الاقتصادية» : انخفض سعر مزيج برنت أكثر من أربعة دولارات إلى 105.87 دولار للبرميل مع تهاوي أسعار النفط أمس بسبب تنامي القلق بشأن الاقتصاد العالمي وارتفاع الدولار الأمريكي. وارتفع الدولار الأمريكي 1.4 في المائة أمام سلة عملات مواصلا موجة الصعود التي بدأت أمس ووصل فيها إلى أعلى مستوياته في أربعة أشهر.
وشعر المستثمرون بالقلق من إعلان مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي بأن اقتصاد الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم يواجه مخاطر نزولية، وأعرب محللون عن مخاوفهم من أن تكون إجراءات دعم النمو الاقتصادي غير كافية، وازدادت الصورة قتامة بفعل التباطؤ في الصين وتسجيل القطاع الخاص في منطقة اليورو أسوأ معدلات نمو في أكثر من عامين ما جعل آفاق الاقتصاد العالمي ملبدة بالغيوم.
وقال ثوربيورن باك ينسن المحلل لدى ''أيه أس جلوبل'' لإدارة المخاطر ''يتجه خام برنت ليختبر مستوى 107 دولارات للبرميل''، وانخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي الخفيف 2.70 دولار إلى 83.22 دولار للبرميل خلال التعاملات بينما تراجعت العقود الآجلة لخام القياس الأوروبي مزيج برنت 2.23 دولار إلى 108.13 دولار للبرميل.
وتعرض النفط لمزيد من الضغوط النزولية أمس بفعل صعود الدولار الذي ارتفع لأعلى مستوى في سبعة أشهر أمام سلة من العملات مع فرار المستثمرين من الأصول المنطوية على مخاطر. وانكمش القطاع الخاص في منطقة اليورو هذا الشهر للمرة الأولى في عامين تحت ضغط هبوط أرقام أنشطة الأعمال في ألمانيا إلى أدنى مستوى في 26 شهرا.
وأظهر مسح أن النشاط الصناعي في الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم انكمش للشهر الثالث، ما يشير إلى أن الصين ربما تفشل في إحداث توازن لتأثير تباطؤ النمو في الولايات المتحدة وأوروبا. كما دفعت البيانات الاقتصادية المحبطة الأسهم العالمية للتراجع مع قيام المستثمرين بتحويل الأموال صوب الملاذات الآمنة.
في حين هوت معظم أسواق الأسهم العالمية بسبب المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، وتراجعت الأسهم الأوروبية أمس لتسجل أدنى مستوى في 26 شهرا مع هبوط الأسهم الدورية مثل أسهم شركات التعدين، إذ تراجع إقبال المستثمرين على الأصول عالية المخاطر بعد التوقعات القاتمة لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) وبيانات كشفت عن أن الاقتصادين الصيني والألماني يفقدان قوة الدفع.
وخلال التعاملات تراجع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 4.4 في المائة إلى 877.55 نقطة. وقال ألكسندر باراديز محلل الأسواق لدى ''ساكسو بنك''، ''هناك احتمال بمزيد من التراجع.. عندما نتخطى مستويات الدعم هذه هناك مخاطر بحدوث تراجع مفاجئ بنسبة تراوح بين 10 و15 في المائة لذا يتوخى الناس الحذر في الوقت الحالي''.
وفي القارة الآسيوية انخفضت الأسهم اليابانية في التعاملات المبكرة أمس وهوى المؤشر نيكي أكثر من 1 في المائة في أعقاب سقوط الأسهم الأمريكية بعد أن قال مجلس الاحتياطي الاتحادي إن هناك احتمالات كبيرة لتراجع الاقتصاد مع أنه أطلق خطة جديدة لخفض تكاليف الاقتراض الطويل الأجل.
وهبط المؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى بنسبة 1.2 في المائة إلى 8634.01 نقطة في الدقائق الأولى للتعاملات ببورصة طوكيو. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.1 في المائة إلى 748.57 نقطة. كما أنهى المؤشر الرئيسي للبورصة الصينية تعاملات أمس على تراجع بنسبة 2.78 في المائة بما يعكس الخسائر التي منيت بها بورصات المنطقة بعد تحذير من مجلس الاحتياط الاتحادي الأمريكي بشأن اقتصاد الولايات المتحدة.
وتماشيا مع الأسواق الآسيوية هبطت الأسهم في بورصة سنغافورة بنسبة 2.55 في المائة أمس، كما هوت الأسهم الإندونيسية بنسبة 8.88 في المائة بعد أن اتجه المستثمرون إلى بيع الأسهم بكميات ضخمة على خلفية المخاوف من توقعات متشائمة للاقتصاد العالمي.
على صعيد العملات، واصل اليورو خسائره أمام الدولار مسجلا أدنى مستوى له في سبعة أشهر مع تدهور المعنويات بسبب دراسة للبنك المركزي الأوروبي ذكرت أن الاختلالات المالية في منطقة اليورو قد تقوض استقرار واستمرار الوحدة الاقتصادية والنقدية. وتراجع اليورو إلى 1.3465 دولار مسجلا أدنى مستوى منذ أواخر شباط (فبراير) إذ قال متعاملون إنه تم تفعيل أوامر لإيقاف الخسائر بعد النزول عن 1.3500 دولار. من ناحية أخرى أدى العزوف عن المخاطرة إلى هبوط الدولار الأسترالي ذي العائد الأعلى إلى أدنى مستوى في ستة أشهر عند 0.9877 دولار بعد تفعيل أوامر إيقاف دون مستوى 0.9950 دولار أمريكي حسبما قال متعاملون.
مواقع النشر