلمين في شتى البقاع لا يصلح معه الصمت والسكوت، فاليوم دماء المسلمين أصبحت أرخص دماء على وجه الأرض، 1.5 مليار مسلم يقتلون ثم يتهمون بالإرهاب ممن يقتلهم بدم بارد، والاستعمار يخطط لتقسيم بلاد المسلمين إلى دويلات، وإضعاف أهل السنة في كل مكان.
وكشف محمد أبو الخير شكري، أمين سر المجلس الإسلامي السوري، خلال مداخلته في المؤتمر، عن حصيلة الحرب السورية حتى الآن، قائلا، “هناك أكثر من 300 ألف شهيد، حيث يسقط كل ساعة ما بين 3 و 4 شهداء، و200 ألف معتقل، و5 ملايين لاجئ، و7 ملايين نازح”، وأضاف شكري، “هناك 3 مشاريع موجهة ضد المسلمين، وتتمثل في المشروع الصهيوني “إسرائيل”، والصفوي “إيران”، والصليبي “الغرب”، ونحن مطالبون كعلماء سنّة مواجهة هذه المشاريع الثلاثة.
رابطة علماء أهل السنة، هي تجمّع علمي منظم، تأسّس عام 2010، ومقرّه سويسرا، يساهم في توحيد صفوف المسلمين، وجمع كلمتهم من خلال جمع طاقات العلماء، وتقديم حلول شرعية للقضايا المعاصرة، وفق منهج أهل السنة والجماعة.
مواقع النشر