علماء: العواصف الشمسية لها تأثير على البورصات
يعتقد البعض ان مواسم دون غيرها تكون كئيبة لاسباب منها سياسي ومنها اقتصادي ومنها شخصي، لكن لا احد، باستثناء العلماء المختصين، يمكن ان يتصور ان بعض تلك الكآبة لها اسباب مختلفة، لم توضع في الحسبان.
ففي الغالب يكون الانسان منشغلا، بل وغارقا في شوؤنه اليومية، مستبعدا وجود عناصر كونية ربما لعبت دورا مهما في تشكيل وتكوين مزاجه وحالته الذهنية.
هذه العناصر الكونية تتمثل في الشمس، اذ لا يعلم الا القليل منا ان الشمس هذه الايام تنشط بشكل غير عادي، قد يكون له تأثير على سلوك الانسان من دون ان يعي ذلك. العلماء يقولون ان الشمس تنفث الى الفضاء الخارجي موجات تلو موجات من الجزيئات الفائقة الطاقة، في ظاهرة تعرف علميا باسم "الانبلاج الشمسي الواسع".
وقد دفعت ثلاث موجات من ظاهرة "الانبلاج الشمسي الواسع" العلماء العاملين لدى الحكومة الامريكية الى التحذير من ان عواصف شمسية كهذه يمكن ان تتسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
كما يمكن ان يكون لها دور في ظهور ما يعرف بظاهرة الاضواء الشمالية، التي تتشكل بفعل اختلالات في اجواء الارض، والتي لوحظت في مناطق من جنوب انكلترا، وولاية كولورادو الامريكية، حسب تقارير من وكالة الفضاء الامريكية (ناسا).
ويقول موقع "سبيس واذر"، او انواء الفضاء، ان الحقل المغناطيسي للارض ما زال يهتز بفعل موجة قوية من "الانبلاج الشمسي الواسع" تسببت في اقوى عواصف جيومغناطيسية شهدتها الكرة الارضية منذ عدة سنوات.
سلوك سلبي
ويقول بعض العلماء الاكاديميين ان عواصف جيومغناطيسية كهذه تؤثر على الانسان، وتتسبب في تغير الامزجة، والتحول نحو سلوكيات سلبية، بسبب التغيرات البيوكيميائية التي تطرأ على جسم الانسان.
وتقول بعض الدراسات ان هناك دلائل على ارتفاع نسبة المصابين بالاكتئاب خلال فترة تزايد تلك العواصف الشمسية، كما ان هناك زيادات في حالات الانتحار. كما اشارت دراسة اجريت لصالح فرع ولاية اتلاتنا للبنك المركزي الامريكي في عام 2003 الى ان للعواصف الشمسية تأثير على البورصة، اذا يرجح ان يجري المتداولون والتجار حسابات وخيارات سلبية.
الا ان آراء اخرى تقول ان ذلك ربما كان محض مصادفة، وان ما يحدث في اسواق العالم والبورصات لا علاقة له بالعواصف الشمسية من قريب او بعيد، وان ما حدث في بريطانيا، مثلا، من اضطرابات وسلب ونهب في عدة مدن، لا يمكن ربطه بتلك الظواهر.
الا ان المؤكد ان تجار البورصة سيأخذون نفسا عميقا من الراحة، بعد ان اشارت توقعات الانواء الجوية الى تراجع الظاهرة وانحسارها، وعودة الامور الى مجاريها من جديد، وان لحين.
الا ان عليهم ان لا يتهاونوا او يشعروا بالتقاعس، فذورة النشاط الشمسي قادمة، اذ يعتقد العلماء ان ذروة النشاط الشمسي ستكون في عام 2013 وان العواصف الشمسية قادمة خلال الاشهر المقبلة.
مواقع النشر